…وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر!!

0 225

تصاعدت خلال هذا الأسبوع أعمال القتل والتدمير الصهيونية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل ينذر بانهيار شامل للأوضاع الأمنية والسياسية بالضفة الغربية وقطاع غزة. ورغم أن إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت تربط الحوادث الأخيرة بقيام عناصر من المقاومة الفلسطينية باختطاف جندي إسرائيلي، فرنسي الأصل ، إلا أن تسلسل الأحداث يشير إلى أن الأمور بين السلطة الفلسطينية والإدارة الإسرائيلية قد بدأت في التدهور بشكل ملحوظ إثر فوز حماس في الانتخابات النيابية، وتكليفها بتشكيل حكومة فلسطينية في بداية شهر فبراير من هذا العام 2006. وقد وصف انتصار حماس الساحق بتسونامي، وبالزلزال الفلسطيني من قبل أجهزة الإعلام العربية والعالمية.

 

لكن تطور الأحداث أكد أن انتصار حماس كان زلزالا بالنسبة للصهاينة، لم يتمكنوا من قبوله والتعايش معه. وكان التوقع أن يؤدي انتصار حركة المقاومة الإسلامية إلى دخول “العملية السلمية” مرحلة جديدة، تتجه فيها حماس إلى المباشرة الفعلية في حل المشاكل الاقتصادية وقضية البطالة ومواجهة استفحال الفساد، وكان ذلك ضمن برنامجها الذي تمكنت من خلاله حصد معظم المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني. وكان ذلك يعني، في الجانب الآخر، أن تمر الضفة والقطاع بحالة استرخاء، وتتراجع عمليات المقاومة المسلحة، خاصة أن حماس قد عبرت عن استعدادها للدخول مع الكيان الصهيوني في هدنة عسكرية طويلة.

 

إلا أن تطور الأحداث قد جاء عكس هذه التوقعات، فالصهاينة رفضوا فكرة الهدنة مع حماس، وطالبوها بالاعتراف بإسرائيل، كمقدمة لا بد منها للتعامل مع الحركة. ومارست الحكومة الإسرائيلية حصارا اقتصاديا قاسيا على الفلسطينيين. ومن سوء طالع رئيس الوزراء الجديد، السيد إسماعيل هنية أنه وجد الخزينة فارغة، والمديونيات عالية. وضمن هذا الواقع الصعب، لم يكن هناك مجال لتلبية الحاجات الأساسية للفلسطينيين، فضلا عن الوفاء بالوعود التي قطعتها الحركة على نفسها، في برنامجها الانتخابي، والتي تعهدت فيها بالقضاء على الفساد، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية.

 

وتماهت الإدارة الأمريكية، كعادتها، مع الكيان الصهيوني، وشاركها الأوروبيون، فانتقل الحصار من حالة إسرائيلية، ليتخذ شكلا أمميا، شاركت فيه والتزمت به معظم حكومات العالم، وبضمنها بعض الدول العربية، إما اصطفافا مع المشاريع الصهيونية والأمريكية، أو خشية من العصي الأمريكية الرادعة. وكانت النتيجة أن تم منع وصول المساعدات والتحويلات المالية للفلسطينيين من الخارج. وساهم العالم، بفعله أو بصمته العاجز في تجويع الشعب الفلسطيني.

 

لم تكتف الحكومة الإسرائيلية بالحصار، بل واصلت عمليات قنص القادة المقاومين في حركتي حماس والجهاد، اغتالت عدداً من القيادات البارزة، وقامت باعتقالات واسعة شملت دون استثناء جميع حركات المقاومة، وإن كانت حصة الأسد فيها قد خصصت لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وانتقلت بعد ذلك إلى التهديد بقتل قادة حماس، وقتل المسؤولين الأمنيين الذين تعينهم الحكومة الفلسطينية، إذا لم تقدم حماس تنازلات باتجاه الاعتراف بمشروعية اغتصاب الصهاينة لفلسطين. ومارست للأسف بعض الدول العربية ضغوطا كبيرة على قادة حماس لدفعهم إلى القبول بالشروط الإسرائيلية لفك الحصار. وحين رفضت هذه القيادة الخضوع، بدأ التنفيذ الفعلي للتهديدات.. بدأت وتيرة الإرهاب والقتل في التصاعد، وشمل مسلسل الترويع الصهيوني قياديين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي من أمثال الشهيد جمال أبو سمهدانة، أمين عام لجان المقاومة الشعبية، والشهيد عمار شهاب أحد قياديي كتائب الأقصى الجناح العسكري للجهاد..

 

وبقي العالم بأسره، متفرجا، دون تحريك ساكن، وحتى حين علت استغاثات الطفلة الفلسطينية البريئة، هدى، تطلب العون بعد أن قتل جميع أفراد عائلتها، بقصف الطيران الإسرائيلي، أثناء استجمامهم على الشاطئ في عطلة نهاية الأسبوع، لم يتحرك للضمير العالمي نبض، وكانت قمة الاستهجان بالأرواح الفلسطينية قد جاءت من واشنطن، حين صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش أن إسرائيل، في هذه المجزرة، كانت تمارس حق الدفاع عن النفس.

 

لم يبق للفلسطينيين، أمام هذا الصمت المطبق، سوى أن يتولوا بأنفسهم عملية الدفاع عن وجودهم، وأن يكفوا عن طلب العون من الآخرين، وبضمنهم أشقاؤهم العرب. وهكذا من جديد بدأت عمليات المقاومة في التصاعد. قصف للمستوطنات الصهيونية، ومواجهات يومية لقوات الاحتلال.. عنف في مقابل عنف.. وعين بعين، والبادئ أظلم. فليست هناك من لغة أخرى يمكن أن يفهمها العدو. وتستمر دائرة القتل، لكن ضحاياها لن يكونوا من طرف واحد، كما تريد “إسرائيل”.

 

كانت لغة المقاومة الفلسطينية واضحة وجلية… منطقية ومفهومة إما أن يعم السلام لينعم به الجميع، ولا يكون لمصلحة فريق، أو لا يكون أبدا. وفي هذا الإطار جاءت عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي. وحاله في ذلك، بموجب القانون الدولي، مختلف عن حال المقاومين الفلسطينيين. فقد ضمنت شرعة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة حق المقاومة للشعوب التي تقع تحت سيطرة الاحتلال. وقد مارست هذا الحق معظم شعوب العالم التي عانت من الاستعمار، أما الجندي، فهو مرتزق غادر وطنه فرنسا، وهاجر إلى فلسطين، ليغتصب حقوق أهلها، وحاله في القانون الدولي، حال المرتزقة الآخرين الذين قاتلوا في الكونغو وغينيا، وعدد آخر من بلدان العالم، ليس هناك من شرعية دولية تحميه.

 

وكان المطلب الفلسطيني، بسيطا وواضحا، إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مضى على بعضهم داخل السجون أكثر من عشر سنوات، مقابل هذا الجندي المرتزق. العالم الذي صمت طويلا، استشاط غضبا، لأن جنديا إسرائيليا تم خطفه من قبل المقاومين.. وبدأت المطالبة بإطلاق سراحه تأتي من كل صوب. وتوسط الحكام العرب لدى الفلسطينيين، يناشدونهم التخلي عن مطالبهم في إطلاق سراح الأسرى الذين ليس لهم أي ذنب سوى مقاومة الاحتلال والمطالبة بالحفاظ على أرضهم وكرامتهم، وحقهم في تقرير مصيرهم.. هذا العالم الذي سكت طويلا، وهو يعلم أن السجون الإسرائيلية تحتفظ بأكثر من عشرة آلاف سجين فلسطيني، ينتخي الآن مطالبا بإطلاق سراح أحد شذاذ الآفاق، مؤكدا انحيازه الفاضح ووقوفه إلى جانب العدوان. وإلا فكيف نفسر هذه المعادلة الجائرة؟ كيف يكون لإطلاق سراح مرتزق واحد، لم يمكث بالسجن سوى عدة أيام، أرجحية على عشرة آلاف معتقل فلسطيني، قضوا داخل السجون أعواما كثيرة؟.

 

وقد قابل الصهاينة مطالب الفلسطينيين بإدخال دباباتهم وجرافاتهم إلى شمال غزة، وقيام مروحية إسرائيلية بإطلاق صاروخ على مبنى لمؤسسة خيرية. وأصاب صاروخان أيضا مناطق في شمال غزة قرب بلدة بيت لاهيا. وجاء ذلك بعد أن شنت طائرات إسرائيلية هجوما صاروخيا قبل ذلك على مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت قد أعلن خلال اجتماع لمجلس وزرائه أنه سوف يلاحق القادة الفلسطينيين ويقتلهم، وأضاف أنه لا حصانة لأحد.

 

ورد الجناح العسكري لحركة حماس وناشطون آخرون على الإرهاب الإسرائيلي بالتهديد بشن هجمات داخل إسرائيل. وقال أبو قصي وهو أحد المتحدثين باسم كتائب شهداء الأقصى المرتبطة بحركة فتح إن الكتائب والجناح المسلح لحركة حماس سينفذان “هجمات مزلزلة ضد الصهاينة”.

