تصفح التصنيف

مقالات

قراءة في استشراق ما بين الحربين العالميتين

قراءة في استشراق ما بين الحربين العالميتين 7/1   ورقة قدمت إلى مؤتمر من الإستشراق إلى العولمة الذي تبنته جمعية التراث اللبنانيية والذي عقد في مدينة بيروت في الفترة من 39- 30 أيلول/ سبتمبر عام 2004م   قراءة في استشراق ما بين الحربين العالميتين   تمهيد:   تهتم هذه الورقة بتقديم رصد واستقصاء سريعين لبعض مظاهر الحركة الإستشراقية في الوطن العربي، في الفترة ما بين الحربين العالميتين. وقد اختيرت هذه الحقبة، لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها أن الخارطة السياسية للوطن العربي، وبشكل خاص الجزء الشرقي منه، قد أعيدت صياغة تركيبها، لصالح…

حول موضوع الفساد والحكم الصالح

في الفترة من 20- 23 أيلول/سبتمبر عام 2004، وبدعوة كريمة من مركز دراسات الوحدة العربية، وبالتعاون مع المعهد السويدي بالإسكندرية، عقدت في مدينة بيروت ندوة فكرية قدم فيها ستة وعشرون بحثا، وعقب عليها بـ ستة وعشرين ورقة، كما جرت حولها مناقشات مكثفة، تناولت محاور مختلفة يجمع بينها، أنها جميعا، عنيت بموضوع الفساد والحكم الصالح. وقد كان لي شرف المشاركة في التعقيب والنقاشات والحوارات في تلك الندوة.

من الاستشراق إلى العولمة

من الإستشراق إلى العولمة، هو العنوان الذي اختارته جمعية بيروت للتراث ليتصدر مؤتمرها السنوي لهذا العام، والذي انعقد في 29- 30 أيلول/ سبتمبر. وقد كان لي شرف المشاركة في هذا المؤتمر وتقديم ورقة رصدت مظاهر الحركة الإستشراقية في الوطن العربي فيما بين الحربين العالميتين.

حديث آخر عن سبتمبر

في الأسبوع الماضي توصلنا إلى أن العالم لم يعد أكثر أمنا بعد حوادث سبتمبر عام 2001 (للرجوع للموضوع السابق اضغط هنا "بعد ثلاث سنوات على سبتمبر")، وإلى أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على الإرهاب كان يخفي وراءه مشاريع مبيتة، تم استثمار حوادث سبتمبر للشروع في تنفيذها. ويشير تسلسل الأحداث التي أخذت

بعد ثلاث سنوات على سبتمبر

حين حدث زلزال الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001م، كنت أمام شاشة التلفزيون أراقب الحدث وتداعياته لحظة بلحظة. وكانت الصور التي تبثها تلك الشاشات تؤكد للمشاهد أن ما يحدث أمام ناظر عينيه لم يكن ملهاة إغريقية أو مجرد تراجيديا إنسانية. لقد كان ما حدث في ذلك اليوم شيئا مختلفا بكل المقاييس، فلم يشهد العالم

مرة أخرى: لعبة السيرك الأمريكية في لبنان

في الحديث الماضي كان موضوع المناقشة هو القرار رقم 1559 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بضغط أمريكي وفرنسي والذي دعا إلى احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله، وطالب بانتخابات لبنانية نزيهة. في إشارات واضحة إلى الوجود السوري وقرار التمديد لرئاسة العماد إميل لحود. وقد قدمت قراءة وصفية وتحليلية سريعة لأهم

لعبة السيرك الأمريكية في لبنان

بضغوط من الإدارة الأمريكية، وبتضامن فرنسي، والعكس صحيح أيضا، صوت مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع على القرار 1559 بأغلبية تسعة أصوات على قرار يدعو إلى "احترام سيادة لبنان وسحب جميع القوات الأجنبية من أراضيه". وأن تكون الانتخابات الرئاسية التي ستجرى قريبا في لبنان "حرة ونزيهة، وفق القواعد الدستورية اللبنانية القائمة من

مرة أخرى: أسئلة حول ارتفاع أسعار النفط

قدمنا لهذا الحديث في الأسبوع الماضي بسؤال مركزي عما إذا كان الارتفاع الحالي في أسعار النفط قد جاء متجانسا مع النظرية الاقتصادية الكلاسيكية المعروفة بقانون العرض والطلب. وانتهينا بنتيجة مؤداها أن تجارب العقود الثلاثة الماضية، فيما يتعلق بصعود أسعار النفط وهبوطها لم تكن مرتبطة بحاجة السوق فحسب، بل إنها في حالات كثيرة

أسئلة حول أسباب ارتفاع سعر النفط

يطرح هذا الحديث سؤالا مركزيا عن الأسباب التي أدت إلى الطفرة الأخيرة في سعر النفط. هل أن ذلك حقيقة متجانس مع النظرية الكلاسيكية الاقتصادية المتعلقة بقانون العرض والطلب، والتي تتلخص في أنه كلما قل العرض ارتفع ثمن السلعة، وكلما زاد العرض قل الثمن؟ أم أن هذه السلعة الإستراتيجية ليست خاضعة بالضرورة لهذا القانون،

العراق ليس نفطا

كلما تصاعدت المقاومة العراقية في وجه الاحتلال الأمريكي، وتعززت نوعا وانتشارا، كلما ازداد تداعي الأسئلة، هل توقعت الإدارة الأمريكية فعليا، وهي تقرر احتلال العراق ومصادرته كيانا وهويته هذه المقاومة الضارية التي تتعرض لها في مدن العراق وأريافه من كركوك إلى البصرة، مرورا بالموصل وسامراء وتكريت والفلوجة والنجف وبعقوبة وهيت

عودة أخرى للحديث عن أزمة دارفور

استكمالا للحديث الذي تناولناه الأسبوع الماضي حول أزمة دارفور، باعتبارها تجسيدا آخر للوهن العربي، نعود لمناقشة هذا الموضوع في حديثنا هذا. ولعلي أذكر بأننا قد انتهينا إلى نقطتين رئيسيتين، الأولى كانت تشابه الحملة على السودان، بتلك التي شهدها العراق عليه، قبل فترة من العدوان الأمريكي- البريطاني الذي انتهى باحتلاله. والثانية،

أزمة دارفور: تجسيد آخر للضعف العربي

منذ بدأ الحديث عن أزمة دارفور في العام الماضي، وأنا أقاوم رغبة ملحة بتناول هذا الموضوع. ولذلك مجموعة من الأسباب، يأتي في مقدمتها عدم اطلاعي على مظاهر الأزمة وأسبابها، بالشكل الذي يتيح لي الحديث بيقين عن الأسباب التي أدت إلى بروزها المفاجئ والواسع على شاشات التلفاز. وكانت المعلومات الأولية التي نمت إلى

ماذا يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟

أحداث الفوضى والانهيارات التي تشهدها الأراضي المحتلة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، تبعث على الأسى والحزن، وتثير في النفس شجونا ومرارات. ويزيد من حالة الإحباط واليأس، أن الشعب العربي بأسره، ينظر بشكل استثنائي لقضية فلسطين، ويتعامل، وجدانيا، مع شعبه على أنه طليعة الأمة في التصدي لمشاريع الهيمنة الصهيونية

