هزيمة أخلاقية
أيا تكن النتائج السوقية التي تحققت أو تتحقق في مسرح المواجهة بأرض العراق العظيم، فإن المؤكد أن هزيمة أخلاقية قد لحقت بإدارة العدوان الأمريكي تجعل من المستحيل على اللاهثين خلف برنامج العدوان تسويق مسوغاته.
فالإدارة الأمريكية التي نجحت في تحشيد عدتها وعتادها وتمكنت من فرض هيمنتها على معظم الأنظمة العربية للمشاركة في العدوان أو تقديم التسهيلات له، عجزت عن استصدار قرار من مجلس الأمن يجيز عدوانها كما عجزت عن إقناع كل دول العالم، بما فيها الدول التي تماهت مع عدوانها، بأسباب هذا العدوان، وقامت به خارج إطار أغطية الشرعية الدولية التي عودتنا على التبجح بمبادئها. وكان ما شهده العراق خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة، ولا يزال، من قتل للأبرياء وتدمير لبيوت المدنيين وتسويتها بالأرض، وتخريب لمجمل البنى التحتية في المدن العراقية، واعتداء على الصحفيين وتعمد لإخفاء الحقيقة وإلغاء لكل المؤسسات الدولية، بما فيها المنظمات الإنسانية، ومن سلوك وحشي وهمجي يعيد إلى الذاكرة قانون الغاب قد شكلت جميعها دليلا دامغا على إفلاس أخلاقي مريع.
إنها هزيمة أخلاقية، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهي جريمة لن يستطيع العالم مكتوفا أمامها، أو يتمكن من السكوت عليها، ليس من باب الوقوف مع العراق في محنته، أرضا وشعبا، ولكن من باب الدفاع عن النفس، وهو حق كفلته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ومبادئ القانون الدولي.
لن تمر هذه الجريمة دون حساب، ولسوف تشهد المنطقة في الأيام القليلة القادمة أعاصير وبراكين تجعل الغزاة يندمون على فعلتهم الخسيسة، وعندها سوف يكون الوقت متأخرا على إبداء الندم، ولسوف يندحر الغزاة حاملين معهم جثثهم وأشلاء قتلاهم “إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب”.
د. يوسف مكي
تاريخ الماده:- 2003-04-10
التعليقات:
2000-00–0 0-:00
علي حسن علي من البحرين
البحرين- و الطائفية القادمة
البحرين مثل العراق بلد عربي مسلم, لكن البحرين تحيط بها بلدان عربية من كل الجهات.و العراق تحيط بها بلدان فارسية و تركية و عربية صامتة.
خطر الطائفية فى البحرين يزيد كلما انتصر الصفوين فى العراق.
لم نسمع قط ان ياتي احد و ينازع الحكومة المالكة فى شرعيتها الا بعد ان تمكن الصفوين فى جنوب العراق.
جاء صاحب العمامة من قم المدعو محمد سند الذي فشل فى قناة المستقلة و تبين جهله بالفقه و الدين فصب كل فشله فى السياسة لعله ينجح و يمحوا الهزيمة التى كلفته الاهلية لدينة و من ثم الانسحاب من المناظرة
الان محمد سند الشيخ المعم الذي جاء من قم لديه مشروع صفوي هو تنحية حكام البحرين من ممارسة حقهم
فهل يا تري نشهد هذه الحقبة انتشار الضفوين فى بلاد العربية دولة تلوا دولة و الاتي ادهي و امر
2020-06–0 6-:08
علي الكاش من اليونان
نعم كما تفضلت أستاذ يوسف فان مسلسل الفضائح الأمريكية لا يزال مستمراً وفي كل يوم تظهر علينا فضيحة أخلاقية جديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي للأدارة الأمريكية، فقد تفوق الرئيس بوش عن الرؤوساء الأمريكيين الذي سبقوه بأمتياز في الفضائح التي أرتكبها، ففي الوقت الذي أدين فيه الرئيس نيكسون بالتنصت على اعدائه فقط، وأدين الرئيس كلنتون بعلاقته الغرامية مع مونيكا، فأن الرئيس بوش رغم ان ولايته الأخيرة قريبة من نهايتها، فأن