 

ومن جهة أخرى، رفضت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” تصريحات جون بولتون المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة، التي وصف بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة بـ “الإرهابي الدولي”، وطلب من الرئيس السوري اعتقاله. وقال مصدر مسؤول في الحركة: “إن تصريحات بولتون، المعروف بتبعيته وولائه للكيان الصهيوني، تزيدنا قناعة بأن الإدارة الأمريكية لا يمكن لها أن تلعب أي دور إيجابي في المنطقة، طالما أنها تقف إلى جانب الكيان الصهيوني في عدوانه”. وأضاف يقول: إن أفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي كفيلة بالرد على بولتون وتساءل: “هل الإرهابي هو من يسعى لتحرير أرضه وتحقيق مصلحة شعبه ومنها إطلاق سراح أسراه؟، أم إن الإرهابي الدولي هو من يواصل جرائمه وعدوانه وحصاره لشعب أعزل لا يطالب إلا بحقوقه وتحرير أرضه؟”.

 

رغم كل الضجيج والاستغاثات جاء جواب المقاومة حاسما في هذا الصدد، فقد أمهلت ثلاث مجموعات فلسطينية تحتجز الجندي، في بيان وزع في غزة يوم الاثنين، إسرائيل مهلة تنتهي صباح الثلاثاء لتلبية مطالبهم بالإفراج عن معتقلين فلسطينيين. وقالت كتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح في حركة حماس) وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام في بيان لها إنه “أمام إصرار العدو لإسقاط جميع المعايير الإنسانية وإصراره واهما على إجراءاته العسكرية واستمرار عدوانه فإننا نمهل العدو الصهيوني حتى الساعة السادسة من صباح الثلاثاء”. وأضاف البيان “ما لم يستجب العدو لمطالبنا الإنسانية الواردة في بياننا السابق فإننا نعتبر الملف الحالي قد طوي وحينها على العدو أن يتحمل كامل النتائج”.

 

من جديد يؤكد الفلسطينيون على عشقهم للحياة ورفضهم للذل والمهانة، واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن شرفهم وعرضهم ونيل حقهم في تقرير المصير. وفي المقابل، يؤكد العالم أن قتل أمرئ في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر.

 

yousifsite2020@gmail.com

 

 

 

 

د. يوسف مكي

تاريخ الماده:- 2006-07-05



 

2020-06–0 7-:05

علي الكاش من اليونان

شكراً سيدي على هذا المقال الشيق

فعلاً أنها جريمة تدخل في مجال ( الجنوسايد) او ما يترجمونه بالأبادة الجماعية، والتي رفضتها الأمم المتحدة بكافة أشكالها وصيغها، بل أن إسرائيل نفسها كانت تشكو من أورا وتتهمها بأبادة الشعي اليهودي عبر ما يسمى بالمحرقة والتي تمكنت إسرائيل من خلاللها الحصول على الدعم الدولي لنشوئها، بالأضافة الى الحصول على العطف الدولي الذي أمن لها قيام دولتها الشاذة في قلب العالم العربي، فقد أستخدمت نزعات شعارية مخالفة للتفكير العقلاني، من خلال زخم الكلمات الجاهزة والمطعمة بالتضبيب والعمومية، رافضة أية محاولة تدخل في في مجال للمراجعة أوالتصويب والتصليح التأريخي .

لقد حكمت الظروف المحيطة بالفلسطينيين خلال الفترات الماضية إنماطاً وسلوكيات متباينة تجلت في اروع صورها بالأنتفاضات المستمرة، وكان القاسم المشترك في جميع هذه الأنتفاضات هو رفض الأحتلال الأستيطاني، الذي جاء من خلال مؤامرة دولية كبيرة أشتركت فيها معظم الأطراف والتي كانت تعتبر أصدقاء للعرب، كما كانت ردود الفعل الفلسطينية تنصب في رافد زعزعة الثقة عند الأسرائيليين بأنهن قادررون على الأحتفاظ بالأراضي العربية الى ما لا نهاية

لا شك أن تسلم حماس دفة الحكم عبر عملية إنتخابية ديمقراطية غاية في الشفاقية كما أعترف المراقبون والأمم المتحدة نفسها، مثل أرقى حالات الوحدة الوطنية، رغم محاولة البعض الحكم على فشل حماس وهي لما تتسلم الحكم بعد، فهم يهدفون الى وأدها في مهدها، لكن بروز القيادات الوطنية قدمت نمذجاً طيباً في التلاحم الوطني من خلال الأعتراف بحماسها وإنها ممثل شرعي للفلسطينيين، وان الأشتباكات التي حصلت بين الفصائل الفلسطينية في البداية لم تكن إسرائيل بمنأى عنها .

ومنذ تسلم حماس السلطة تفاقم الوضع السياسي الفلسطيني، بعد إنسحاب الدعم الأمريكي والأوربي للفلسطينيين، وعملت إسرائيل جاهدة على إستغلال الفرص للأساءة الى حماس ومن خلالها للفلسطنيين جميعاً، والحقيقة أن أسر الجندي الأسرائيلي الفرنسي الأصل، لم يكن أكثر من ذريعة دعائية إستخدمتها إسرائيل لأعتقال عدد من الوزراء الفلسطينيين مضربة بحصاناتهم عرض الحائط، إضافة الى أستهداف عدد كبير من القادة الفلسطينيين، والتوغل غير المبرر في ضفة غزة بعمليات عسكرية همجية، جسدت حقيقة الكراهية الأسرائيلية للعرب، وان خطط السلام ليست سوى أرجوحة ترفعها وتنزلها إسرائيل حسب أهوائها ومصالحها، لقد كانت الوسائل البربرية الأسرائيلية مؤشراً على حالة التخبط والرعب وفقدان الأتزان والصواب، ولا سيما ان الكثير من الجنود الأسرائيليين يبدون تذمرهم من الخدمة العسكرية ويلذون بالفرار، بعد إشتداد المقاومة الفلسطينية وضرباتها .

من المؤسف ان يكون ردّ فعل الحكومات العربية والرأي العام الدولي أقل بكثير من المطلوب، ففي الوقت الذي إنشغل كثيراً بأسر الجندي الأسرائيلي فقد تشاغل عن الضحايا الفلسطينيين من المدنيين الأبرياء، وتجاهل القصف الأسرائيلي للأحياء المدنية والذي أودى بحياة عدد كبير من النساء والأطفال .

ان المطلوب من الحكومات العربية ولاسيما تلك الضالعة بالتسوية السلمية، ولا تزال معلقة بآملها على التفاوض مع العدو، الضغط على إسرائيل لتطبيق معاهدة جنيف الرابعة (1949) الخاصة بحماية المدنيين وممتلكلتهم، وسحب قواتها المتهورة من قطاع غزة ورفع حالة الحصار المفرضة عليها، ووقف الأنتهاكات المتكررة ضد المدنيين وإحترام المقدسات العربية، وإطلاق سراح المعتقلين فوراً والتوقف عن هدم بيوت المواطنين، وإيقاف عمليات التعذيب بحق الذين ألقت القبض عليهم .

وأصارحك أستاذ يوسف بأن الحكومات العربية مستمع جيد لأرادة الدول الكبرى ، لكنها مستمع سيء لشعوبهم وطلباتهم الوطنية والقومية، ولكن نبقى نذكرهم عسى أن تنفع الذكرى، ونغني معك

قتل أمرئ في غابة جريمة لا تغتفر 000 وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر

 

 

2020-06–0 7-:06

زعيم الخيرالله من كندا

نعم هذا هو الظلم بعينه، الذي يجد مساندة ودعما من القوى المهيمنه التي تدعي زورا وبهتانا انها المبشرة بالديمقراطية وحاملة راية الخلاص لشعوب العالم المستضعفة .

انه الظلم والكيل بمكيالين الذي تمارسه القوىالظالمة المتحكمة بمصير العالم .

لابد لنا نحن العرب والمسلمين من وقفة نستعيد بها الكرامة المفقودة.

زعيم الخيرالله

كاتب عراقي مقيم في كندا

zaeem46@hotmail.com

 

2020-06–0 7-:02

علي الكاش من اليونان

الأستاذ د. يوسف مكي المحترم تحية أعجاب وتقدير وتمنيات بالنجاح المتواصل بأذن الله

في أدناه قضية مهمة للعرض والمناقشةبعد المذبحة التي حصلت في منطقة الجهاد ارجو ان تنال رضاكم وإستحسانكم ومن الله التوفيق ..

جيش المهدي .. جيش الأسطورة أم إسطورة الجيش

 

أن موضوع جيش المهدي اصبح أحد أهم الملفات الساخنة على المشهد السياسي العراقي، بعد ان تضاربت الآراء حول طبيعة هذا الجيش المزعوم وأسسه التنظيمية وأهدافه وتقلباته في المواقف وعدم وجود نهج ثابت لسياساته، بالأضافة الى التصريحات المتناقضة لقادته حول العديد من الأمور، والموقف المتباين من الحكومات العراقية المتعاقبة تجاهه من مجلس الحكم الى الجعفري ولأخيراً المالكي، علاوة على سياستي التشدد والتراخي الأمريكي أزاء وجوده .

وسنحاول أن نفكك هذا الجيش الى وحداته الجزئية بموجب نظرية التفكيك النقدية لنتعرف عن أهم صفاته فهل هو الجيش الأسطورة الذي سيسطر الملاحم التي وردت في فكرة المهدي المنتظر، وهل يمتلك المبادئ التنظمية والحس الديني ورؤية الأهداف بوضوح لتحقيق مهمتمه الجسيمة في ملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً، فيكون بذلك الجيش الأسطورة ؟ وكما وصفه مقتدى الصدر ” ان التيار الصدري يسعى الى نشر السلام والأسلام في ربوع العالم، ليكون قاعدة لظهور المهدي عجل الله فرجه” ام أنه مجرد قوات مفككة لا يجمعها أي من المكونات الحقيقية لأبسط جيش في العالم مهما تناهى في صغره أو ضعفه من حيث الأسس والتنظيم والتسليح والأهداف والعقيدة والأمكانات ؟

لنأتي على اسمه وهو ” جيش المهدي” الذي إستمده من فكرة المهدي المنتظر, أو قائم الزمان، ولنرى حقيقية هذا الرمز .