الكواكبي وطبائع الاستبداد

كانت الدعوة الكريمة التي تلقيتها من الإخوة في نادي العروبة بالبحرين للمشاركة في افتتاح الموسم الثقافي للنادي، في هذا العام، بندوة فكرية حوارية حول كتاب العلامة عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، فرصة لي لأقوم من جديد بإطلالة متأملة على هذا الكتاب. وكانت الفرصة قد سنحت لي بقراءته للمرة الأولى قبل ما يزيد

حول علاقة الجغرافيا بالتاريخ

لماذا تعطلت النهضة العربية منذ حقب طويلة؟ ولماذا فشلت كل المحاولات التي جرت منذ مطلع القرن المنصرم وحتى يومنا هذا لإعادة الاعتبار للأمة العربية؟ وكيف يتأتى لنا أن نخرج من مأزق التخلف الذي ما زلنا قابعين فيه؟. أسئلة مهمة ومشروعة تلح على العقل وتثقل على القلب.. ويتصارع على تلقفها المفكرون والكتاب، كل يحاول أن يكون له

لن توقفنا المصاعب

حين بدأنا تجربتنا الواعدة قبل ما يقرب من عامين من الآن، تجربة المشاركة في وضع اللبنات الأولى لتجديد الفكر العربي، وبالتالي تجديد مشروع النهضة العربية، كنا على علم بالصعوبات التي ستواجهنا. وكنا على علم أن المشروع بحد ذاته هو تحد لإصرارنا ولتصمينا على العمل، في أن يكون لنا مكان، كبشر أحرار بين الأمم. وجاءت النتائج منذ الأيام

قوة القانون أم قانون القوة؟!

كالعادة، العراق دائما في واجهة الأحداث. وفي هذا الأسبوع كان هناك حدثان بارزان، الأول موضوع محاكمة الرئيس العراقي السابق، صدام حسين مع مجموعة من أركان النظام السياسي الذي كان سائدا في العراق حتى التاسع من أبريل عام 2003م، والثاني كان إعلان عدد من الحكومات العربية عن استعدادها لإرسال وحدات من جيوشها إلى

مرة أخرى: من وحي الملتقى الثالث للحوار الوطني

كثيرة هي المواضيع التي نوقشت في الملتقى الثالث للحوار الوطني الذي عقد في مدينة يثرب، مثوى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. وكثيرة أيضا هي المسافات والاختلافات في الرؤى والأفكار التي طرحت أثناء مناقشة مختلف المحاور. وتلك أمور لا ضير فيها ما دمنا نؤمن بأن سنة الحياة تقتضي التنوع، وما دمنا نؤمن بأن صراع الأزهار من شأنه

ملاحظات من وحي الملتقى الثالث للحوار الوطني

كانت مشاركتي، كباحث في الملتقى الثالث للحوار الفكري بدعوة كريمة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فرصة ثمينة، مكنتني من تحقيق إطلالة معمقة وواعية على نشاط ودور هذا الصرح الشامخ الذي أصبح معلما بارزا من معالم الحوار والقبول بالرأي الآخر وتفاعل وتلاقح الأفكار في وطننا الغالي.

حول قرار مجلس الأمن المتعلق بنقل السلطة للعراقيين

في التاسع من يونيو/حزيران 2004 أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 1546 القاضي بالموافقة على المشروع الأمريكي المعدل بنقل السلطة إلى العراقيين بنهاية هذا الشهر يونيو/حزيران عام 2004، وإقامة حكومة عراقية مستقلة، وإحلال قوات تابعة للأمم المتحدة، متعددة الجنسية لتحل محل قوات الإحتلال.

جورج تنيت: نجاح في الامتحان سقوط في المبارزة

لم يكن الإعلان في الأيام الأخيرة عن استقالة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جورج تنيت مفاجأة للمتتبعين للحراك السياسي الداخلي، وديناميكية صناعة القرار الأمريكي، ولطبيعة الصراع الدائر بين العناصر الفاعلة

أبداً لم يقولوا إنهم دعاة إصلاح

حفلت الأيام الماضية بمزيد من أعمال الإرهاب التي أخذت مكانها في بلادنا العزيزة، في حي الراكة بمدينة الخبر. وكالعادة كانت الضحايا مجموعة من المدنيين الأبرياء، وعدداً من رجال الأمن سقطوا أثناء تأدية واجبهم الوطني وسعيهم الدؤوب كي يوفروا لنا الأمن والاستقرار.

وعي الهوية العربية منظور تاريخي

    ملاحظة:   هذه المقالة هي جزء من دراسة مطولة مكونة من خمسة فصول تحت عنوان "في الوحدة والتداعي: دراسات في الهوية والتواصل والوحدة وأسباب انتكاسة مشاريع النهضة العربية" ستنشر تباعا على صفحات هذا الموقع، قبل صدورها في كتاب مطبوع.   الفصل الأول   وعي الهوية العربية منظور تاريخي   تعرف هذه المقالة الهوية بأنها الخصائص التاريخية واللغوية والنفسية التي تؤدي إلى الفصل بشكل حاسم بين جماعة من الناس وأخرى. وتنتج هذه الخصائص عن عاملين رئيسيين: الأول، داخلي يتمثل في تقاليد ومواريث تراكمت عبر حقب تاريخية ممتدة. والثاني، خارجي يعكس…

قراءة في نتائج مؤتمر القمة

لم يحدث أن صادفت قمة عربية سابقة ذات الظروف والتعقيدات والصعوبات التي واجهتها هذه القمة. فقد واجهت القمم العربية ظروفا مشبعة بهزائم وأزمات وظروف محلية بالغة التعقيد، لكنها على الأقل، لم تكن تعيش حالة التشظي والإنقسام التي تمر بها في هذه المرحلة، كما لم تكن تعاني من الضغوط الخارجية والداخلية التي تعصف بها الآن.

النكبة والقمة

حدثان بارزان في هذه الأيام يستحقان الوقوف أمامهما. الأول مرور 56 عاما على اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين وتشريد شعبها، والإعلان عن قيام كيان عدواني وغريب على المنطقة، شكل منذ نشأته وحتى يومنا هذا خنجرا في خاصرة الأمة، يحول دون وحدتها وتقدمها. والثاني هو انعقاد القمة العربية في تونس في 22 و23 من هذا الشهر، بعد

في الإرهاب والثقافة

يميز هذا الحديث بين المقاومة المسلحة المشروعة للاحتلال الأجنبي، وهي مقاومة كفلتها وأقرتها الرسالات السماوية والقوانين الوضعية وشرعة الأمم، ويميز أيضا بين الثورات والانتفاضات الاجتماعية التي أخذت مكانها في التاريخ، وأحدثت تغييرا هائلا في البنى والهياكل الوطنية، ونقلت المجتمعات الإنسانية من حال متخلف إلى حال أفضل،

النظام العربي الرسمي: الإرهاب وأسئلة الديموقراطية

بغض النظر عن منطقية أو عدم منطقية الطروحات التي ساقتها الإدارة الأمريكية لإعلان حرب عالمية على ما يدعى بـ"الإرهاب"، فإن الذي لا شك فيه أن هذه الحرب قد أدت إلى فتح ملفات مغلقة ومشاريع مؤجلة. كما طرحت من جديد إعادة صياغة الخارطة السياسية للمنطقة العربية بأسرها، بشكل دراماتيكي، وغير مسبوق، منذ نهاية الحرب

