39 عاما على النكسة: هل من سبيل لهزيمة المشروع الصهيوني؟

0 173

طَرح السؤال الذي يتصدر عنوان هذا الحديث نفسه بحدة علي لأول مرة، حين كنت أشاهد، على شاشة التلفزة بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، عند التحضير للدراسات العليا، مشاهد الخراب والدمار في بيروت، أثناء الغزو الإسرائيلي صيف عام 1982. كانت مشاهد الاجتياح تتتالى، وكانت المدن اللبنانية تتساقط، الواحدة تلو الأخرى من الجنوب، وصولا إلى بيروت.. وكان العجز العربي، قد بلغ حدا يصعب على جيلنا، جيل مرحلة التحرر الوطني وتصاعد المقاومة المسلحة لنيل الحرية والاستقلال في عدد من الأقطار العربية، أن يتصوره. كانت صيحات أطفال فلسطين، ونداءات الاستغاثة التي تطلقها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تاهت جميعها وسط حالات التخمة، التي عاشتها بعض الدول العربية، وبالفقر المدقع، والإنشغال بتلبية الحاجات اليومية… وأيضا الانشغال بمباريات كرة القدم، والصراعات شبه المسلحة بين المتصارعين نصرة لهذا الفريق اللاعب أو ذاك، قد جعلت تلك الاستغاثات تتيه في قلب الزحمة، ولا تجد لها سوى صدى واهنا في عدد قليل من الأقطار العربية. وكانت الحرب الضروس الدائرة على ضفاف الخليج بين العراق وإيران، أثناء تلك الفترة، تضفي هي الأخرى بصمات داكنة وكئيبة على المشهد العربي بأسره.

 

سقطت إثر ذلك الغزو، مدينة بيروت، وكانت أول عاصمة عربية في قائمة المصروفات في صراع الأمة مع الكيان الصهيوني. وكان وقع ذلك على النفس، والشعور باليأس والعجز ثقيلا ومرهقا ومرعبا.. وكانت الغربة والبعد عن الوطن والأهل والأحباب تضاعف من الألم والمعاناة. لقد كنا نحلم بتحرير فلسطين، ورفضنا التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة في قرارها رقم 181 في نوفمبر عام 1947، وكان الرفض لذلك القرار منطقيا ومشروعا، آنذاك، ولا أزال أراه كذلك حتى يومنا هذا.

 

وكانت نتيجة تنفيذ المشروع الصهيوني تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم، وزرع كيان مصطنع فوق أرض القداسات، ليكون خنجرا مسموما يحول دون تقدم ووحدة الأمة ونهضتها.. وليكون عازلا بين مشرق الوطن العربي ومغربه.

 

وعللنا النفس بتحرير قريب للكرم المغتصب، وبعودة اللاجئين إلى ديارهم. وكانت نكسة الخامس من يونيو عام 1967 محطة أخرى في مسلسل الهزائم الذي تعرض له مشروع التحرر القومي العربي. وفيه تضاعف حجم الكيان الصهيوني أكثر من أربع مرات. وانتقلت قضية التحرير، من مواجهة مع مشروع اغتصاب لأرض فلسطين، إلى قضية صراع على الحدود، وأصبحت الأطراف العربية التي فقدت جزءا من أراضيها: مصر وسوريا والأردن، معنية أكثر بهذا الصراع، فانتقلت المواجهة مع الكيان الصهيوني من قضية قومية إلى قضية وطنية. وبانتقالها فقدت كثيرا من بريقها وقدسيتها. فلم تعد المواجهة، بعد الخامس من يونيو مع المشروع الصهيوني مواجهة حضارية وثقافية، بل غدت صراعا على الحدود. وأصبح كل قطر عربي معنياً، بالدرجة الأولى، في هذه المواجهة باسترجاع الأراضي التي فقدت منه.. وسعى القادة العرب المعنيون بهذا الصراع مباشرة لإيجاد حلول خاصة ومنفردة لاستعادة أراضيهم المحتلة.