من البديهيات المعروفة في كل الكتب السماوية والوضعية وجود فكرة ” المنقذ” وهي فكرة وجدناها في الحضارات القديمة كوادي الرافدين والنيل والحضارات الهندية والصينية واليونانية والفارسية، وكذلك في المذاهب الوضعية كالزرادشتية والكونفوشيوسية والبوذية والمزدكية وعند السيخ والصفوية وغيرها، فهي تقوم جميعاً على فكرة مشتركة، وهي ان الظلم سينتشروبالطبع كل مذهب يتحدث عن واقعه الجغرافي والمحدد بدولة أو شعوب، وان هذا الظلم سيستشري في جميع اوصال المجتمع بحيث يصعب إستئصاله، ولا بد من قوة قاهرة تقوم بذلك، وتتمثل بالأنسان السوبرمان الذي سيتمكن من أن يعيد مياه العدالة والحق الى منابعها الأصلية، ويصفيها من سيول الظلم والكفر، ولأكمال القصة فأن هذا القاهر الجبار بحاجة الى جيش وغالباً ما يكون جيشه من المستضعفين الذين نالوا من الظلم والأستبداد الحصة الأكبر، وان هؤلاء سيشكلون نواة الجيش المبشر بالتغيير والذي سيصحب المنتظر في رحلته القتالية مع الظالمين والمفسدين في الأرض لأقرار الحق وزهق الباطل، والحقيقة أن كتب الأدب أيضاً زخرت بهذا المنظر، ولعل من أبرزها ” في إنتظار غودو” للكاتب بيكيت .

وفكرة المنتظر هي الفكرة التي أعتمد عليها المذهب لشيعي بمعظم فرقه، كالأسماعيلية والأثنى عشرية والنصيرية والصفوية والمولوية والبكتاشية والبابية والقاديانية، ومعظم هذه الفرق وغيرها معروفة بالتطرف والمغالاة، فالبدعية أعتبرت الصلاة ركعتان صباحاً ومثلهمت مساءًا لقوله تعالى ” وأقم الصلاة طرفي النهار ” والميمونية إجازوا نطاح بنات البنات وبنات أولاد الأخوة والخوات، واعتبروا سورة يوسف ليست من القآن، والسبأية زعموا أن علياً إله الحقيقة، والبيانية اعتبرو جزأً إلهياً حل في علي وإتحد معه، والمعمرية أنكروا القيامة، والشريعية إدعوا أن الله حلّ في خمسة هم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، والنصيرية زعموا أن الله حلّ في علي، وإنه كان موجوداً قبل خلق الأرض والسموات، والخطابية أستحلوا الخمر والزنا، والأسحاقية زعموا أن علياً شريكاً لمحمد في النبوة مستندين الى حديث شاذ ” أنا من احمد كالضوء من الضوء” . وتشير اسطورة المهدي الى أنه يظهر في مكة وروايات أخرى في دمشق وأخرى في الكوفة، وروجت مؤخراً بين صفوف مقتدى الصدر، بأنه سيظهر في دمشق ويأتي للكوفة لمقابلة مقتدى ثم ينحدر الى مكة، ولا نعلم هل هذا اللقاء على قدر من الأهمية بحيث تجري المقابلة قبل أن تملأ الأرض عدلا، بل ان السيد مقتدى الصدر ذكر بأن المهدي سيخرج من العراق في تخريجة غريبة ” القوات الأمريكية جاءت وفق معتقدات ايدلوجية يمينية غربية للتصدي لخروج المهدي المنتظر من العراق ” وهل ان هناك إتفاق بين الرئيس الأيراني عندما ذكر بأن محنة إيران النووية الغرض منها إستعجال ظهور المهدي وبين أنصار مقتدى الذين يرون أنه سيظهر خلال حياة مقتدى، عل كل حال يبدوا أنهم لم يستفيدوا من تناقض الغيبة الكبرى والصغرى و ماجلبته من إشكالات فلسفية ودينية في الفكرة المهدوية !!

تشير الكتب التأريخية الى أن العسكري عرض أبنه على صحابته مبيناً لهم أن ” هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد اليه الأعناق، بالأنتظار لإأذا أمتلئت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً ” والغريب انه مع إمتداد الخلافة الأسلامية، فأنه من الصعي التكهن بأي مقياس معرفة أن الأرض ملئت جوراً، طالما أن الأمر لا يتعلق بالمسلمين فقط وإنما الأرض جمعاء ؟

ويعلق بعض السياسيين الساخرين، بأنه ربما قيام جيش المهدي بأنتهاك الحرمات ونشر الفساد والقتل والنهب والخطف في العراق، الغرض منه إستعجال ظهور المهدي ؟

وتقول الوايات بأن الصبي دخل في سرداب بيته ولم يخرج منه، وتضاربت الروايات الشيعية، فقد قيل كان ذلك عام 265 هـ ، وقيل سنة 275 هـ ، وقال آخرون ان عمره (4) سنوات وغيرهم (5) سنوات وفي رواية أخرى (9) وأخرى (17) سنة، وقد سموه بالمهدي لأنه يهدي الناس للحق، وسموه بالقائم لقيامه بالحق، وسمي بالمنتظر لأنه غيبته طويلة، وسمي بالغائب لغيبته الصغرى والكبرى، وان الذي ينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون ويستهزء بذكره الجاحدون، ولأتمام القصة ، قاموا بتأويل آيات القرآن الكريم لدعمها ففسروا الآية ” رزقكم وما توعدون ” بأنه المهدي هو ما توعدون، وفسروا الآية ” واعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها ” أي يصلح الأرض عن طريق المهدي ، وفسروا الآية ” أسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة” في سورة لقمان بأن النعمة الظاهرة هي الأمام الظاهر، والباطنة الأمام الغائب، وفسروا ” وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب ” تعني الفتح ظهور المهدي، وكذلك الآية ” وأقتربت الساعة ” يعني خروج القائم والمئات من التفسيرات، وهي مهمة ليست بشاقة، ولا سيما أن الأمام علي (رض) نفسه قال ” ان القرآن حمال أوجه” و ” كل قوم بما لديهم فرحون” وبأمكان أي فرد ليست له معرفة بأحكام القرآن وقواعده وتفسيراته أن يقوم بنفس التأويل، فبأمكانك ان تفس ” إنا اعطيناك الكوثر” بان الكوثر هو المنتظر، و” رزقهم في السماء” المقصود بها القائم، و” إن عدتم عدنا ” من آية الأسراء تعني إن عدتم بالسفياني عدنا بالمنتظر وهلم جراً .

وكانت الفاجعة الأولى في الفكرة هي أن الغيبة الصغرى كانت بحدود (70) عاماً، ولكن المهدي لم يخرج من صومعته، فكان أحد الأثنين أما أن الأرض لم تملأ بعد جوراً وظلماً، وهي رواية لا تبلعها الناس بسهولة، فقد أشتد الضغط على آل البيت رضوان الله عليهم وأصحابهم، والتفسير الثاني أنه أجل الظهور، ولكي لا تعثر الساق مرة اخرى بنفس الحجرة، جعلت الثانية الى نهاية الزمان، وهو بعد مريح مفتوح من حيث الزمن، وكذلك من حيث تحديد مقياس الجور، فبأمكان أي أي يدعي بأن الجول لم يصل حده اللازم لظهور المهدي، فالحروب ضد المسلمين على سبيل المثال لم تعني أن الجور وصل حده ؟؟

وتستمر الرواية بأن المهدي عهد بالمرجعية بعده لأربعة من إتباعه وهم يسمون ” الوكلاء الأربعة” بأعتبارهم سفراء بينه وبين شيعته وعلى إعتبار أنه يتصل بهم، ولم يحددوا كيف منعاً للأنزلاق أيضاً، وكان السفراء هم عثمان بن سعيد العمري، ومحمد بن عثمان بن سعيد، والحسين بر روح النوبختي، والأخير علي بن محمد السمري، ولكم موت المرجع الأخير أخل بتوازن النظام المرجعي، ولم يجمعوا على مرجع واحد، فأستندوا على حديث نبوي ملفق ” من طلب العلم فعليه بالباب” لذلك جعلوا لكل إمام باب بأستثناء الأمام الأخير محمد الهادي، وكان باب الأمام علي هو سلمان الفارسي، وباب الأمام الحسن قيس بن ورقة المسمى بالسفينة، وباب الأمام الحسين رشيد الهجري، وباب الأمام زين العابدين عبد الله الكابلي، وباب الأمام الباقر يحي بن معمر، وباب الأمام الصادق جابر بن يزيد وباب الأمام الكاظم محمد الكاهلي، وباب الأمام الرضا المفضل بن عمر، وباب الأمام الجواد محمد بن المفضل، وباب الأمام الهادي عمر بن الفرات، وباب الأمام العسكري أبو شعيب النميري رضوان الله عليهم أجمعين .