هولكوست صهيو- أمريكي

لم يعد مجديا التمييز بين مشروع الهيمنة الصهيوني والمشروع الإمبريالي الأمريكي للسيطرة على الوطن العربي. فقد تمثلت النتائج الأولى للمشروع الصهيوني في تشريد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه، وزرع خنجر يحول دون وحدة الأمة ويمنعها من بناء وتنمية أوطانها، ويغرقها في حروب وأزمات مستمرة، ونكبات ونكسات وهزائم، محدثا

طائر الفنيق فوق سماء العراق

حين سقطت بغداد، قبل عام من هذا التاريخ، في التاسع من نيسان/ أبريل عام 2003، كتبت سطورا قليلة خلصت فيها إلى أن الإحتلال الأمريكي للعراق ليس إلا صفحة قصيرة، في سفر ضخم حافل بالبطولات، وأن جريمة العدوان لن تمر دون عقاب، وسوف تشهد بلاد ما بين النهرين أعاصير عاتية وبراكين محرقة، تجعل الغزاة يندمون على فعلتهم،

مطارحات في موضوع الإصلاح السياسي

في حوار جرى، يوم الجمعة الماضي، عبر القناة العربية الإخبارية ANNحول مشاريع الإصلاح السياسي العربية، التي غالبا ما تطرح من قبل القوى الاجتماعية الفاعلة والنخب المثقفة، أثار مدير البرنامج الصديق الدكتور مصطفى عبد العال مجموعة من الهواجس، التي ربما تشكل معوقات أمام قبول القادة العرب بهذه المشاريع.

القمة العربية من العجز إلى السقوط

الطريقة الدراماتيكية التي تم بها فض اجتماع وزراء الخارجية العرب في تونس، والإعلان في عن تأجيل موعد انعقاد القمة العربية إلى أجل غير مسمى أحدثت صدمة كبيرة لدى المواطن العربي في كل مكان. ولم يكن مصدر الصدمة أن اجتماع وزراء الخارجية العرب لم يتمخض عن صدور قرارات إيجابية، ترقى إلى وعي متطلبات المرحلة التاريخية، وتسهم

حرب الإرهاب

كنت أزمع تكريس موضوع هذا الأسبوع للحديث عن مناسبة مرور عام على بدأ العدوان الأمريكي على العراق، الذي انتهى بسقوط بغداد، والقضاء على نظامه السياسي، ومصادرة الدولة العراقية الحديثة ومكوناتها، كيانا وهوية. لكن قيام الكيان الصهيوني الغاصب، صباح يوم الاثنين باغتيال الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة المقاومة الإسلامية

بين الماضي والحاضر

في لقاء جمعني مع نخبة رائعة من الأصدقاء، تشعب الحديث كالعادة، وانتقل من موضوع إلى آخر، وأخيرا رسونا على مناقشة التطورات الإجتماعية التي أخذت مكانها في بلادنا منذ حقبة السبعينيات حتى يومنا هذا. كان الحديث يجري عن متغيرات، بدت منافية لتقاليدنا وما تعود أناسنا عليه من أريحية ومن إيثار على النفس، ونبل وعطاء وتضحية.

الإصلاح السياسي: التعجيل أم التأجيل؟!

في الطبيعة كما في الكون ومختلف أنماط الحياة، يشكل التطور التدرجي والمتوازن القانون العام. أما التبدلات والتقلبات والتحولات الرئيسية التي تصاحب الإنتقال من التراكم إلى الكيف والقفزات الإنسانية الكبرى، وما يدعى مجازا على الصعيد التاريخي بحرق المراحل فقوانينها هي الإستثناء.

خواطر حول مسألة الإصلاح السياسي

تصاعدت في الأيام الأخيرة حمى السعار الأمريكي، المتجه بعنف نحو فرض أشكال وممثلين جدد على المسرح السياسي في المنطقة العربية، بعد تبني نهج جديد تقوده نخبة مؤثر بالإدارة الأمريكية، ترى أن الخارطة السياسية التي سادت عقب الحرب العالمية الثانية، والرموز المحلية التي تولت مسؤولية القيادة فيها، قد استنفذت أغراضها، أو

الجدار العازل وجه آخر لبشاعة الإحتلال

بناء على توصية من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدأ يوم الاثنين من هذا الأسبوع في لاهاي، وبحضور خمسة عشر قاضيا، وعدد كبير من المراقبين بضمنهم أعضاء من الكونجرس الأمريكي، اجتماع محكمة العدل الدولية للنظر في قضية الجدار العازل الذي تواصل حكومة الليكود بزعامة أرييل شارون بناءه، ليفصل بين الكيان الصهيوني ومدن الضفة الغربية

حول الإنتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة

في الحديث الماضي سلطنا الضوء على بعض جوانب الأداء الاقتصادي لإدارة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش، واستخلصتا من قراءتنا إلى أن ذلك الأداء لم يكن إيجابيا ولا واعدا. ووعدنا القارئ الكريم أن نتناول محاور أخرى، ذات

قراءة أولية في انتخابات الرئاسة الأمريكية

رغم أن الوقت لا يزال مبكرا جدا للتنبؤ بمن سيكون له نصيب الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي سوف تجري في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتربع على العرش في البيت الأبيض، وبالتالي على عرش الهيمنة العالمية، لكننا نستطيع القول الآن أنه أصبح شبه مؤكد أن التنافس على سدة الرئاسة سيكون منذ الآن بين المرشح الديموقراطي

الحوار.. الأنا… الآخر

في عملية الجلد التي تمارس أحيانا بحق الذات، يطرح بحدة موضوع تقصير المبدعين والكتاب العرب في الحوار والإنفتاح على الآخر. وإلى هذا التقصير يرجع الكثير من سوء الفهم والمواقف، التي تنتهجها دول الغرب عموما، والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، تجاه قضايانا الرئيسية والمصيرية. وتمارس من خلال هذه الرؤية عملية تبسيط ساذخ واختزال

عبد الرحمن منيف الذي رحل واقفا

فجعت الأمة العربية والإنسانية جمعاء برحيل المناضل والمفكر والكاتب والروائي العربي الكبير المبدع الدكتور عبد الرحمن منيف، الذي وافته المنية إثر نوبة قلبية، في مدينة دمشق فجر يوم الجمعة بتاريخ 1 ذي الحجة 1424هـ الموافق 23 يناير عام 2004م. وبوفاته انتهت رحلة طويلة، استمرت أكثر من سبعين عاما، قضاها الفقيد في المنافي والاغتراب والمعاناة والإبداع والعطاء المتميز والمرض العضال.

العجز العربي إلى أين؟!