 

وكانت سياسة الحلول المنفردة نتاج عبقرية مستشار الرئيس الأمريكي نيكسون لشؤون الأمن القومي، ووزير خارجيته لاحقا، هنري كيسنجر. بعد حرب أكتوبر عام 1973، والتي عبر عنها آنذاك بسياسة الخطوة خطوة. وكان الهدف الأساس منها، هو تغييب أي موقف عربي جماعي في مواجهة الصلف والغطرسة الصهيونية. وقد كان لكيسنجر، للأسف، ما أراد. وعلى ضوء سياسة الخطوة خطوة تم فك عدة ارتباطات بين القوات الإسرائيلية والعربية على الجبهتين المصرية والسورية.

 

وتوقفت تلك السياسة، بعد فترة وجيزة، حيث تم احتواء حالة الاحتقان العربي إلى حين، واتجه الرئيس المصري الراحل، أنور السادات إلى التعامل المباشر مع الكيان الصهيوني، ودخل في مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية انتهت بتوقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1978، تمكن بموجبها من استعادة سيناء، مقابل اتفاقيات ضمنت انتقالا رئيسيا في سياسات مصر، من التصدي لقيادة المواجهة القومية للمشروع الصهيوني، إلى التطبيع معه وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية معه، والتخلي عن قضية فلسطين؟ كما أثرت تلك الإتفاقيات (معاهدة كامب ديفيد وملحقاتها) بقوة على التوازن الدولي في المنطقة، حيث انتقلت مصر من تحالفها وصداقتها مع الاتحاد السوفيتي إلى الضفة الأخرى، إلى التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتنسيق السياسي والاقتصادي والعسكري معها، والتماهي مع سياساتها الدولية وسياساتها ومشاريعها في المنطقة العربية.

 

هل من سبيل لهزيمة المشروع الصهيوني؟! سؤال ظل يطرح نفسه باستمرار وحدة، وكلما تعثرت مشاريع الوصول إلى تسوية سياسية شجاعة تضمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، أصبح السؤال أكثر حضورا. لقد انقسم الفلسطينيون منذ نهاية حرب أكتوبر عام 1973، بين من ظل متمسكا باستراتيجية الكفاح المسلح والمقاومة طريقا لتحرير فلسطين، من البحر إلى البحر، وبين من وجد في تحقيق هذا المطلب عملا مستحيلا، ضمن مناخ سياسة الوفاق الدولي، بين القطبين العظيمين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. كانت شعارات الحرب الشعبية والمقاومة المسلحة قد بدأت تتراجع على الصعيد العالمي، بعد أن تمكنت من إلحاق الهزيمة العسكرية بالسياسة الأمريكية في الهند الصينية، وبعد التوجه الأمريكي- السوفيتي نحو الحد من الأسلحة النووية.

 

ومن جهة أخرى، كان التسليم بالاغتصاب الصهيوني لفلسطين، من قبل المجتمع الدولي قد أصبح أمرا واقعا. وفي ظل هذا الواقع الجديد، وبتشجيع من الرئيس المصري السادات اتجهت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بعد منحها تفويضا رسميا من القادة العرب بوحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني، إلى التعامل بإيجابية مع الحلول السياسية. وكانت الخطوة الأولى في هذا الطريق قد تمثلت في الخطاب الذي ألقاه الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أشار فيه إلى أنه جاء إلى الاجتماع حاملا معه البندقية في يد وغصن الزيتون في اليد الأخرى، وطالب المجتمع الدولي بألا يسقط غصن الزيتون من يده. ومع امتداد المسيرة نحو التسوية، والاتجاه الفعلي للتفاوض مع الكيان الصهيوني، لم يعد هناك مكان للبندقية، حيث غدا الكفان مثقلين بمشاريع لا تعد ولا تحصى، لحلول “سلمية” تتبارى جميعها للأخذ من حصة الفلسطينيين والأمة العربية، لصالح إسرائيل.