كانت هذه هي الفكرة التي أعتمدها مقتدى الصدر في تشكيل جيش المهدي، مروجاً بين أتباعه بأنهم جيش القائم الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، والحقيقة أن لم يكن من الصعب على السيد مقتدى أن يجند هذا الكم الهائل من مدينة الثورة والحرية والشعلة وبعض المناطق المتفرقة من العراق، لعوامل متعددة منها، طبيعه هذه المناطق، فيحدثنا البروفيسور حنا بطاطا وهو أفضل من كتب عن تأريخ العراق الحديث بموسوعته الثلاثية ” العراٌق” – الذي اعتبره مترجم كتابه الحركات السرية في العراق بأنه أخطر مؤلف يكتب عن العراق في الآونة الأخيرة، وأمسى مرجعاً لا غنى عنه لدراسة تأريخ العراق منذ العهد العثماني ولغالية عام 1976 – يقول بطاطو ” ان الأوضاع تجعل الشيعة من ذوي الأصول المتواضعة يندفعون في تأييد الدعوات، فمدينة الثورة التي تضم أفقر وأقذر أحياء بغداد على الأطلاق، تعتبر وفق المنظور الشيعي قلعة الأبطال” ومن البديهي أن يستاء سكان الثورة من أوضاعهم المعيشية ” لذا فقد كان الصدر قد وعدهم بتغيير الأوضاع السيئة التي يعيشون فيها، لذا اصر السيد مقتدى على تسلم أنصاره الوزارات الخدمية في العراق، حيث تفتقر مدنهم كما يقول بطاطو الى ” الخدمات الضرورية كالماء والمجاري والطرق المعبدة ” كي يتوائم الأمر مع وعوده لهم، والأمر الثاني أن وهو ما لم يروجه السيد مقتدى علناً هو أنه وعدهم بأن يكون لهم شأن كبير لوجود كميات هائلة من النفط تحت مدينتهم وهم أولى به من غيرهم، ويرجع بطاطو قلة إهتمام النظام السابق بمدينتهم الى هذا السبب، والعامل الآخر ان هؤلاء معروفين بأنهم يجرون خلف مصالهم فقط وان المبادئ لا تحكمهم أو تؤثر فيهم فسرعان ما يتنازلون عنها إذا تضاربت مع مصالحهم، لذا نجد أن معظمها أرتبط بالحزب الشيوعي في الخمسينيات والستينيات وإنظموا في السبعينيات الى حزب البعث، وكانت الثورة، كما اطلق عليها صدام حسين أسمة ، صاحبة اكبر تجمعي بعثي في العراق، وكان فرع صدام في مدينتهم يشهد ذلك، ومع نهاية النظام السابق إنظموا الى الأحزاب الشيعية والتيار الصدري، والعامل الآخر ان جميع سكان هذه المناطق منحدرين من المناطق الريفية، وكانوا يرزخون تحت مظالم الأقطاع والفقر، لذلم فأن لديهم كره وحقد دفين تجاه سكان المدن الذين كانوا في بحبوحة جيدة من العيش، وهي كما يسمونها في علم النفس ” مركب النقص” أو ” عقدة الأضطهاد”، والعامل الاخر أن معظم سكنة هذه المناطق هم يرجعون في عقيدتهم الدينية الى ” الموآمنة” الذي كانوا يأتون اليهم من المدن القريبة ليتكلموا لهم عن محنة الأئمة والأضطهاد الكبير الذي وقع عليهم مذكرينهم بحالتهم المشابهة، وكن هؤلاء الموآمنة يدعون أن نسلهم يرجع الى الأئمة رضوان الله عليهم دون أن يعرف احد حقيقية نسبهم، وكانوا يوعظونهم في الحسينيات والمساجد ويدخلون عليهم الخرافات والشعوذات، لذا فأنهم في الوقت الذي هم غير متحمسين للدين الأسلامي تجدهم متحمسين لأئمتهم وهذا ما ذكره ابن خلدون عمن هم في شاكلتهم ” يصعب إقامة نوعية دينية فيهم بشكل قوي ” وكذلك نقل عنهم أبن سند ” بأنهم ليست لديهم فكرة كافية عن الدين ومعتقداته “، وفي حوار بين السيد مقتدى وعبد العزيز الحكيم، سأله الحكيك ” هل صليت هذه السنة صلاة العيد ” ؟ فأجاب ” لا للأسف ؟ لقد صليت العام قبل الماضي، ولا أعرف أن كان قصوراً أم تقصيراً مني أم من المجتمع” ، والعامل الآخر هو التخلف الثقافي والفكري عند معظمهم حيث تنتشر الأمية على نحو كبير بين صفوفهم، كما ان معظمهم لم يصل الى مراحل دراسية جيدة، لذا فقد تميزوا عن غيرهم بسذاجتهم وسطحيتهم وتقلباتهم الفكرية والسياسية وسهولة تجنيدهم للأفكار المتطرفة فهم رغم فقرهم فأنهم لا يتورعون عن تقديم الخمس للسادة الذين يقلدوهم، واهم على أستعداد للحلف بالقرآن كذباً لكنهم يخشون أئمتهم، ويبرر بطاطو الأمر بأنه بسبب ” الأذى الذي تعرضوا له من قبل المرابين وجباة الضرائب وإرهاصات شيوخهم المستبدين ” لذا تراهم ” لا يحلفون كذباً بالعباس، لأعتقادهم “ان ذلك تنجم عنه عقوبة عاجلة ” ، وقد أورد عبد الرزاق الحسني في موسوعته الشهيرة ” تأريخ الوزارات العراقية” نموذجاً من هذا المعتقد في بيان وقعه حجة الأسلام حسين كاشف الغطاء، ونايف الجريان، وسيد جعفر أبو طبيخ والسيد نور الدين الياسري وسلمان البراك، والعشرات من رجال الدين وزعماء العشائر والوجوه السياسية الشيعية ، جاء فيه ” نحن الموقعين والواضعين أختاماً أدناه، قد قسمنا بسيدنا العباس (ع) إننا نحرص كل الحرص على تأييد العرش الهاشمي وإعلاء شأن البلاد، وصيانة حقوق شعبه… “والعامل الآخر أن لمعظمهم ميول فارسية فهم يرون في أيران ميداناً خصباً لأفكارهم الدينية، مع الأخذ بنظر الأعتبار أن معظم فقهائهم هم من الفرس كالطوسي والطبرسي والكليني والمجلسي و ابن طاووس وغيرهم، ويرى الأستاذ عبد الرزاق الحصان في رسالته ” العروبة في الميزان ” التي اثارت ضجة كبيرة في وقتها وعن الأضراب خمسة أيام في النجف و وكربلاء والحلة والكاظمية ، بأن الأكثرية الشيعية في العراق هم ” من بقايا الساسانيين القدماء ” وقد قوضي المؤلف وحوكم بالحبس ومنع نشر الكتاب وصودرت نسخه من الأسواق، كم ان معظم مراجعهم الحاليين من الفرس كالخوئي والحائري والسبزواري وآخرهم السيستاني، لذا فأنهم حقيقة عراقيو الوطن وأيرانيو الهوى، لذا يلاحظ انه منذ عقود بعيدة فأنهم لايصومون أو يعيدون مع بقية العراقيين إلا بأنتظار التوجيهات من إيران، ولم يخالفوا هذه القاعدة مطلقاً !! والعامل الآخر هو سذاجتهم وبلادتهم وسرعة إنقيادهم لزعمائهم الدينيين، ولم يدر بخلدهم ان هؤلاء يسحبون عرقهم كما تسحب البعوض الدماء من البشر وتتغذى عليهم، وذلك عن طريق الخمس ورد المظالم، ومن الملاحظ انه في عام 1953شكا المرجع الشيعي محمد الحسين كاشف الغطاء من شحة مصادرهم المالية ورأى إن الناس ” في الأيام الماضية كانوا اكثر كرماً وفضلاً ” .