يبدو أن التهديدات الأمريكية التي أطلقتها إدارة الرئيس جورج بوش، والمتضمنة إعادة تشكيل الخارطة السياسية لعموم منطقة الشرق الأوسط، في إطار الحرب المعلنة على ما يدعى بالإرهاب، والتي تمخض عنها، في آخر محطة لها، احتلال العراق ومصادرة ثرواته، وتغييب حضوره هوية ودولة وكيانا، قد بدأت تفعل فعل السحر، وتلقى كثير من

الاحتلال الأمريكي للعراق: مستلزمات المقاومة

تؤكد معظم المؤشرات أن ما يجري على أرض الرافدين الآن من مقاومة باسلة ومواجهات شعبية، وتعرض مستمر والتحام مباشر مع قوات الاحتلال الأمريكي، وكر وفر، ستحدد معالم الطريق ومستقبل الوطن العربي بأسره. إن انتصار المقاومة ودحر العدوان سوف يشكل مفصلا تاريخيا ونقلة نوعية في حياتنا المعاصرة، وعلى صخرتها ستتحطم

مرة أخرى: ملاحظات حول الحوار الوطني

في الحديث الماضي، اغتنمنا فرصة انعقاد الملتقى الثاني للحوار الفكري الوطني الذي عقد في مكة المكرمة، لنناقش بعض الملاحظات المتعلقة بموضوع الحوار. وقد جرى التركيز في تلك المناقشة على أهمية بروز مؤسسات المجتمع المدني، كحاضنات لفعاليات الحوار وأنشطته، وباعتبار أن هذه المؤسسات تلعب دورا رئيسيا وأساسيا في

ملاحظات حول الحوار الوطني

في رحاب أم القرى، مكة المكرمة انطلق في مطلع هذا الأسبوع السبت في الرابع من ذي القعدة عام 1424 الموافق 27 ديسمبر عام 2003 اللقاء الثاني للحوار الوطني. وينتظر أن تستمر أعمال اللقاء حتى هذا اليوم، الأربعاء. وحسب ما هو مدرج على جدول أعمال اللقاء، فإن من المتوقع أن يناقش المشاركون ظاهرة الغلو وأسبابها الفكرية

الإستعمار عمل غير أخلاقي..

المحرض على هذا الحديث هو ما ورد في الأيام الأخيرة بحلقة من برنامج النادي السياسي في القناة العربية الإخبارية ANN. كان الحديث عن موضوع الاستعمار، وكان المتكلم يطالب بتغيير الصورة السلبية السائدة لدى معظم شعوب البلدان العربية عن المستعمر. إن الاستعمار، من وجهة نظره ليس شرا بشكل مطلق، كما يتصوره معظم

بعد أسر الرئيس العراقي صدام حسين، المنطقة إلى أين؟

بعد أكثر من مرور ثمانية أشهر على سقوط العاصمة العراقية بغداد في التاسع من نيسان/ أبريل من هذا العام من قبل قوات الاحتلال الأمريكي، وبعد مواجهات وملاحقات طويلة ومريرة كلفت المحتلين مئات القتلى، تمكن الأمريكيون، في ظروف غامضة لم تتضح ملامحها بعد، من أسر الرئيس العراقي صدام حسين، ليسدل الستار على مرحلة

اتفاق جنيف.. كامب ديفيد آخر

الاتفاق الذي أبرم مؤخرا في العاصمة السويسرية، جنيف، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم كل محاولات الدعاية والتسويق التي يقوم بها الذين وقعوا عليه، فإنه يشكل المحطة الأكثر خطورة في مسلسل التنازل العربي لصالح المشروع الصهيوني منذ وعد بلفور المشئوم في مطلع القرن المنصرم وحتى يومنا هذا.

ملاحظات حول المجتمع المدني وتفعيل الحوار

هذا الحديث هو مجموعة من الملاحظات المتناثرة، يجمع بينها أنها تتصل، في معظمها، بالحراك الدائر في كثير من الأقطار العربية الآن، والمتمـحور حول موضوع الإصلاح السياسي، والانتقال إلى الحالة الدستورية والنيابية، وتدشين مؤسسات المجتمع المدني والجمـعيات الأهـلـية. وقد هدفت من طرحها، أن أشارك القارئ الكريم في ممارسة نوع

كل عام وأنتم بخير

حل علينا عيد الفطر هذا العام والواقع العربي، في نظر كثيرين، يتجه نحو الحضيض، بل إلى الهاوية. ففي بغداد عاصمة العباسيين، احتفل العراقيون بالعيد وأرضهم محتلة من قبل التتار الجدد. الطائرات الأمريكية العملاقة تقصف مدن تكريت وسامراء وقلب العاصمة العراقية، في محاولة يائسة لإخماد مقاومة ضارية وباسلة قضت مضاجع الغزاة،

خطوة إلى الأمام… خطوتان إلى الخلف

نجاح أي مشروع وطني أو تحرري أو سياسي تقدم عليه أية حركة، يعتمد إلى حد كبير على الإرادة ووضوح الرؤية وتبني برنامج طويل المدى يتضمن أهدافها الكبرى، وآخر مرحلي، قابل للإنجاز، يتضمن ما ينبغي عمله في حقبة تاريخية محددة، ويأخذ بعين الاعتبار القدرة على إقناع مختلف الأطراف، محلية ودولية، بعدالة القضية التي يجرى

ثوابت حول الوطنية والإصلاح والعنف

حفل هذا الأسبوع بأحداث كثيرة، كانت بداياتها تصاعد المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي، والانتقال بها إلى شن عمليات استراتيجية شملت إسقاط طائرات مروحية، وكان الحدث الآخر هو الإعلان أن غالبية الأوروبيين يعتبرون أن الكيان الصهيوني هو أكبر خطر راهن على السلام العالمي. وبعد ذلك جاء خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي

على طريق فتح آفاق الحوار حول الإصلاح السياسي

الحديث الماضي الذي نشر على صفحات هذا الموقع تحت عنوان "نحو إعلان ميثاق وطني" كان من أكثر المقالات التي حظيت بردود أفعال من قبل كثير من القراء. فقد وردت على البريد الإلكتروني مجموعة كبيرة من الرسائل، بعضها مشجع ومؤيد للدعوة إلى إستنهاض كل الطاقات والقوى الحية للمشاركة في حماية الوطن، وإعلان ميثاق

نحو إعلان ميثاق وطني

صدور قرار مجلس الوزراء السعودي بإجراء انتخابات بلدية جزئية في أنحاء المملكة بعد عام من صدور القرار، خطوة موفقة تستحق التقدير، وفي الاتجاه الصحيح. وقد جاءت متماهية مع المطالب الوطنية، بتوسيع دائرة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات السياسية، كما جاءت منسجمة مع الترحيب الذي لقيته تلك المطالب من لدن القيادة

من يحاسب من؟!!

صوت الكونجرس الأمريكي هذا الأسبوع على ما دعي بقانون محاسبة سوريا. وإذا ما تم التصديق على هذا القانون من قبل الرئيس الأمريكي وأصبح ساري التنفيذ، فإن ذلك يعني فرض مجموعة من العقوبات على القطر السوري، تأتي في مقدمتها حرمانه من استيراد السلع وفرض نوع من الحصار الاقتصادي والسياسي عليه.

ضد التيار!!