 

ومع غزو بيروت، تكشف بما لا يقبل الجدل، عجز المشروعين الفلسطينيين: المقاوم والمسالم، عن إيجاد مدخل صحيح للتعامل مع المشروع الصهيوني. عجزت جبهات الصمود والتصدي، وانفرطت الواحدة تلو الأخرى.. وأخذ عدد آخر من منظمات المقاومة في الالتحاق بقائمة “المسالمين” والباحثين عن حلول في الأروقة الدولية. وجاءت مفاوضات مدريد بعد أزمة الخليج عام 1990، لتؤكد بشكل لا يقبل الجدل، أن من يملك أوراقا تفاوضية قوية، يسندها جيش منظم وقوي ودعم دولي، هو من يملك فرض الحلول، ولم يكن العرب في حال يمكنهم من فرض أي حل. وكانت النتيجة أن دارت تلك المفاوضات في حلقات مفرغة، وكان الحوار بين العرب والصهاينة، في واشنطن أشبه بحوار الطرشان، وانتهت تلك المفاوضات إلى فشل ذريع…

 

وفي الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي عقد في الجزائر، أثناء استعار الانتفاضة الفلسطينية الأولى، لم يعد هناك محاربون ومسالمون أو مستسلمون في حركة المقاومة. فالكل وافق على البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتضمن الاعتراف بضرورة العمل على قيام دولتين على أرض فلسطين التاريخية: دولة إسرائيل في الحدود التي كانت قائمة بها حتى عدوان الخامس من يونيو عام 1967، ودولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وتقوم على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان ذلك هو الأساس الذي استندت عليه مفاوضات أوسلو التي تمخض عنها اتفاق غزة أريحا- أولا.

 

ومن جديد كان منطق القوة يفرض حضوره بشدة: من يملك القوة يملك فرض صناعة القرار.. وكانت جملة الأوراق الفاعلة من نصيب الكيان الصهيوني.. وكانت النتيجة قيام سلطة فلسطينية هزيلة على أجزاء من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، تحاصرها المستوطنات الصهيونية من كل جانب. كانتونات منفصلة عن بعض، تتجمع في الوادي، وتطل عليها المستوطنات من عل.. ومعابر ضيقة تحرسها الحراب الإسرائيلية، وجدار عازل يفصل بين الضفة والقطاع وبين بقية أراضي فلسطين التاريخية. وصراعات على مغانم لم يتم اكتسابها بعد، ومشاريع واتفاقيات في شرم الشيخ وواي ريفير وكامب ديفيد، وخارطة طريق، وتفاهمات تينيت وميتشيل وومشاريع للقمم العربية، ولكل منها عدد كبير من الضحايا.. طرق مسدودة معمدة بدم الشهداء من القادة والمقاومين الفلسطينيين، في سلسلة طويلة، ربما أمكننا تحديد بدايتها واتجاهها، لكن تحديد نهايتها رهن بالجواب على السؤال، الذي بدأنا به حديث هذا اليوم: هل من سبيل، ونحن نعايش الذكرى التاسعة والثلاثين من النكسة، لهزيمة المشروع الصهيوني؟

 

ماذا وكيف ومتى نتمكن من هزيمة هذا المشروع؟ أسئلة علنا نتمكن من مناقشتها والإجابة عليها في حديثنا القادم بإذن الله.

 

yousifsite2020@gmail.com

 

 

 

 

د. يوسف مكي

تاريخ الماده:- 2006-06-07

 


2020-06–0 6-:03

د. محمد المسفر من الدوحة

عزيزي الدكتور يوسف رضي الله عنك وارضاك وبعد

سعدت يمقالتك 39 عاما على النكسة وفقك الله وحفضك

تقبل تحياتي اليك والى جميع افراد الاسرة الكريمة

 

2020-06–0 6-:03

فؤاد محمد السايس من اليمن السعيد

أولا اعجبني كثيرا مداخلات الاستاذ الدكتور محمد المسفر الذي رأيت في قلمه ما يعبر عن رأي شريحة كبيرة من الامة فله التحيه ولك يادكتور مكي الف تحيه .