بعد أخذ وجهة نظر عن المهدية وطبيعة أتباعها مما يسمى بجيش المهدي، لابد من الأطلاع على معنى الجيش ومقوماته وتنظيمه وتسليحه ومهماتة الوطنية أو القومية، ولابأس بأن نأخذ بفكرة عن الجيوش ونشأتها وتنظيماتها ومهامها، وسنستعين بتركيبة الجيش العراقي بأعتباره أقرب نموذج للمقارنة في المعنى والممارسة منذ العهد القديم فنظام الجندية كما هو معروف سنه الملك البابلي حمورابي ووردت نصوصه في مسلته الشهيرة والتي أشارت الى تنظيمة والقوانين المعمول بها وأن الجندية كانت إلزامية وأفردت عقوبات للمتخلفين عنها وصلت الى الأعدام، وأوجبت حمل السلاح على كم من قادر عليه، وكان شهر تموز هو شهر تحشيد الجيوش، والغريب أن في هذا الشهر حصلت عظم الثورات في العالم، وقد أستمر تنظيم الجيش منذ ذلك الحين وشهد تطورات كبيرة على الصعيدين السوقي والتنظيمي وخاصة في العهد الأسلامي وما تلاه، وبعد إنهيار الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى احتل الجيش البريطاني الموصل ومن ثم للأجزاء المبقية من العراق، وكان الجيش يدعى آنذاك جيش الأحتلال، وكأن التأريخ يعيد نفسه، وتم تشكيل الجيش العراقي باعتباره دليلاً للأستقلال يوم 6/1/1921 وأفتتح مقر الوزارة في دار عبد الله الخضيري من ثم القشلة ودار المشيرية وباب العظم حتى وقتنا الحالي، وكانت الدوائر يومئذ دائرة الحركات وشعبة الأدارة والميرة و شعبة الطبابة وشعبة الحسابات، وعين العقيد نوري السعيد وكيلاً للقائد العام، وبلغت قوة الجيش عام 1925 حوالي (405) ضابطاً و (6835) من المراتب وضباط الصف، وأقر قانون الدفاع الوطني رقم (9) لسنة 1934 وأستدعيت أول وجبة للخدمة الألزامية، وقد أتسمت جميع فترات تأسيس وتطوير الجيش العراقي بسيادة الروح الوطنية والقومية، ومنذ عام 1936 بدأ الجيش يتدخل في الحياة السياسية بأنقلاب الفريق بكر صدقي وقيام الجيش العراقي بدك مواقع الأنكليز، وكان قادة الجيش قد مثلوا أروع صور التلاحم الوطني الصميم والروح القومية، فقد قادوه ثوار مايس بالأتجاه الوطني القومي، لحين الأستقلال، وكان للجيش العراقي دوره المميز في حرب فلسطين عام 1948، ودورة في ثورة تموز عام 1958 وثورتي الثامن من شباط عام 1963، وثورة 17-30 تموز عام 1968، إضافة الى عمليات التطهير في شمال العراق والقضاء على الجيب العميل، وسطر أعظم الملاحم في حرب الخليج الأولى حيث حفظ البوابة الشرقية للوطن العربي من السموم الفارسية لتصدير الثورة الأسلامية الأيرانية الى العراق ودول الجوار، وقد تميز الجيش العراقي وبكافة مراحله بروح الأنضباط وإشاعة الروح العسكرية المبئية القائمة على نبذ الأنحرافات والمنزلقات، كما ساهم في بناية الأنسان الجديد من خلال تجربة الحياة العسكرية لتعلم الأنصياع للواجبات الوطنية والقومية والتحلي بالصبر والقوة والضبط وبناء الشخصية الوطنية الصميمية، وكفلت الحكومات السابقة على غرس الأفكار والمباديء القومية والوطنية في نفوس أفراد القوات المسلحة العراقية، والعمل على تعزيز الروح المعنوية، والمساهمة في رفع القدرة القتالية لتأدية المهمات على أكمل وجه، إضافة الى الأستفادة منه في الحياة المدنية مثل شق قناة الجيش ودرء الفيضانات عن بغداد وغيرها من المحافظات، ولم يكن الجيش العراقي مبنياً على الروح المذهبية أو الطائفية، فقد كان معظم المطوعين في الجيش من ضباط الصف والمراتب من الطائفة الشيعية، وكانت القيادات العسكرية من صغيرها الى كبيرها ذات اصول مذهبية و عرقية مختلفة، فقد كان منهم المسيحيون والمسلمون واليزيديون والمندائيون والعرب والأكراد والتركمان، كما لم يمثل الجيش العراقي طائفة بعينها مطلقاً فقد كان ذو تطلعات وتوجهات وطنية وقومية بحتة، وكانت تجربة الجيش الشعبي وهو أقرب للميليشيا منه الى الجيش، مؤلف من (200) ألف مقاتل، وكتان بحق الظهير للجيش العراقي ويمثل أهم التجارب في المنطقة، فقد كان له دور بارز في حفظ الأمن الداخلي وتماسكه في الوقت الذي إنشغل فيه الجيش العراقي لتجريع الفرس السموم من خلال انتصاراته المتلاحقة وتكبيدهم أكبر الخسائر، بل ساهم الجيش الشعبي في معارك قتالية وأستشهد ,و أسر وعوق العديد من رجاله، لذا فالجيش هو تنظيم عسكري هرمي يتألف القيادات والقواعد المتمثلة بالمراتب، ويضم عدد من الصنوف المقاتلة كالبري والبحري والجوي، وهو ذو منهج وطني وقومي الغرض منه حماية الوطن من الأعتداءات الخارجية، وحماية الداخل إذا تعرض الى خرق ما وفي أوقات السلم يشارك الجيش في الحياة المدنية حسب الظروف .

أشرنا الى الجيش والى الجيش الشعبي وعلى ضوء هذه المعطيات، سنجد أنه لا تصلح مطلقاً المقارنة بين جيش المهدي وأي من جيوش العالم، بما فيها الميليشيات، من كل النواحي التنظيمية أو العقائدية او التسليحية او الأهداف، والأنتماء الوطني، وكذلك المقدرات، ولا نتكلم بالمواضيع الأستراتيجية والتكتيكية، لأنها لا تتوافق وعقليات المعممين من قيادي الجيش !!

ولا بد من إعطاء نبذة عن هذا الجيش فقد تغير أسم مدينة الثورة الى مدينة صدام، وبعد الغزو تحولت الى مدينة الصدر تيمناً بالشهيدين الصدر الأول والثاني ، وفي حزيران عان 2003 تم تأسيس ميليشيا جيش المهدي، لمناهضظ قوات الأحتلال، وتعهد جيش المهدي بفرض سيطرته على مدينة النجف وإخراج قوات الأحتلال منها، وكان نصيبه الفشل في ذلك، ثم أعلن الجيش عن تأسيس حكومة مقابلة لمجلس الحكم العراق سيء الصيت، وكذلك باءت خطوته بالفشل، وأنشأ صحيفة بعنوان ” الحوزة الناطقة” بعنوان تهكمي من الحوزة التي كانت صامتة أبان الحكم السابق، واغلقها الأمريكان لمدة (60) يوماً بتهمة التحرض على وجود قواتها في العراق، وبدأ رغبة الجيش بالدخول في العملية السياسية عام 2004 بعد فضح تورطة في عملية إغتيال عبد المجيد الخوئي، وذكر الصدر ” نحن لا نحرض على العنف” والمقصود ضد قوات الأحتلال، وكانت تلك أخطر إنعطافة في تأريخه القريب، ونقل عن أحد قادته عام 2004 بأن ” في نية الجيش إنشاء تنظيم حزبي ” للمشاركة في العملية السياسية، وكانت أهداف الجيش المعلنة عند تأسيسه، رفض قوات الأحتلال ، والمطالبة بأنسحابها فوراً،، والعمل على خلق عراق موحد وقوي، وفرض الأمن والأستقرار، وحماية المدنيين ، ورفض فدرالية الشمال والجنوب، وعدم التطبيع مع إسرائيل وعدم تدخل دول الجوار في الشأن العراقي، والحق كل الحق أن المباديء التأسيسية ضربت عرض العائد على الواقع، بل كان نقيضها هو الذي تجسد على الأرض .

وسنحاول أن نبحث أهم مميزات هذا الجيش :-

– إن جيش المهدي يمثل تركيبة هجينة فهو ليس بالجيش وليس أيضاً بالميليشيا، فهو نسخة مشوهة من الأثنين،حيث تتظافر فيه مختلف العوامل السياسية والدينية والأمنية والطائفية والمؤثرات الخارجية، رغم ان السيد المقتدى يرى فيه جيشاً وليس ميليشا ففي حديث مع صحيفة المشاهد عندما سئل عن هذه الميليشيا ذكر ” لقد نشرنا بعض قوات جيش المهدي وهي ليست بالمناسبة ميليشيا ” ولم يكن جيش المهدي إستجابة لتطلعات وهواجس المرحلة، ولم يكن وليد حاجة وطنية ملحة، رغم ان العراق يعاني من اوضاع أمنية متدهورة بفعل قوات الأحتلال وقوى الميليشيات الموالة لأيران قوى الأرهاب، ففي الوقت الذي كانت فيه الحكومة ضعيفة خرج هذا المارد الفوضوي من قمقمه بعد سبات طويل، ليفرض نفسه على الشارع العراقي بأغطية ومواقف متضاربة، وقد بنى نفسه على أهداف تضليلية ساذجة .

– كان جيش المهدي أول من بادر بعد دخول قوات الأحتلال الى نهب المؤسسات الحكومية وآثار العراق وحضارته بدعم من المحتل بطريق دنيئة لا تعبر عن أدنى شهور من المسؤولية والوطنية، فقام بتشويه فرادة النموذج العراقي الأصيل وقيمه الروحية ومثله كصانع للحضارات، محطماً الثوابت الوطنية بسلوكه البربري، وقدر الحاكم سيء الصيت بريمر ” ان عمليات النهب تقدر مبالغها بحدود (12) مليار دولار ” والغريب ان منظر الجيش الروحي، لم ينبه جيشه الى هذه الظاهرة الخطرة، وقد فسروها بدورهم بأن السكوت علامة الرضا، بل ان السيد مقتدى الصدر في أحد طلعاته الصاروخية ذكر ” لا نريد أن نعطي فكرة بأننا خارج نطاق القانون، أو نعمل على تأجيج الأوضاع ” ولكنه أستدرك بسرعة قائلاً ” لكننا نعمل تحت إمرة الأحتلال ” وكانت هذه الظاهرة من أعنف الظواهر التي مر بها العراق وتركت بصماتها على حاضر العراق ومستقبله، وحولت نظرة العالم من نظرة إستحسان وإستعظام للعراقيين ومآثرهم وحضارتهم الكبيرة، ودورهم القومي الى عصابات ” علي بابا” كما اطلقها الأمريكان .