حين سقط الإتحاد السوفيتي، في مطلع التسعينيات، ساد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، والدول الرأسمالية الغربية بشكل عام مهرجان فرح، وجرى تجيير ذلك السقوط باعتباره انتصارا للنظام الرأسمالي وفشلا للنموذج الاشتراكي في إدارة الدولة. آنذاك، جادل قلة من المفكرين في أن ما حصل في حقيقته لم يكن انتصارا

فيالإنتماء والتواصل والوحدة

ملاحظة: هذه المقالة هي الفصل الثاني من دراسة متكاملة تحت عنوان "في الوحدة والتداعي" نشر الفصل الأول منها تحت عنوان "وعي الهوية العربية: منظور تاريخي". الفصل الثاني فيالإنتماء والتواصل والوحدة مــدخـل تسببت الهزائم والتداعيات التي منيت بها الأمة العربية، منذ نكسة الخامس من حزيران/ يونيو 1967م في إلقاء ظلال كثيفة على الفكرة القومية، جعلت القوى المعادية لها تتجاسر في طرح تساؤلات وشكوك تتجاوزها، لتصل حد التساؤل عن هدف الوحدة العربية ذاته، مشككة في جدواه وإمكانية تحققه. وفي هذا الاتجاه طرحت مواقف، وحدثت محاولات…

نحو رؤية حضارية للصراع العربي- الصهيوني

في الثامن والعشرين من هذا الشهر أيلول/ سبتمبر تدخل الانتفاضة الفلسطينية الباسلة عامها الرابع، برصيد حافل بالإنجازات. فمن خلالها تمكن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من تسجيل ملاحم بطولية معمدة بالدم، مضيفا إلى تاريخ النضال الفلسطيني محطة رئيسية أخرى من محطاته الزاخرة بالتضحية والفداء.

الخلل في العلاقات العربية- العربية… ما العمل؟.(3/3 ).

في أحاديث سابقة جرى تناول موضوع العلاقات العربية- العربية بشيء من التفصيل، كما جرى التأكيد على ضرورة إعادة تقييم هذه العلاقات وإجراء صياغة منهجية وجديدة لها، بما يتناسب مع المتغيرات السياسية والدولية والتطورات العلمية التي يمر بها العالم، وبما يخدم المصالح والتطلعات المشتركة للشعوب العربية مجتمعة، ويقوي من

بعد عامين على زلزال سبتمبر العالم ليس أكثر أمنا

قبل عامين، حين حدث زلزال الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، سادت مختلف دول العالم موجة استنكار وغضب ضد منفذي عمليات التفجير والقوى التي تقف من خلفهم. وكان هناك تعاطف واسع مع الضحايا الذين سقطوا صرعى جراء تفجير الطائرات التي عصفت ببرجي مركز التجارة الدولي في نيويورك وجزء كبير من مبنى البنتاغون في

حرب على الإرهاب أم كسر للإرادة

حفل هذا الأسبوع بتطورات درامية على الساحة الفلسطينية يأتي في الواجهة منها تقديم رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، السيد أبو مازن استقالته من منصبه، وقبول الرئيس ياسر عرفات لاستقالته وترشـيح السيد أحمد قريع، رئيس المجلـس التشريعي لرئاسة حكومة جديدة، وقيام قوات الاحتلال الصهيوني بمحاولة اغتيال الشيخ أحمد

نحو صياغة منهجية للعلاقات العربية– العربية .(3/2 ).

في حديث سابق قدمنا خلفية تاريخية عن الظروف والملابسات التي أحاطت بنشوء النظام العربي الرسمي الحديث، وأوضحنا أن هذا النظام قد ارتبط إلى حد بعيد بالنتائج التي انتهت إليها الحرب العالمية الثانية التي تمثلت في انتصار الحلفاء وهزيمة المحور، ونشوء نظام عالمي جديد بقطبين رئيسيين هما الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي، وقيام جامعة الدول العربية. وأشرنا إلى أن الأنظمة العربية بقيت، خلال النصف قرن المنصرم،

الشيخ والخيمة والناقة في صناعة القرار العربي

كان من المفترض، أن نستكمل في حديث هذا الأسبوع ما بدأناه عن العلاقات العربية- العربية، كما وعدنا القارئ الكريم، إلا أن تسارع الأحداث في الأراضي المحتلة، وقيام الكيان الصهيوني بنسف الهدنة المرتبطة بالمفاوضات التي جرت حول المبادرة الأمريكية للتوصل إلى تسوية سلمية بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين والمعروفة بخارطة

نحو صياغة منهجية للعلاقات العربية- العربية 3/1

بدأ تشكل النظام العربي الرسمي الحديث إثر نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي ظل تصاعد المطالبة الشعبية، وبخاصة في العراق وبلاد الشام بقيام نوع من الاتحاد بين الأقطار العربية، وذلك لتعضيد التطلعات القومية والعمل على تحقيق استقلال البلدان التي ما زالت تعيش تحت وطأة الاحتلال الأجنبي. في تلك الظروف، وقبيل انتهاء

انهيار خارطة الطريق سقوط آخر للأوهام

يبدو أن الستار سيسدل بشكل نهائي على الهدنة المعلنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي ارتبطت بتنفيذ المبادرة المعروفة بمشروع خارطة الطريق الأمريكية. وبذلك ينتظر أن تبدأ صفحة أخرى من المواجهات ربما تكون أكثر قسوة وضراوة ودموية.

من أجل حماية الوطن

حين نكرر الحديث عن أهمية فتح أبواب الحوار بين مختلف الأطياف والتوجهات بكافة أشكالها وتنوعاتها في مجتمعنا السعودي فإننا لا ننطلق في ذلك من ترف فكري أو مماحكة عقلية أو صورية، ولا حتى من مجرد الالتزام بموقف أخلاقي تجاه حقوق المواطنين في أن يكون لهم دور في صنع وصياغة القرارات المصيرية والأساسية المتعلقة بمعاشهم اليومي وحياتهم، رغم تقديرنا لأهمية ذلك، ولكن أيضا من مسلمات ومواقف أخرى لا تقل أهمية ووجاهة عنها.. إنها مسلمات ومواقف تتعلق بالذود عن حياض هذا الوطن الغالي والوقوف في وجه الرياح العاتية التي تعصف بالمنطقة، والدفاع عن…

احتلال العراق: مشروع تحرير أم هجمة كولونيالية

بعد مرور أكثر من مئة يوم على سقوط بغداد تكشف للجميع زيف الادعاءات التي تعللت بها الإدارة الأمريكية وربيبتها الحكومة البريطانية لشن الحرب على العراق، واتضحت الأهداف الحقيقية للعدوان. فقد تكشف بطلان الأهداف المعلنة للحرب سواء تلك التي تتعلق بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل العراقية أو القول بتحرير العراق من الدكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي فيه يكون نموذجا يقتدى به في عموم المنطقة، وليكون المقدمة للتغيرات المرتقبة في الخارطة السياسية للشرق الأوسط التي تزمع الإدارة الأمريكية تنفيذها.