فمهما بلغ العدو من القوة لن يبلغ مداه اكثر مما هو عليه واقع الحال الان, قمة المشكلة تتلخص في ان العدو اكتسب شرعية كانت بمثابة الحلم الذي لن يتحقق له ابدا ابدا- وان طال الزمان وتوسعة رقعة الارض المحتلة, ولكن الاتفاقية المشئومه التي قدمت له وما تلاها من اعترافات وتنازلات وهرولة التطبيع من البعض وهم لا ينتمون جغرافيا الي دول الطوق, وتمثيل دبلوماسي من البعض الاخر, ومجاملات من من هم قائمون برعاية شأن القضية الي حد وصم المقاومة بأشنع الالقاب ووصفها بأنها “قذرة ” هذه التنازلات وغيرها نري في مضمونها ” أن من يقود عملية تحرير الارض ليس هو من يدافع عن مصالح اخوة السلاح ورفاق السلاح, بل ان التوجه العام هو تمجيد اعمال المحتل ومنحه الالقاب التي تطري علي تصرفاته”, ومثل هذه الخطوات يتم استغلالها من قبل العدو الغاصب ليتم توظيفها لصالح تبيض الوجه القبيح من خلال سلوك علاقات عامة تهدف الي ترويج المشروع الصيهوني, بأن هذه الدولة المغتصبه للحق العربي تصف نفسها بأنها الدولة الوحيدة التي تسلك مسلكا ديمقراطيا وهي بالنسبة للغرب المنارة في منطقة الشرق الاوسط وحامية مصالحهم, وتروج بان فئة من المنتمين لفتح تؤمن بأن الاعمال الفدائية والجهاديه ضدها ( العدو الصيهوني) ما هي الا اعمال قذرة.

مثل هذا الوصف والتصرفات تؤثر سلبا علي مشروعية العمل الكفاحي التحرري وكسب ود وتضامن الشعوب في العالم, وقد رأينا كيف القارة الافريقيه ودول اخري تخلت بالمطلق عن تضامنها مع القضية بعد توقيع كامب ديفيد وودي عربه وبالتحديد بعد “اوسلو” .

وعودة الي نكسة 67م لم يحقق العدو أي مكسب يذكر نتيجة عدوانه, بل كانت الامنية لديهم تتمثل في خنوع الامة والجلوس الي مائدة المفاوضات ولكن القيادة السياسية القوية التي رأت في الهزيمة مرحلة يجب تخطيها وتصحيح الاخطاء والشروع الي تحرير الارض, عملت جاهدة علي ذلك وتحقق لقياداتها النصرالمؤزر في 73م, بما عمل له الناصر عبدالناصر من جهد حقق لهذه الامة مفخرة وعزة لم يتحقق بعده أي نصر يذكر, نتيجة سلوك طريق الانتفاع والانفتاح وما اعقب من الاعتراف بالكيان الصيهوني, وهو امر غير مألوف وخروج عن الاجماع والعمل العربي في محاربة ومقارعة العدو ومحو اثار عدوانه علي الامة العربية.

ان العدوالصيهوني عندما شرع بعدوانه المبين علي الامة العربية في ارض مصر والاردن وسوريا واحتلاله للقدس العربية انطلق من قاعدة ان الامة العربية جميعها تمثل عدوا متربصا بالكيان المغتصب , مما يعني ان العدو الصيهوني عند اغارته علي قطر معين لا يقتصر عدوانه علي هذا القطر فحسب بل يمتد ليشمل كل الاقطار الاخري , فلم يتوقف العدوان عند حدود بعينها بل شمل العدوان العراق بضرب مفاعل تموز – والاعتداء علي تونس بقتل ابوجهاد واجتياح لبنان – مما يدل دلالة واضحه علي ان وحشية هذا الكيان لا تقتصر بالتنكيل علي اهلنا في الاراضي العربية المحتلة فحسب, بل تشمل كافة الاقطار العربية الاخري- علاوة علي الاغتيالات التي تتم هنا وهناك فاغتيال الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا – ومقتل عاطف بسيسو – والدكتور المشد في فرنسا يدل علي ان العدو يمارس اعماله الشريرة دون رادع يذكر من الامة العربية, ويتطلب من اجل تحرير الارض اولا تحرير ارادة الانسان العربي فنشر الحريات وفتح منافذ للديمقراطية, وتوعية الشباب وتأهيله علميا, ومنح فرص العمل والتنمية الشاملة وصولا الي تبني القضية الفلسطينة واعطائها المرتبة الاولي ضمن ترتيب القضايا الهامة, وخلق قيادات تؤمن بأن هذه الامة تستحق ان تعيش بكرامة في ظل تقبل الرأي والرأي الاخر, عند هذه المرحلة اري ان اول خطوة في تحرير ارض فلسطين والاراضي العربية الاخري قد بدأت , بل تحرير الانسان العربي من الهيمنة وما يراد له من التبعية وتنفيذ المشروع الصيهوني وهو الاخطر من كل حدث واعتداء قد حدث.