– في الوقت الي أشاع فيه السيد مقتدى وأنصاره بأنهم يمثلون التيار المتشدد ضد قوى الأحتلال، وذكر ” ان الذي نريده هو بلاد مستقرة تحترم فيها حقوق كل العراقيين” فأن هذه المواقف قد تباين وتأرجح ما بين صدق الدعوى وبطلانها، فقد دعا أنصاره للمشاركة في الأنتخابات الثلاث التي جرت تحت قوى الأحتلال، وفي الوقت الذي أكد فيه في لقاء مع عبد العزيز الحكيم بأن ” المهم عندنا تطبيق الدستور إذا كان صحيحاً” فأن هذا الأمر مدعاة للسخرية ، إذ كيف يدعو أنصاره التى تأييد دستور غير متأكد من صحته، ولماذا لم يطالب بتنفيذ الدستور عندما تأخر تشكيل الحكومة، إضافة الى الأخذ بالأعتراضات التي توالت عليه ؟ والمدهش ان الصدر يتابع قوله بتهكم ” ان الدستور منذ أيامه الأولى لم يطبق، متى يطبق، بعد خمس سنوات مثلاً ، الله العالم متى سيطبق ” ؟ ويفضح الصدر عملية اللعب على ذقون البسطاء بقوله ” لقد إستعملنا الشعب لنصل الى إنتخابات معينة ” ؟؟ وفي الوقت الذي اعتبر الصدر بأن ” الأنتخابات غير سياسية” ويناقش الحكيم بقوة عن ” ما هو الدليل الشرعي للأنتخابات “؟ ولكن في بيانه لأنصاره جاء فيه ما يعبر عن بحر من التناقضات ” بعد أن أفتى مراجعكم العظام أدام الله ظلالهم، بوجوب الأنتخابات سراً وعلانية، فتوى وولاية،فما كان مني إلا الحفاظ على وحدة الصف الأسلامي، ورص الصفوف، وعدم شق عصا المسلمين،وقد أرتأيت أن أكون أمة وسطاً فلا أدعوكم ولا أنهاكم، وإنما كل حسب تقليده وولايته وما يراه من المصلحة، في أبعاد أهل الباطل والمنافقين وقوى الظلام، وإيصال قوم وقع عليهم الظلم طوال سنين طوال”وعند تحليل البيان ستجد مجموعة من التناقضات، فهو أمة وسط، ولكنه يطلب من أنصاره أن يتبعوا مراجعهم ادام الله ضلالهم وليس ظلالهم، وهؤلاء المراجع من المؤيدين للأنتخابات، والأمر الآخر أنه يطلب إيصال قوم ويقصد الشيعة الذين وقع عليهم الظلم طويلاً، وفي ذلك مجاهرة لنصرة الأئتلاف، بل إن جيشه لم يكتف بالمشاركة في هذه الأنتخابات، بل كان له دور غير مشرف في إرهاب المقترعين وتزوير نتائج التصويت والأعتداء على موظفي المراكز الأنتخابية، وإستغلال المراجع الدينية في الدعاية الأنتخابية .

– قام جيش المهدي بأستنفار الهوية الطائفية، وحولها الى متراس تضادات واختلافات ، محاولاً ان يمحي بقية الهويات المقابلة في الوطن ،في الوقت الذي أنتقد فيه الصدر الأحزاب الأخرى بأنها تعمل وفق إطار مصلحتها الضيقة ” ليس صحيحاً ان تقدم مصالح الحزب على مصلحة العراق، لأنه بهذه الطريقة يحطم البلد ، وهذا النوع من الطائفية يجب أن يلغى” فأن إنصاره أول من خالف هذه القاعدة والكل يذكر كيف قام جيشه باستباحة مساجد السنة وتحويلها الى حسينيات، ومنه جامع العشرة المبشرة في الجهاد الذي حول الى حسينية الزهراء ، بالرغم من إدعاء الصدر ” نحن لا نفرق بين مساجد الشيعة والسنة على الأطلاق ” ، ومن الناحية المدنية تعامل الوزراء الصدريون في الوزارات التي تسلموها وفق نهج طائفي من حيث التعيينات وإقالة وطرد أبناء الطائفة السنية من المؤسسات التي شغلوها، متنكرين لقول الصدر ” خطتي تتكأ على جمع شمل العراقيين ” والجميع يستذكر كيف احتفل الوزراء الصدريون بأبعاد آخر سني من وزاراتهم، بل هم لم يكتفوا بذلك فقد قاموا بأختطاف عدد من المرشحين السنة لمناصب وكلاء وزارات ومدراء عامين، وكان آخرهم مدير مستشفى بعقوبة، والمرشح لوكالة وزارة الصحة من الطائفة السنية، حيث أختطف من داخل الوزارة الصدرية على مراى الجميع بعملية في غاية الدناءة، وقد سئل الجنرال كيسي عمن يقف وراء إعتقال وقتل السنة ؟ فأجاب ” الدلائل تشير الى فيلق بدر وجيش المهدي”، كما ذكر ليزلي كامبل ” إننا نواجه الخطر الأكبر بسيطرة فرق الموت التي تتمتع بحصانة الدولة ” .

– من المعروف ان الجيوش وحتى الميليشيات تلتزم بالقضايا الوطنية، معبرة عن وجهات نظر عامة الشعب أزاء القضايا الوطنية، وقد شذ جيش المهدي عن هذه القاعدة، فهو لم ياخذ بنصرة العراقيين جميعاً فحسب، بل انه كان إداة تفريق واطفاء لجذوة التلاحم الوطني بين أفراد الشعب، فقد صعد من لهجة الخطاب الطائفي وأنتهج برنامج فوضى الأقتتال وسياسة الترحيل بين السكان ،وقد قام جيش المهدي باقصاء السنة من المناطق ذات الأكثرية الشيعية كالبصرة والكوت والمثنى، مما ادى الى نزوح مئات الألوف من السنة الى المحافظات الأخرى، ووزع جيش المهدي منشورات في منطقة أبو الخصيب تحت شعار إنذار ” على جميع أهل السنة من وهابية وتكفيريين مغادرة ابو الخصيب فوراً نتيجة للظلم والقتل والتشريد الذي يعانيه أتباع أهل البيت، ولا نستثني أحد ” .

– أتهم جيش المهدي السنة بتدمير العتبات المقدسة في سامراء قبل أن يجري التحقيق بالأمر، وجاء في بيان لهم ” قمتم بتدمير المقدسات وذبح الشيعة، وسنأخذ الثأر لأهل الشيعة من المجرمين في المناطق الغربية” والغريب ان العملية كانت مبيتة بالكامل كما ذكر علماء السنة، وكان أول من اشعل الفتنة السيد السيستاني وعمار الحكيم وصدر الدين القبنجي وجلال الصغير، الذي يرفض أن يكبر ويعقل ويصر على أن يكون حجمه صغيراً، وقد قام جيش المهدي بتوسيع دائرة العنف الطائفي بتسطير اكبر تراجيديا في تأريخ العراق القديم والحديث، فقد قام بتدمير (138) مسجد للسنة بالتآمر والتنسيق مع حكومة الجعفري الذي وصفه السيد مقتدى ” انه قريب منا ” وأجهزته الأمنية البالية، وكدليل على ضعف الأيمان عند انصار المهدي، فأنهم لم يتورعوا عن نهب بيوت الله، وانما قاموا بتدنيس القرآن الكريم وحرق بيوت الله، والأستيلاء على جوامع أخرى حيث حولت الى حسينيات، وقتلوا اكثر من (158) أمام وواعظ وخطيب سني، كما قتلوا (4000) من ابناء السنة داخل الجوامع وخارجها، وقد سئل السيد مقتدى عن هذه الأعتداءات فأجاب ” لا عرضاً ولا طولاً، لم يكن لنا يد في ذلك ولا نتحمل مسؤولية عمل من هذا النوع ” رغم ان الجميع يدرك ان أصحاب الملابس السوداء وهم جيش المهدي كان يقف وراء هذه الأعمال الأجرامية، لقد ألصق الصدر التهمة بـ ” قوات الأحتلال والبعثيين والتكقيريين والنواصب انهم كانوا وراء شرارة الفتنة” ومن الطريف بمكان أن يجمع الصدر بين كل هذه المتناقضات في القوى المتهمة، فقوات الأحتلال وقوات الأرهاب والبعثيين والنواصب ، ليسوا على وفاق وهناك أطراف متحاربة بينهم ؟؟

– رغم ان المنظر الروحي للجيش رفض الفدرالية في الشمال والحنوب واعتبرها باديء الأمر خطوة نحو تفتيت العراق، وذكر الصدر ” نحن في التيار الصدري ضد هذا التقسيم، وضد من ينادي به ،وضد من يمكن أن يلوح به ” لكن سرعان ما أخذ النخر مجراه و بدأ الصدر بمباركة الفدرالية ، فقد ذكر لاحقاً ” أنها بالشكل العام مقبولة، لكن ليس في ظل الأحتلال ” وقام جيشه بترحيل السنة من المناطق الجنوبية في العراق، وبلغت العوائل المهجرة (14500) عائلة سنية وهي في تزايد مضطرد، بغية أعطاء الأنطباع بأن من الصعب أن يتعايش السنة والشيعة، لذلك فالأجدى ان يرحلوا حيث تكون الأغلبية من ابناء الطائفه كالمناطق الغربية والوسطى، وهو دعم بشكل مباشر للفدرالية في الجنوب، متجاهلاً ان الطائفتين كانتا على إنسجام كبير في هذه المناطق قبل الأحتلال، كما انه من خلال دفع أنصاره من جيش المهدي الى المشاركة في الأنتخابات والأستفتاء على الدستور، فقد أعترف من حيث يقبل أو ينكر بالفدرالية وكان هذا من اخزى المواقف التي اتخذها الصدريون .