في العلاقة بين الحرية والإرهاب

قد يبدو مستغربا أن يجري الربط في عنوان هذا الحديث بين مفهومين لا يختلف اثنان على تنافرهما وتضادهما هما الحرية والإرهاب، وأن يجري البحث في موضوع العلاقة بينهما وهما ضدان لا يلتقيان. ولذلك يقتضي التنبيه ابتداء، إلى أننا لا نقصد هنا بـ"العلاقة" معنى الانسجام أو التجانس بين المفهومين، بل الجانب التبادلي الذي يربطهما،

نقاط فوق الحروف: حول موضوع الإصلاح السياسي

منذ نهاية النصف الأول من القرن الماضي اتجهت النخب العربية، يردفها في ذلك حشد عريض وواسع من الجمهور، نحو رفع راية الاستقلال الوطني من الاستعمار التقليدي الذي كان جاثما بصدره على معظم أجزاء الوطن العربي آنذاك. وقد تزامن رفع شعار المطالبة بالاستقلال مع جملة شعارات أخرى، حملت بعضها الدعوة إلى الوحدة القومية حينا والإسلامية أو الأممية في حين آخر، كما شملت مضامين أخرى ذات علاقة بالعدل الاجتماعي والتوزيع العادل للثروة ودعا آخرون لربط الاقتصاد بالسياسة ليكون عاملا معضدا في خدمة الأهداف الكبرى للعرب.

مطلوب خارطة طريق بديلة

بدت صورة المشهد في الأرض العربية، من المحيط إلى الخليج خلال هذا الأسبوع، متزاحمة ومثقلة بدراما وأحداث، تبدو من بعد متنافرة ومفتقرة إلى عناصر الوحدة.ومن خلال هذه الصورة وضحت معالم الشيخوخة على النظام العربي الرسمي بأسره، والذي هو الآن أشبه بسفينة تاهت في لجة البحر وتكسرت ساريتها وسط عاصفة عاتية، منحدرة بعنف نحو الهاوية، بينما انقض على حطامها مجموعة من القراصنة الكبار، يتقدمهم اليانكي الأمريكي، من كل جانب، يصارعون الزمن للإنقضاض على ما تبقى فيها من حياة وأمل وما في مخزونها من ثروات.

خارطة الطريق: تكريس آخر للأوهام

قبل أن يجف المداد الذي كتبت به بيانات قمتي شرم الشيخ والعقبة، أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني أرييل شارون أنه لن يسمح لأي لاجئ فلسطيني بالعودة إلى وطنه، وأكد أن القدس سوف تبقى عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، وأنها خارج إطار أية مفاوضات مستقبلية للتوصل إلى تسوية دائمة للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

مسائل ملحة في الحرب على الإرهاب

لم يعد مقبولا دس الرؤوس في الرمال، والتظاهر بأن الأمور من حولنا تجري على أحسن ما يرام. فقد أصبح معلوما للجميع أن البلاد تمر بوضع جديد، غير مألوف، وغدا مطلوبا أن تتضافر جهود الجميع كي يتحقق الأمن والاستقرار.

أمريكا والديمقراطية الموعودة

في برنامج النادي السياسي للمحطة العربية الإخبارية الـ أي إن إن، قبل أسبوعين من الآن، كان موضوع الحديث يدور عن نوايا أمريكية لتغيير الخارطة السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وأن ذلك سيشمل إسقاط عدد من النظم العربية، وسيمثل عصرا جديدا للشعوب العربية، حيث ستسود قيم الحرية الغربية وسوف تدخل المنطقة بأسرها إلى مرحلة تحقيق الديمقراطية من أوسع أبوابها.   والواقع إن مثل هذا القول لم يقتصر على هذه الفضائية وحدها، بل أصبح شائعا تردده مختلف القنوات الفضائية ومجموعة من الصحف والمجلات العربية ووسائل الإعلام الأخرى المقروءة والمسموعة. ومع…

مجلس الشورى: التحديات والمهام المطلوبة

شهدت مدينة الرياض في الأيام الأخيرة حدثين مهمين، الحدث الأول كان حملة التفجيرات المنظمة التي شهدتها العاصمة، في عدد من المراكز السكنية التي ذهب ضحيتها عشرات من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، والثاني كان بداية انعقاد أعمال الدورة الثالثة لمجلس الشورى السعودي.

طائر الفنيق لن يغادر أبدا أرض الرافدين

غزاها الإغريق والفرس، ودمرها هولاكو، ووطأت أقدام جنكيز خان ثراها الطاهر، واستولى عليها الأتراك وحكموها فترة طويلة، واحتلها البريطانيون بعد الحرب العالمية الأولى وجرى تكبيلها بمعاهدات واتفاقيات وأحلاف، لكن بلاد ما بين النهرين كانت في كل مرة تبعث من جديد بعد أن ترد الغزاة على أعقابهم. وكان الغزو تلو الغزو يضيف لها حصانة ومنعة وقوة. وبذات القدر، كانت المقاومة وروح التضحية تعزز من إبائها وكبريائها وشموخها.

هزيمة أخلاقية

أيا تكن النتائج السوقية التي تحققت أو تتحقق في مسرح المواجهة بأرض العراق العظيم، فإن المؤكد أن هزيمة أخلاقية قد لحقت بإدارة العدوان الأمريكي تجعل من المستحيل على اللاهثين خلف برنامج العدوان تسويق مسوغاته.   فالإدارة الأمريكية التي نجحت في تحشيد عدتها وعتادها وتمكنت من فرض هيمنتها على معظم الأنظمة العربية للمشاركة في العدوان أو تقديم التسهيلات له، عجزت عن استصدار قرار من مجلس الأمن يجيز عدوانها كما عجزت عن إقناع كل دول العالم، بما فيها الدول التي تماهت مع عدوانها، بأسباب هذا العدوان، وقامت به خارج إطار أغطية الشرعية الدولية…

العدوان على العراق: تحديث أم تدمير 3/2

في الحديث الماضي وعدنا القارئ الكريم بمناقشة الأطروحات التي تروج لفكرة القبول بالعدوان على العراق وقتل روح المقاومة، تحت ذريعة أن هذا العدوان سيكون السبيل، ليس لتحديث العراق وتحقيق الديموقراطية فيه فقط بل ولتعميم نموذجه المستقبلي على المنطقة باسرها.

العدوان على العراق: تدمير أم تحديث؟!

قد يبدو طرح هذا السؤال غريبا على القارئ الكريم، وسط القصف الجوي المستمر على المدن العراقية، وهول الدمار والخراب والحرائق وجثث القتلى من المدنيين من نساء وشيوخ وأطفال من أبناء العراق العظيم، ووسط المقاومة الأسطورية الباسلة التي أبداها هذا الشعب ولا زال والتي أذهلت العالم بأسره. والأمر لشدة غرابته، يدخل في خانة الخروج على الثوابت ومنظومة القيم الثقافية والدينية والأخلاقية التي تلتزم بها الأمة. ولكننا مع ذلك نجد أنفسنا

مستقبل الشرق الأوسط بعد الحرب على العراق قراءة أولية

لا شك أن الحرب العدوانية الأمريكية التي تدور رحاها الآن في بلاد الرافدين ستشكل الخارطة السياسية الجديدة للوطن العربي، والشرق الأوسط، وسترسم مستقبل المنطقة، وربما مستقبل السياسة الدولية في العالم بأسره.   ومع أن الوقت لا زال مبكرا لتقديم رؤية دقيقة حول شكل هذا المستقبل، كون ذلك رهن للتطورات التي سوف تأخذ مكانها في ميدان المواجهة العسكرية أولا، وردود الأفعال الشعبية والرسمية العربية تجاه تلك المواجهة، فإن المؤكد كما يبدو من قراءة مجرى العمل العسكري في العراق، خلال الأربعة أيام المنصرمة، أن العدوان الأمريكي لن يكون، كما صورته…

الإستراتيجية الأمريكية بعد الحرب الباردة

يهدف هذا الحديث إلى محاولة فهم المحركات التي شكلت المواقف السياسية الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة فيما يتعلق بالحالة العراقية والقضية الفلسطينية، ونزع السلاح النووي عن كوريا الشمالية من خلال متابعة السياق التاريخي لاستراتيجيتها الكونية بعد سقوط الإتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة. وإذا كان العالم بأسره معني بفهم هذه الإستراتيجية، كون أمريكا هي البلد الوحيد الآن الذي يتربع على عرش الهيمنة العالمية، فإنه يكتسب أهمية جوهرية وضرورية بالنسبة لنا نحن العرب، بشكل خاص لأن الإدارة الأمريكية قد اتخذت من منطقتنا نقطة…

صراع إرادات..