فضائحة كانت أرفع مستوى، فبعد فضيحة الأخطاء الأمريكية في العراق وأفغانستان تحت ستار دعم وتعزيز الحريات والديمقراطيات في العالم وفشل سياسة محاربة الأرهاب وإشاعة الديمقراطية في هذه الدول، ظهرت لنا فضيحة تنصت ادارة بوش على أبناء شعبه الذين صوتوا لأنتخابه، من ثم ظهرت فضيحة السجون السرية وتبين أن ما لايقل عن (20) دولة أوربية وعربية – مع الأسف- تواطأت من وكالة المخابرات المركزية من خلال شبكات عنكبوتية في نقل عدد من السجناء المتهمين بالعمليات الأرهابية ولم تخمد الفضيحة بعد، من ثم تكشف المنظمات المعنية بحقوق الأنسان ومنها منظمة العفو الدولية فضائح سجن غوانتنامو في كوبا والذي فيه الآلاف من السجناء والمتهمين دون محاكمات بل دون أن تتوفر عنهم أية معلومات، وتتواص الفضائح في الملف النووي الأيراني حيث تفشل الأدارة الأمريكية في أستقطاب الحلفاء الأوربين لشن العدوان على أيران رغم الجولات المكوكية التي قامت بها سندريلا الدبلوماسية الأمريكية في أوربا والتي صاحبتها تظاهرات منددة بالسياسة الأمريكية ودعاواها الى الحرب، وكان من نتئاج هذه الزيارات أن أستقبلت رايس بلافتات تقول لها ” عودي الى بلادك فانت غير مرحب بك) ويظر بعدها فشل السياسة الأمريكية في التحرك على دول أمريكا اللاتينية التي تمردت على سياساتها بأنتهاجها التيار اليساري فبعد كوبا وفنزويلا وبوليفيا وكولومبيا فأن التيار كما يبدو كاسح ومستمر0 وكان المؤتمر الصحفي الأخير للرئيسين بوش وبلير، حيث أعلنا ندمهما وليس بالطبع توبتهما عن الأخطاء القاسية التي أرتكبت بحق الشعب العراقي وخاصة في سجن ابو غريب النموذج الرائع للديمقراطية الأمريكية، ويذكران عدد من الأخطاء التي ارتكبتها قواتهما في العراق، ربما هي للتنفيس عن الأحتقان الداخلي الذي يتعرض له الرئيسان من الأحزاب المعارضة لسياستهما وأحياناً من الأحزاب التي يمثلونها نفسها، وتتوالى الأعترافات بالأخطاء، منها تطهير الجيش العراقي والوزارات العراقية من العناصر البعثية تحت قانون أجتثاث البعث الذي شمل اكثر من (3) مليون بعثي، في الوقت الذي انتهت المحاكم الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية بتجريم (90) من النازيين فقط ؟؟ وبدموع التماسيح التي أذرفها الرئيس بوش على فضيحة أبو غريب التي قال ” أنها خطأ فادح ارتكبته امريكا في العراق وهي تدفع ثمن هذا الخطأ حتى الآن وبشكل مؤثر” وإذا بعد أيام قلائل تطل علينا مجزرتين جديدتين في حديثة والأسحاقي راح ضحيتها عدد من النساء والأطفال، وتدعي الأدارة التي تأثرت جديداً بسجن ابو غريب بأنها أخطاء تكتيكية وليست جرائم حرب، وبصلافة لم يعهدها التأريخ القديم والحديث تقوم المحاكم الأمريكية بتبرئة المجرمين المسؤولين عن مذبحة الأسحاقي، وتحذو المحاكم البريطانية حذوها فيا للعجب ؟؟ ثم يعبر بوش عن أسفه من لهجته الخشنة برسالته الى العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بأن أبن لادن مطلوب حياً او ميتاً وهي يافطة نقرأها دائماً في أفلام الرعاة الأمريكية، وكذلك عبر عن أسفه لرسالته الى المتمردين في العراق – حسب قوله- بأنه مستعد لهم فلظهروا له قوتهم ؟؟ نعم أستاذ يوسف كل الناس الشرفاء يتضامنون مع بقولك أن هذه الجرائم سوف لا تمر بدون حساب وان الأيام القادمة حبلى بالفضائح الأمريكية وأن المخاض الأمريكي القادم سيكون مخاض خزي وعار، وأن غداً لناظره لقريب 0