 

 

2020-06–0 6-:03

حسان محمد السيد من البرازيل

سيدي الدكتور,مع كامل احترامي وتقديري لرايكم السديد,احب ان انوه,انه بعد كارثة الخامس من حزيران,لم يبق الا صوت عبد الناصر المدوي عمليا بعدم قبول انصاف الحلول مع الصهاينة,ولم يقبل بصراع الحدود معهم,واصر على انه صراع وجود,واسمح لي ان اذكرك,ان عبد الناصر رفض استعادة سيناء بدون قتال,مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية,والتاريخ يذكر,ويسجل,ان عبد الناصر اعلنها عالية,ان القدس قبل سيناء,ولاءاته الثلاثة الخالدات كانت وستبقى خير دليل على ذلك.

 

2020-06–0 6-:04

Saleh Al Fehaid من UK

أخي رئيس التحرير المحترم

 

يعطيك العافية على هذا المقال ,اقول ما حفي كان أعظم والحبل على الجرار والله من وراء القصد وفقكم الله لخدمة هذه الأمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،

 

اخوك

صالح

 

2020-06–0 6-:04

فؤاد ناصر البداي من اليمن

الأستاذ القدير الدكتور يوسف مكي

جزاك الله خير وكل من معك في إدارة هذا الموقع المتميز، وفي محاولة لتسليط الضوء على جزء ولوا يسيراً من الإجابة على سؤالك الذي بدأت به مقالتك، نقول أن المشروع الصهيوني قد انطلق من مجموعة عناصر مكنته من إلحاق الهزيمة بالعرب، وإستناداً إلى حقائق الواقع العربي على المستوى الرسمي، وهو واقع لا يجب اليأس من تغييره ومحاولة استنهاضه للقيام بدوره تجاه الأمه برغم ما يبدوا عليه من الوهن وضعف الإرادة، فإن هناك مداخل أخرى قابلة للتطبيق على أرض الواقع في هذه الظروف العصيبة والمعقدة، وفي تصوري أن الكيان الصهيوني قد انطلق من مجموعة من عناصر قوة أسهمت في تمكينه من تحقيق بعض الإنتصارات السياسية والعسكرية على العرب، في مراحل افتقروا هم (العرب) إلى الحد الأدنى من هذه العناصر،فبالإضافة إلى عناصر القوة العسكرية، والاقتصادية، ونوعية ومستوى التحالفات التي تمكنت إسرائيل من تحقيقها مع القوى المهيمنة على السياسة الدولية، نجد أن المحتوى الفكري والأيديولوجي الذي استند إليه الكيان الصهيوني في تأسيس دولة يهودية على أرض فلسطين العربية يعد أهم هذه العناصر من وجهة نظري، يضاف إلى هذا العنصر ويرتبط به ارتباط حياه الإنسان بالماء الذي يشربه والهواء الذي يتنفسه، الوسائل الإعلامية التي استخدمها العدو في الترويج لمشروعه وتبرير تصرفاته وتمرير مخططاته إلى درجة أننا لم نعد نرى مصالحنا إلا من خلال ما يريده لنا ولا نستطيع أن نعبر عنها إلا بالمفاهيم التي يريد فأصبح الإحتال واغتصاب الأرض وتهجير سكانها واستبدالهم بيهود أثيوبيا أو روسيا حق مشروع لليهود، والمقاومة إرهاب، واقتتال الناس بعضهم ببعض كما في العراق حرية …الخ.