ترددت كثيرا في اختيار عنوان لحديث هذا الأسبوع، ومصدر التردد أن المتغيرات السياسية والأحداث تجري بسرعة البرق، تكتظ وتتزاحم من حواليك، ولا تمنحك فرصة للتأمل. ويسودك اعتقاد أن كل حدث فيها هو من الأهمية بحيث يستحق أن تفرد لعنوانه حديث خاص.. ولكنك ما تكاد تبدأ بذلك حتى تنتابك الخشية من أن بوصلتك ضلت هدفها، وأن ما حسبته مهما طغى عليه ما هو أهم منه بكثير. والقائمة زاخرة بأحداث ومتغيرات مفاجئة ودراماتيكية، لعل نقطة التحول فيها قد بدأت مع حالة الإستهجان التي قوبلت بها مرافعة وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول والتي قدم فيها أدلته…

تمخض الجبل فولد فأرا

بعد انتظار وترقب كبيرين من قبل المجتمع الدولي لوعد الإدارة الأمريكية بتقديم أدلة دامغة تثبت تورط القيادة العراقية بتضليل لجان التفتيش المكلفة بنزع أسلحة الدمار الشامل من العراق، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وفي المقدمة منها القرار الأخير رقم 1441، حط وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول رحاله، وقدم أدلته الثبوتية أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، في خطبة عصماء لا نظير لها في تاريخ هيئة الأمم المتحدة أو تاريخ الدبلوماسية.. بل ربما في تاريخ العلاقات الدولية.

السياسة الأمريكية ومكوك كولومبيا

لا جدال في أن النتيجة التي انتهى إليها مكوك الفضاء، كولومبيا بعد التاسعة صباحا يوم السبت، بتوقيت العاصمة الأمريكية واشنطن، في الدقائق الأخيرة المتوقع فيها هبوطه على الأرض كانت مؤسفة ومحزنة. فالرحلة المؤهولة بسبعة رواد فضاء، والتي استغرقت ستة عشر يوما من البحث العلمي والعمل المضني، والمفترض أن تتكلل بالنجاح، انتهت بتفجر المكوك أثناء دخوله الغلاف الجوي للكرة الأرضية. وتشير التقارير الأولية إلى أن عطبا ما قد حدث في الجناح الأيسر بالمكوك أدى إلى ارتطامه بجسده، وإلى تفجره وتناثره وتناثر أشلاء الضحايا من الرواد السبعة الذين كانوا…

لن يعاد للأوطان اعتبارها إلا إذا أعيد للإنسان

مع إطلالة العام الميلادي الجديد يبدو المشهد العربي كثيبا ومحزنا يعيد إلى الذاكرة ما كنا نقرأه في كتب التاريخ عن حالة التشظي والتمزق والضياع التي عاشتها الأمة العربية إثر تراجع الدور القيادي للعرب في الحضارة الإنسانية وتداعي الخلافة العباسبة. صراع قبائل وعشائر، وعساكر يتطاولون على الدولة وهدر لحقوق الناس، وعبيد يشترون من سوق النخاسة لينصبوا، في ظاهرة فريدة من نوعها، حكاما هنا وهناك، وبقايا من أسر حاكمة تتطاحن على الملك في هذه القرية أو تلك، فتبرز مماليك حمدانية وسلجوقية ومملوكية.. والقائمة طويلة، وكان احتلال عاصمة الرشيد…

مع إطلالة العام الجديد لنعمل سويا من أجل إعادة الإعتبار للإنسان

مع إطلالة العام الجديد يبدو المشهد العربي كثيب ومحزن يعيد إلى الذاكرة ما كنا نقرأه في كتب التاريخ عن حالة التشظي والتمزق والضياع التي عاشتها الأمة العربية إثر تداعي دور الخلافة العباسبة. صراع قبائل وعشائر وعساكر يتطاولون على حقوق الناس، وعبيد يشترون من سوق النخاسة لينصبوا حكاما هنا وهناك، وبقايا من أسر حاكمة تتطاحن على الملك في هذه القرية أو تلك، فتبرز مماليك حمدانية وسلجوقية ومملوكية.. والقائمة طويلة، وكان احتلال عاصمة الرشيد "بغداد" من قبل هولاكو ودخول التتار هذه المدينة وإغراق دجلة بكتبها وإبداعاتها هو التجسيد العملي…

مسلمو أمريكا: حصاد 2002 وتوجهات 2003

    في بداية عام 2002 تنبئنا- في أكثر من مقال- بأن قضـايا الحقوق والحريات لمدنية سوف تطغى على أجندة مسلمي أمريكا على الصعيدين السياسي والعام بشكل كبير، ومع بداية عام جديد وهو عام 2003 يمكن القول أن تنبئنا كان في محله.  

المواطنة والوحدة الوطنية

في حديث جمعني بالأيام الأخيرة، مع قبطية أصيلة، بانتماء عربي حتى النخاع، تطرقت الزميلة العزيزة إلى قرار الحكومة المصرية باعتبار عيد الميلاد "القبطي" يوما قوميا تعطل فيه جميع الدوائر الرسمية، ويحتفل به جميع المصريين على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم. كان وجه الغرابة في القرار بالنسبة للزميلة، وربما لكثير غيرها من شعب مصر أن أحدا من الأقباط لم يتوجه بطلب إلى الحكومة المصرية لكي تجعل من هذا اليوم عطلة رسمية لكل المصريين، وأن ذلك قد جاء بمبادرة من الحكومة ذاتها.

تعليق على التعليق

لم يحدث أبدا أن أثار حديث من الأحاديث التي نشرتها على صفحات هذه الجريدة الغراء ما أثاره الحديث الماضي "الفتنة نائمة فلماذا إيقاظها الآن!؟"، فقد وصلت مجموعة كبيرة من الرسائل، واتصل بي مجموعة من الإخوة، غالبيتها ترفض ماجاء في برنامج قناة المستقلة، وتدعو إلى تحقيق التقارب، وتعميم مبدأ المواطنة، منعشة الأمل في النفس بأن محاولات التخريب وخلق الفتنة لم تلق آذانا صاغية من الخيرين والواعين من أبناء هذه الأمة. لكن ذلك لا يعني أنه لم يكن هناك شذوذ عن القاعدة. فقد وصلت عدة رسائل، نحمد الله على أنها قليلة في عددها، تستنكر الدعوة إلى…

الفتنة نائمة فلماذا توقظ الآن؟!!