– لقد تفنن جيش المهدي بأساليب القتل الوحشية والتعذيب بكل الوسائل التيعجز عن التوصل اليها أعتى المجرمين في العالم ” كالثقب بالدريل الكهربائي”، ولم يسبر غورها محاكم التفتيش في القرون الوسطى، ولم يحتويها سجن الباستيل الرهيب، وكان اكثر الميليشيات إنتهاكاً للحريات الأسياسية وحقوق المواطن العراقي، فمن تفجيرات المخابز وصالونات الحلاقة وأماكن بيع الخمور وأغتيال الأساتذة الجامعيين والكفاءات العلمية والعبث بحرمة الجامعات، وسرقة مؤسسات الدولة وموارد العراق النفطية بالتعاون مع ميليشيا بدر، الى منع النساء من سياقة السيارات وفرض الحجاب على السافرات، وأخيراً معرك طائفية يشنها على مدن السنة كالأعظمية والدورة وحي الجهاد، وقتل الشباب الذين يرتدون ملابس الرياضة وغيرها من ترهات العصور المظلمة، فقد كان جيش المهدي نعم المولى والمعين لقوات الأحتلال التي يدعي أنه يرفضها ويحاربها، والحقيقة ان الذي لا يؤتمن على وحدة الشعب العراقي ولا أمن مواطنيه وسلامتهم، ولا يؤتمن على موارد البلاد، ولا يؤتمن على ممتلكات الدولة والناس، ولا يؤتمن على شرف العراقيات، والذي يهادن قوات الأحتلال ويتزلف لها، ويخدمها من حيث ترغب، مرة علنية ومرة بتستر، لا يصلح بأن يكون جيشاً ولا يصلح أن يكون مهدياً .

– كان من مهام الجيش نصب السيطرات بحجة مساعدة الشرطة وقوات الأمن على حفظ النظام، رغم ان هذه القوات بحد ذاتها هي من انصار مقتدى والحكيم، ويقومون من خلال هذه السيطرات أعتقال المواطنين على الهوية، وقد عثر في حي العدل في بغداد على جثة (14) مختطف وكان الأعتقاد السائد أنهم من ضحايا العنف، ولكن بعد التحقيق تبين أنهم جميعاً من ابناء السنة وأعدموا بطلقة بالرأس من قبل جيش المهدي، لأنهم يحملون جميعاُ اسم “عمر” تيمناً بأسم الخليفة عمر بن الخطاب الذي يكرهه الشيعة لأنه داس بقدميه الطاهرتين غطرسة الفرس وحضارتهم ومرغها بالوحل، وقد وضع الشاعر العراقي الكبير عبود الكرخي قصيدة ” اللاءات” جاء فيها ” يكولون بالمعدان إسم عيشة وعمر” أي إستحالة وجود هذين الأسمين عند الشيعة، ولكن لم يدر بخلده أو خلد غيره أن الأمر سيصل الى إستباحة من يحمل أسم عمر وبكر ومعاوية ويزيد ومروان وعثمان، وإغتصاب من إسمها عائشة أو أسماء . .

– يدعي يوسف الناصري بأنه ” لا يجوز تصنيف جيش المهدي ضمن الميليشيا، بأعتباه تنظيم عقائدي يدعو الى السلام ونشر الخير في ظل غياب قوة الدولة” ومن البديهي ان الأمر لا يستحق التعليق فأي خير نشره جيش المهدي غير خراب العراق ونهبه وقتل أبناء الشعب؟ ولم يبادرنا الناصري بذكركتاب واحد يوضح لنا عقائدية هذا الجيش من خلال أدبياته ومنشوراته، وهو المعروف بتناقضاته العقائدية والسياسية والفكرية بشكل عام، أليس من الغريب أن التيار الصدري لا يضم كاتب واحد يمكن أن يدون منجزاته العظمى على الساحة العراقية، في الوقت الذي يتبجح قائده بأنه يضم نخبة من علماء العراق ؟ وهل فعلاً قام جيش المهدي بدوره الوطني في ظل غياب الدولة، ام أنه استأثر هذا الفراغ الحكومي لمارسة نشاطاته غير الأخلاقية وغير الوطنية ؟

– سبق ان حذرت القوات الأمريكية عبر قادتها ومندوبها السامي في العراق خليل زادة من مغبة تنامي الميليشيات، وذكر زادة ” ان الميليشيا تعتبر تحدياً كبيراً أمام عمل الحكومة، وتشكل خطراً على البنى التحتية للحكومة ” وفي حديث آخر لزادة ذكر ” إن رجال الميليشيات يقتلون عدداً من الناس أكثر من المسلحين ” كما حذر قائد القوات الأمريكية البرية الجنرال جون فينز ” من تحول قوات الأمن والشرطة الة ميليشيات أو عصابات مسلحة “، وطالب السفير السامي خليل زادة بحل الميليشيات ” كي لا يتحول العراق الى بلد يديره قادة الميليشيات، فلا يمكن أن يكون للبلد نظامين أحدهما قائم على الدستور والآخر على الشريعة “، ولكن الأمر الذي يعرفه الجميع أن القوات الأمريكية هي التي سمحت لهذا الجيش وبقية الميليشيات بالتنامي والأنتشار، بل إنها لحد الآن تتغاضى عن جرائمه، والأمر كما يبدو عبارة عن صفقة بين الطرفين، بأتباع أسلوب كف عني وأكف عنك ؟

– أن جيش المهدي يفتقر الى أبسط المقومات التنظمية، فهو عبارة عن جيش مهلهل لا يرتبط بقواعد ثابتة ولا توجيهات محددة، وليس عنده من الضبط لأحترام قادته المعممين، الذين بدورهم يفتقرون الى أبسط أنواع الفنون العسكرية والمعلومات السوقية

وهم يضعون اللجام أمام عيونهم عندما تكون توجيهات قادتهم ضد منافعهم الشخصية، وفي كل الاحوال فان تجربة هذا الجيش استنزفت أغلى القيم الوطنية والأجتماعية في العراق، فغالباً ما يلجأ قادة جيش المهدي الى تهريب المواضيع الى خارج ميدانها الحقيقي بفعل التمويه والتضليل الملازمان لهذه القيادات التي لا تدخر وسعاً في حشد الضمانات للمحافظة على مواقعها ومصالحها، حتى لو كان ذلك على حيلب الوطن والناس البسطاء، فرغم الفتاوى التي صدرت مع الغزو بوقف النهب والسلب لمؤسسات الدولة، فأنهم لم يلتزموا بهذه التوجيهات، بل انهم صاغوا نظرية في غاية الغرابة، وهي انهم دفعوا الخمس من قيمتها الى مراجعهم الدينية وأصبحت حلالاً عليهم، والبعض الآخر سرق وسائط النقل الحكومية وبدأ يعمل عليها، وعلقوا يافطات كتب فيها ان جزءاً من الريع سيذهب للمرجعية وكذلك الأمر، عندما هاجم ذوو الملابس السوداء وهو اللباس المميزللجيش المهدي المساجد السنية بعد احداث سامراء، فرغم صرخات الصدر وبعض اعوانه بأيقاف المذابح لكنهم لم يعطوه إذناً صاغية ، أما لقلة ضبطهم أو لوجود تنسيق بين الجانبين، بأن الأوامر لأغراض الدعاية وتلميع صورة المراجع ليس إلا .

– ضمن هذه القوقعة الفكرية، من الصعب تحديد الهدف من جيش المهدي، فأن كان هدفهم قومي فمن الصعب تقبل عدائهم للسنة الذي يشاطرونهم في العروبة، ويقفون مع قوميات غير عربية كالكورد والفرس، وإن كان هدفهم إسلامي، فمن الصعب تقبل موقفهم المتذبذب تجاه الأحتلال والتعاطف مع المسيحيين ضد المسلمين من ابناء جلدتهم ، ولقد كان للجيش موقف وطني من الأحتلال رغم انه لم يجسده من الناحية الغعلية، فعندما اعلن السيد مقتدى إنضمامه الى المقاومة الوطنية، خشي الأيرانيون من هذا الموقف، لأنه يهدد بأفول نفوذهم في العراق، لذا سارعت أيران الى دعوة مقتدى، ووقع بعدها وثيقة ” شرف” معهم وتنازل عن دعواه ضد الأحتلال، ونجحت أيران في تحييده وإستمالته الى صفها لقلة خبرته السياسية وقناعاته الطائفية، لذلك فقد آزر التحالف الشيعي الذي يتزعمه الحكيم والذي يعيش في حضن قوات الأحتلال، واستفرغ معاني الوطنية ومقاومة الأحتلال من فمه، والحقيقية اننا لم نسمع عن قيام جيش المهدي جيش بأية عملية ضد قوات الأحتلال، بأستثناء المواجهتين السابقتين في النجف في عهد أياد علاوي، بسبب السيطرة على الموارد المالية، في الوقت الذي قام بآلاف العمليات ضد أبناء السنة .