وفي تصوري أن هزيمة هذا الكيان تبدأ من التحرك عبر محورين رئيسيين الأول: العمل على كشف الحقائق التاريخية المرتبطة بالقظية الفلسطينية بدأ من احتلالها والتواطوء الدولي ضدها ومروراً بالمجازر التي قامت عليها دولة إسرائيل في حق العرب الفلسطينيين، وانتهاءاً بالمعاناة اليومية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني داخل وخارج الأراضي المحتلة، وترجمتها إلى عدة لغات عالمية، والتروج ونشر المقالات والأبحاث الأجنبية التي تتناول حقيقة قيام الدولة اليهودية والشبكة العنكبوتية التي تسيطر من خلالها الحركة الصهيونية على القرار الدولي، وهيمنتها على دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، ودور إسرائيل في إثارة عوامل عدم الاستقرار في المنطقة والعالم، وطرح أسئلة موضوعيه عن القظية تثير اهتمام القارئ العالمي وتشده إلى البحث والتقصي عن الحقائق التي تلعبها الحركة الصهيونية على مستوى العالم وتأثير ذلك على الأمن والسلم الدوليين، والبحث في الحجج التي تعطي اليهود دون غيرهم الحق في التفرد والحصانة فوق كل القوانين والأعراف الدولية.

وهذا الدور يقوم به باحثون متخصصون في التاريخ والسياسة والاجتماع والقانون الدولي على وجه الخصوص، من خلال إنشاء العديد من المواقع اللإليكترونية المتخصصة لإستهداف أكبر عدد ممكن من القراء العالميين، ومحاولة الوصول بهذه المواد إلى أكبر قدر ممكن من قادة الرأي العام العالمي والتأثير في توجهاتهم تجاه القضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. وبذلك نكون قد أسهمنا في تفريغ الكيان الصهيوني من أحد أهم عناصر القوة التي يستند إليها في معركته ضدنا.

ثانيا: من الملاحظ أن النظام العربي الرسمي قد فشل في تحقيق الحد الأدنى من المطالب القومية للشعوب العربية، في الوحدة والتنمية الشاملة، وتحرير الأراضي المحتلة، والتصدي للهيمنة الغربية على المقدرات وخيارات الشعوب العربية. كما أن هناك تناقضات في مصالح هذه الأنظمة مع بعظها البعض الأمر الذي يوحي بأن لا أمل في الركون إليها في تبني مشروع وحدوي ينهض بهذه الأمه ويخرجها مما هي فيه من ركود وضعف، بل حتى مجرد أن يتصور المرء قيام القيادات العربية الحالية باتخاذ موقف محدد تجاه القضايا العربية وربط استمرار واستقرار مصالح الدول الدول المساندة للكيان الصهيوني بمصالح العرب وقضاياهم العادلة؛ أصبح أمراً غير متوقع من هذه القيادات التي لا هم لها سوى تثبيت ديمومة الكراسي التي تتربع عليها والبحث عن شرعية تمكنها مقبولة تمكنها من توريث الحكم لأبنائه.

ومن ثم فإن العمل للخروج من هذا الوضع السيئ هو استنهاض الشارع العربي وحث قوى المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني في كل الأقطار العربية للقيام بدورها في ترسيخ قيم وأساليب الممارسة الديمقراطية وتفعيل روح المشاركة داخل أطرها التنظيمية أولاً حتى تتمكن من الترويج لها وممارستها في أوساط عامة المجتمع وأن تستمر في النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات السياسية المنبثقة من قيمنا الإسلامية السمحة، والقيم القومية العربية الأصيلة التى تستند إلى حقائق الجغرافيا والأصل واللغة والعقيدة والقظايا والأهداف والأحلام المشتركة. وعند هذه النقطة يمكن أن تتولى الحكم قيادات منتخبة تعمل بكل جهدها هلى تحقيق مطالب الجماهير في التنمية والوحدة والتحرر، وكيف لا وهي الجماهير التي تدين لها بإنتخابها والتي بإمكانها إخراجها من الحكم.