في الأسابيع الأخيرة شهدت فضائية المستقلة التي تبث إرسالها من العاصمة البريطانية، لندن مشهدا غريبا ومقيتا، شذ عما هو مألوف في الفضائيات العربية الأخرى، التي عودتنا، في شهر رمضان الكريم بشكل خاص، على تقديم أفضل البرامج الدينية والترفيهية والتثقيفية، وتعزيز قيم الإنتماء إلى أمة واحدة يجمعها تاريخ واحد وتراث واحد ولغة مشتركة، وآمال وتطلعات.. بل وتدين الغالبية من أبنائها بدين واحد هو الإسلام.

تطرف متنافر: التشدد يواجهه الإستسلام

إثر انطلاق الإنتفاضة الفلسطينية الباسلة، واستشهاد الشبل محمد الدرة في حضن أبيه على يد جيش الإحتلال الإسرائيلي، حدث التفاف شعبي فلسطيني وعربي واسع حول الإنتفاضة، التي كانت في بدايتها استنكار لتدنيس مجرم الحرب إرييل شاروون للمسجد الأقصى. واستطاعت الإنتفاضة أن تنفض غبار اليأس والخوف، وأن تعيد للأمة ثقتها بقدراتها.. وكان التأييد لها يأخذ أشكالا مختلفة، من تقديم الدعم المالي إلى المهرجانات والندوات.. إلى التظاهر، وإنعاش فكرة المقاطعة الإقتصادية التي غطى عليها غبار التراجع واللهث ركضا نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

1441: نزع لأسلحة الدمار أم قرار بالحرب

توضح القراءة الفاحصة لبنود القرار 1441 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن نزع أسلحة الدمار الشامل عن العراق، وإخضاع هذه القراءة لميثاق الأمم المتحدة، وحق الدول في ممارسة السيادة على أراضيها، دون شك أو لبس أن المواد التي وردت فيه تشكل خرقا فاضحا بكل المقاييس لمعايير الإستقلال والسيادة. وأنه في حقيقته ليس مجرد تهديد بالحرب، بل يتعدى ذلك بكثير ليصل حد المباشرة العملية في احتلال العراق، ليس بالتلويح باستخدام القوة، ولكن باستخدامها واقعا.. دون إعلان.

1441: نزع لأسلحة الدمار أم قرار بالحرب-2

في حديث سابق تمت قراءة فاحصة لأهم نصوص القرار1441 الذي صدر أخيرا عن مجلس الأمن الدولي بشأن نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق، ووعد القارئ الكريم بمناقشته وتحليله في أحاديث قادمة. والواقع أن من الصعب الدخول مباشرة في تناول الإجراءات الفنية والتنفيذية للقرار المذكور ومناقشته وتحليله دون الحديث عن الخلفيات، والظروف التي أدت إلى صدوره.

قرار مجلس الأمن الدولي: نزع لأسلحة الدمار أم اختيار للحرب

بعد شهرين من الأخذ والرد تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت رقم 1441 عكست نصوصه صرامة بالغة في التعامل مع نزع الأسلحة العراقية، كاشفة، مرة أخرى، عن خلل فاضح في طريقة اتخاذ القرارات الدولية، من حيث أنها تستخدم المعايير المزودجة وتكيل بمكاييل مختلفة. كما تعكس غياب الإرادة العربية، وانهيار مفهوم التضامن العربي بين القيادات العربية، وسيادة لغة الصفقات بين القوى الكبرى، وهيمنة أمريكا على القرار، وهزيمة المبادئ التي قامت على أساسها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وضعف مؤسساتهما.

السياسة الأمريكية وضرورة وعي المغيب من التاريخ

يبدو أن للإدارة الأمريكية الحالية فهما جديدا، من نوع خاص، في ما تطلق عليه بالحرب على الإرهاب. وهو فهم لا يتساوق مع النظرية العلمية التي تقول بأن الخط المستقيم هو أقصر الطرق للوصول إلى الهدف. فرغم تصاعد العمليات التي تشن ضد وجودها ومصالحها في مناطق مختلفة من العالم، وفي أماكن تعتبر صديقة وحليفة لسياساتها، كالفبلبين واندونيسيا والكويت وباكستان، فإنها تركز أنظارها على بؤرتين رئيسيتين هما العراق وفلسطين. ويلاحظ في هذا الصدد تراجع خطاب صانع السياسة الأمريكي ضد إيران وكوريا الشمالية، اللذين اعتبرهما الرئيس الأمريكي، جورج بوش،…

صناعة القرار الأمريكي بين مواجهة الواقع وأوهام القوة

لا يهدف هذا الحديث أبدا إلى التقليل من حجم القدرة النوعية، بمجالات التصنيع والتسلح والمعرفي العلمي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ولا إلى التشكيك في قدرتها الإقتصادية الهائلة وتربعها على عرش الهيمنة العالمية واحتوائها هيئة الأمم المتحدة وتفردها بصناعة القرارات الدولية الحاسمة، فتلك أمور ليست موضع جدال، بالنسبة لنا على الأقل. ولكنه يجادل في أن القرار الأمريكي، بالدرجة الأولى، قرار إنساني من حيث أن الذي يقوم بصناعته وتنفيذه أفراد تحكمهم في قراراتهم مجموعة من النوازع والرؤى والمصالح. وبناء على ذلك، فإن تلك القرارات، شأنها في…

الإرهاب والحرب

الأحداث التي أخذت مكانها هذا الأسبوع توحي بوجود علاقة طردية بين ما يدعى بالحرب على الإرهاب وبين نمو وتصاعد حالات العنف على مستوى العالم بأسره. فكلما تصاعد استعار أوار الحملة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية بحق شعوب العالم المناهضة للهيمنتها، تحت ذرائع مختلفة، كلما أمعنت هذه الشعوب في تصعيد مقاومتها لها، بحيث اخذت المقاومة في النهاية طابعا غير عقلاني، يذهب ضحيته العشرات من الأبرياء، في مواجهة عدو متفوق عليها في القوة والعدد والعدة.

اعتذار

في لقاء جمعنا مع الأستاذ هشام البرغوثي، شقيق المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح وقائد كتائب الأقصى المعتقل حاليا في السجون الإسرائيلية وجه السيد هشام عتابا لنا لعدم تعرضنا في "التجديد"

الإنتفاضة بين العصيان المدني والكفاح المسلح

تدخل الإنتفاضة الفلسطينية عامها الثالث، وسط جدل محتدم بين مختلف الفصائل الوطنية حول جدوى استمرارية العمليات الإستشهادية والعمليات العسكرية داخل الأراضي التي احتلها الصهاينة عام 1948 تارة، وتارة أخرى حول فكرة الكفاح المسلح ذاتها في عموم الأراضي الفلسطينية. ويستند الذين يطالبون بأن تتخذ الإنتفاضة شكل العصيان المدني، وتقتصر على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران عام 1967 على مجموعة من الأسباب، منها أن الكيان الصهيوني، أصبح دولة معترفا بها من قبل المجتمع الدولي، وأن الفلسطينيين بقبولهم القرار 242 وتوقيعهم لاتفاقية أوسلو…
د.يوسف مكي