– ان التذبذب في المواقف السياسية أنعكس أيضاً على المواقف الدينية، فلهم مواقف مختلفة تجاه مراجعهم الشيعية، ففي الوقت الذي يقلد جيش المهدي وأنصار الصدر المرجع الحائري، فأنهم لم يتقيدوا بفتواه ضد الأستفتاء على الدستور، والتزموا بخط السيستاني الذي شجع على قبول الدستور، ولكن المعارك التي شهدتها النجف وكربلاء بين الصدريين وقوات بدر بغية الأستيلاء على موارد الأضرحة المقدسة التي تقدر بـ (6) مليار دينار عراقي سنوياً، جعلت جيش المهدي يعادي التيار السيستاني والحكيمي، ففي لقاء الصدر مع الحكيم الذي أشرنا اليه تهكم فيه الصدر على السيستاني، فعندما قال له الحكيم ان الأنتخابات واجبة، ردّ الصدر : لا أحد قال ذلك ؟ فقال الحكيم ان السيستاني سيقول بوجوبها ؟ فرد الصدر : سيقول أنا لا أدري ؟ ويتذبذب موقف الصدر ” المرجع الأعلى السيد السيستاني هو صاحب الكلمة العليا، المرجعية تأمر ونحن نطيع، أي كلام يقال غير ذلك ” بل ان عضو التيار الصدري فتاح الشيخ أنتقد السيستاني، وأتهمه بأنه ورقة في يد الأحتلال، وأستغرب طبيعة الدعم الذي قدمه لأنتخابات الجمعية السابقة ومسودة الدستور الجديد، مؤكداً وجود مؤامرة لتمرير الأمرين، كما أنتقد رحلة السيستاني الى لندن عندما شنت قوات الأحتلال هجوماً على مدينة النجف وأحرقتها، مؤكداً وجود مراجع شيعية أخرى في العراق أكثر دراية من السيستاني كالمرجع كاظم الحائري، وكدليل آخر على التناقض في المواقف ذكر التيار الصدري ” المرجعية هي المشروع السياسي البديل المطلوب بعد مرحلة صدام” ويرد آخر ” كان بأمكان المرجعية أن تقلب الطاولة على المشروع الأجنبي برمته، ولكن للأسف الشديد كانت المرجعية خادمة للأجانب والأستكبار العالمي، اكثر من كونها مرجعية دينية تعيش التكليف الشرعي والمسؤولية القرآنية “

– ان جيش المهدي ومنظره مقتدى الصدر متهمان بأغتيال عبد المجيد الخوئي الأذربيجاني، الذي هرب من العراق عبر السعودية بصحبة العقيد عبد الحسن البستاني والملازم محمد رشاد الفضل ومعهم (4) مليون دولار من خمس اليتامى والمحرومين، واسس الخوئي مؤسسة الخوئي الشهيرة في بندن، وبع الغزو جاء مع الدبابات الأمريكية ليلاقي حتفه على أيدي الصدريين، وما تزال الدعوة مقامة لكن الأمريكان، يضعون دائماً ورقة الجوكر تحت اليد لأستخدامهما في الوقت الملائم، ويبدو ان الوقت لم يحين بعد ، ولكن بين آونة وأخرى تثار القضية من قبل وسائل الأعلام وبوحي أمريكي للأشارة بأن ملف القضية ما يزال حياً.

– في رحلاته الى السعودية والكويت ولبنان وسوريا والأردن وزيارتيه الى إيران، اعلن السيد مقتدى بأن استراتيجية جيشه ليست وطنية فحسب بل قومية أيضاً، فجيشه سيدافع عن سوريا وأيران إذا تعرضتا الى عدوان أمريكي، وذكر ” تصريحاتي بالدفاع عن سوريا وإيران إذا تعرضتا للعدوان، نابع من موقف العراقيين الذين عرفوا على الدوام برفض العدوان والأعتداء على أشقائهم ” وفي ذلك إشادة بالنظام البعثي الذي عرف عنه مثل هذه المواقف الوطنية والقومية، وخاصة أن الصدر قال على الدوام ولم يستثني فترة محددة ؟؟ في الوقت الذي يعتبره الصدر ” إن الأرهاب مرتبط بالصداميين وبالأحتلال والتكفيريين والنواصب”، وعندما سئل أليس الأجدر بأن يقاوم الأحتلال والقوات الأمريكية في بلده العراق، أجاب كأنه يعيش في عالم آخر ” لسنا مقصرين في ذلك ” ؟

– كانت آخر مآثر جيش المهدي الوطنية، قيام قواته كما نقل مراسل رويترز بتطويق حي الجهاد وقتل (42) سنياً بالتعاون مع مغاوير الشرطة، كما أقاموا نقطة تفتيش وأنزلوا الركاب من السيارات واعدموا السنة منهم بالرصاص، وهاجم آخرين بيوت وقتلوا من فيها، وفي الوقت الذي نفى فيه مسؤول من التيار الصدري مسؤولية جيش المهدي عن الواقعة الأثيمة، جاءت التصريحات اللاحقة لتفند هذا الأدعاء الباطل، فقد قال مسؤول في وزارة الداخلية لمراسل رويترز ” انهم يقتلون السنة حسب هوياتهم” كما أكد مراسل روتيرز انهم من جيش المهدي، وأعترف سياسي شيعي بارز بأن مقاتلي جيش المهدي إنتقلوا من شرق بغداد الى حي الجهاد يوم الأحد الماضي9/7/2006، لمقاتلة الجماعات الأرهابية التي تقتل الشيعة، ومن محاسن الأقدار، أن المسؤول لم يفوته أن يشير في خاتمة تصريحه ” لا داعي لقلق المواطنون العاديون من السنة” ولم يحدد عقله السليم من هم المواطنون العاديون ومنهم غير العاديين ؟ وخاصة ان من بين القتلى نساء وأطفال، فهل هؤلاء عاديون أم لآ ؟؟ اما مقتدى الصدر، فقد ألتزم الهدوء القلق من الفضيحة ولم يعرف كيف يداويها هذه المرة، فالأنكار غير وارد والجرم مشهود، والبينة واضحة، فقال بحسرة الطفل المذنب منكساً رأسه إنه ” مستعد لتقبل الهجمات على عناصر مارقة من جيشه” على أعتبار انهم لا يخضعون لسيطرته .

 

– إن أخطاء هذا الجيش المزعوم أكبر من أن تحصى وأن قول مؤسسه ” نحن لا ننكر وقوع كوادرنا وفصائلنا في أخطاء، بسبب نقص التجربة ” لا يبرر جرائمه وليست أخطائه كما وصفها !! الخلاصة ان جيش المهدي هو لزوم ما لا يلزم، وانه يمثل خلل سياسي كبير، وصيغة طائفية منبوذة وتفكك إجتماعي بليغ، وتحالفات خارجية مشبوهة، واهداف مصلحية ضيقة ورؤية ساذجة للوقائع، وظاهرة شاذة، وفلسفة فوضوية، ومستقبل واهي، ومسيرة متعثرة، وسلوك منحرف، وخطاب طائفي، وهوية ممسوخة، وفكر تكفيري، ووهم كبير، وتطفل أقتصادي ، وافلاس أيدلوجي، وتطرف مفرط ، ومافيا متوحشة، ومصدرشقاق وتمزق واحتراب، وفوضى غير بناءة، لذا فأن حله هو فريضة دينية واخلاقية ووطنية وطبيعية وبديهية .

 

2020-06–0 7-:10

الصقر الدولي من الجماهيرية الليبية

 

أطفال فلسطين و أطفال العالم بينما يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للطفل ، وتحتفي كل دولة بأطفالها على طريقتها الخاصة,لإبراز مدى اهتمامها بأطفالها، ورعايتهم بصورة صحيحة تتمشى والمفاهيم والاعتبارات التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة التي أوصت الجمعية العامة فيها باعتماد هذا اليوم العام 1954، يتساءل أطفال فلسطين متى يحتفلون بهذا اليوم؟؟؟ فمنذ الاحتلال الصهيوني و انطلاق الانتفاضة الفلسطينية المباركة ضد سياسة الغطرسة الصهيونية، تصاعدت الاعتداءات الصهيونية بحق الطفل الفلسطيني سواء كان ذلك بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، والتي ذهب ضحيتها مئات الأطفال الفلسطينيين وفق الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد حتى الآن أكثر من 827 طفلا شهيدا ضحية لاعتداءات جيش الاحتلال المتصاعدة ،يضاف إلى ذلك إصابة أكثر من 23830 طفلاً( دون الثامنة عشرة)لحقت بمعظمهم إعاقات في أنحاء متفرقة من أجسامهم جراء الإصابة . يدعو نادي الصقر الدولي لهواة المراسلة والتعارف إلى أن هذه الحقيقة المؤكدة تستدعي وقفة جادة من قبل دول العربية والإسلامية خاصة ودول العالم عامة و المؤسسات الدولية الناشطة في مجال حقوق رعاية الطفل في ظل ما يتعرض له من انتهاكات تصل إلى حد الاستهداف المباشر أحياناً. إعداد وتجميع نادي الصقر الدولي لهواة المراسلة والتعارف – طرابلس – الجماهيرية العظمى . (E_saker1992@yahoo.com)

 

2020-06–1 1-:06

abdeslam من MAROC

لسلام على من اراد السلام

اميل الى الشيئ والواحد وهو ان من هو ميت لا يرجى منه النصر او النصرة

اما الشيئ الاكـــيـــد النواح ليس من شيم الشجعان التشبب والصاق ما يحجب الشيب رحم اللــه القائل عيرتني بالشيب و هو وقار فكيف بينــي وببن العكس هو الموجود لنا اطفال واللــه تحكمنا و عمرها بين الستين والقبر

حين نريد النصر بعد فر نكون قبل كل شيئ مراجعين انفسنا فنغير ثم نتغير

باللـــه عليكم ونحن فـي مئدبة اللئام والعدو امامنا وخلفنا نفضل الكراسي على الشعوب والدمم ننافق ونعلم حق العلم اننا سنقف ونسئل اين افنيت عمرك ومادى صنعت بالخلافة التي مكناك منهى

ام ستقول انما اوتيته علــى علم من عندي سوف نرى مادى سيكون ردك على الكتاب الدي لايغادر كبيرة ولا صغيرة الا احصاها

السلام السلام وليس الا لسلام بعد غياب طويل اما التمكين فهو آت لامحالة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

15 + سبعة عشر =


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

د.يوسف مكي