 

2020-06–0 6-:05

علي الكاش من اليونان

أحسنت أستاذ يوسف بتناول هذا الموضوع الذي لا يزال ساخناً لعقود مضت، فالقضية الفسطينة هي الشاغل الأول لهذه الأمة، بمنطقة الشرق الأوسط والعالم برمته، منذ بدء موجات النزوح الى فلسطين ، بل ربما قبلها أيضاً فقد ورد عن المؤرخ اليهودي (والتر لاغور) بأن بداية الأستيطان اليهودي يرجع الى عام 1884، حيت تم الأستيلاء على الأراضي الفلسطينية عن طريق الشراء والأحتيال والأيجار لمدة طويلة، وغيرها من الأحابيل والخدع السياسية التي أشتهر بها اليهود على ممر التأريخ، وكان للوكالة اليهودية وصندوق التأسيس اليهودي المسمى (اكيدن هايسود) والصندوق القومي اليهودي دور الممول لنشاطات الأستيطان عبر العمليات المشروعة وغير المشروعة، وقد تمكن اليهود خلالها من الأستحواذ على (207000) دونم في فلسطين قبل عام 1948 وتمكنوا من وضع أول موطأ نجسس في الأراضي العربية المقدسة 0

وقامت الوكالة الدولية بتهيئة أمواج النازحين الى هذه الرقعة بأستخدام وسائل الترغيب والترهيب، وكانت الموجة الأولى عام 1903 حيث نزح ما يقارب (10) آلاف يهودي من روسيا، وتلتها الموجة الثانية عام 1915 بنزوح (85) ألف يهودي من روسيا أيضاً، من ثم الثالثة عام 1923 حيث بلغ عدد النازحين (35) ألف يهودي من روسيا أيضا، وتلتها الرابعة عام 1932 ونزح حوالي (62) ألف يهودي ولكن هذه المرة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتلتها الموجة الخامسة عام 1938 وبلغ عدد النازحين (164) ألف يهودي، وتلتها موجات النزوح من البلدان العربية وخاصة العراق وسوريا ولبنان، حيث قامت الوكالة اليهودية بشراء الذمم لبعض الفلسطين من خلال دفع أموال كبيرة لقاء تخليهم عن مناطق سكناهم، ولقلة الوعي الفلسطيني والعربي آنذاك وعدم تفهم اهداف المشروع الأستيطاني التوسعي، فقد نجحت الوكالة في مخططها، أما اليهود الذين كانوا يرغبون بالبقاء في دولهم ولا يحبذون النزوح الى فلسطين، فقد قامت الوكالة بعد فشل الأغراءات المادية والتوعيد، بأغتيال عدد من اليهود وأرسال تهديدات الى مجموعات يهودية بالنزوح وإلا فأن الخطر يتهددهم، ولكن تحت يافطات عربية واسلامية، وفي كتاب( ريح شرقية) و(الخروج من العراق) توجد تفاصيل مذهة عن الدهاء اليهودي والدور الفاعل الذي لعبته الوكالة اليهودية بهذا الشأن 0

لقد كانت تلك الحلقة الأولى في المسلسل اليهودي والتي عبر عنها عضو الكنيست الأسرائيلي يشعياهو بن فورت والتي نشرت في صحيفة بديعوت احرونوت بقوله ” لا صهيونية بلا أستيطان، ولا دولة يهودية بدون أخلاء العرب منها” 0

وكان لوعد بلفور المشؤوم الذي رسمته الأدارة البريطانية كمكافأة منها للعرب الذين أستعمرتهم وسرقت ثرواتهم وأخرتهم لقرون حجر الأساس في بناء الدولة الأسرائيلية في فلسطين، وفي الوقت الذي يتحمل الروس مسؤولية الهجرة والنزوح الى فلسطين فأن البريطانيين يتحملون الوزر الأكبر في خلق هذه الدولة اللقيطة، وبالرغم من تنصلهم من فعلتهم النكراء، فقد ولوا شطرهم كأن الأمر لا يعنيهم وكأن هذا الزرع الخبيث ليس من أيديهم، لكن التأرسخ يشهد بأنهلا فرق بين البريطانيون واليهود فكلاهما من النوع الذي يتنصل عن عهوده وألتزاماته، وكلاهما عرف بأستخدام اللألاعيب السياسية لضمان مصالحه حتى لو كانت على حساب أوطان وشعوب 0

لقد جاء المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال شهر مايس الماضي ليضع النقاط على الحروف لكن بشكل أعتباطي وخاطيء مما ضيع الفرصة لفهم مقاصده، فقد أعلن أن كافة الرؤساء العرب الذين ألتقاهم أيدوا حلاً يضمن أمن إسرائيل، ويحقق للفلسطينين بناء دولة مستقلة؟؟ أن الغريب بمكان ما فهم هذه المعادلة الغريبة، فهي مثل مسك المنظار بالمقلوب، الزعماء العرب – أن صح أدعاء بلير – غير مهتين بضمان أمنهم وسلامة حدودهم الاقليمية!! لكن يهمهم ضمان أمن أسرائيل ؟؟

الدولة النووية الوحيدة في المنطقة والقوى الكبرى في الشرق الاوسط ، والمصدرة للسلاح لعدد كبير من دول العالم المتقدمة كالصين وفرنسا وتركيا واليونان وصاحبة التكنلوجية الرفيعة المستوى والتي صدرت عام 2005 ما قيمته (19) مليار دولار، يطلب الزعماء العرب ضمان أمنها ؟؟ إنها مسرحية كوميدية تجري في منطقتنا العربية، يمثلها رؤساؤنا المنتخبون بكل ديمقراطية وشفافية ،وجمهورها نحن العرب المنكوبين، ووراء الكواليس الملقنون الأمريكان واليهود، المشكلة في هذه المسرحية أستاذ يوسف أن الممثلين يضحكون على الجمهور وليس العكس، كما جرت العادة في مثل هذا النوع من المسرحيات، الكوميديا مستمرة والجمهور نفسه والممثلين أنفسهم يقومون بنفس الدور التافه منذ عقود وبرتابة مملة 00أنهم يتاجرون مع الأسف الشديد بالقضية الفلسطينية ليس العرب فحسب وأنما العديد من الفصائل الفلسطينية وقادتها 0

أشد على يدك!! أنه موضوع الأمس واليوم والمستقبل وأن ألقاء الضوء عليه مجدداً وفق رؤية علمية صادقة هو بحد ذاته خدمة للقضية الفلسطينية، بارك الله بقلمك الذي يتحفنا بالكثير من الاراء القيمة وفقك الله ووفق كل الأقلام الشريفة والى الأمام 00

 

 

2020-06–0 6-:02

ألقرعاوي من

نعم ! هناك سبيل لهزيمة المشروع الصهيوني . ولكن المشكلة أن المشروع الصهيوني يعرف تماما ما هي بنود الفعل التي تهدده وما هي أدواتها على الساحة العربية فيتابعها بالتصفية والإبادة والإجراءات الوقائية ويمنع تكامل أي بند من بنودها. مشروع عربي متكامل وموحد للمواجهة هو الشرط الأول لهزيمة المشروع الصهيوني ، وهذا هو ما تمنع الصهيونية قيامه بأي ثمن .

 

2020-06–0 6-:05

أحمد محمود من

الدكتور يوسف مكي،

في الحقيقة يا دكتور إن حقيقة هزيمة المشروع الصهيوني ممكنة ولكن تحتاج الى نفس طويل، وفي الحقيقة إن ما يقوله الإخوان التالية أسماؤهم صحيح ولكن لم يتطرق أحد منهم الى موضوع الدين فهو الأساس في إنشاء المشروع الصهوينين ليس فقط بالسياسة والاقتصاد، ولكن بالرجوع الى الدين والتمسك به وكذلك بقية الأمور الأخرى تبقي الأمور كاملة. وشكرا لك.

فؤاد محمد السايس من اليمن السعيد

حسان محمد السيد من البرازيل

Saleh Al Fehaid من UK

فؤاد ناصر البداي من اليمن

علي الكاش من اليونان

 

2020-06–0 9-:04

شريف محمود من السودان

اخى المحترم تحية واحترام وبعد

انا مقيم فى دولة السعودية وكنت ومازلت من اشد الناس دفاع عن القضية الفلسطينة ولكن للاسف الشديد عرفت الشعب العربى عامة والفلسطىنى خاصة ماعندهم اخلاق ويجب علينا فقط الصدق واتمنا ان تكتب عن الصدق ويكون شعار العربى وبعده سوف نتصر وشكرا

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اثنا عشر − عشرة =


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

د.يوسف مكي