مرة أخرى: السياسة الأمريكية بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي

0 232

في الحديث الماضي تعرضنا لنتائج الانتخابات النصفية الأخيرة للكونجرس الأمريكي التي انتهت بفوز الديموقراطيين بغالبية المقاعد. وطرحنا بعضا من الأسئلة المركزية حول نتائج هذه الانتخابات وعلاقتها بمستقبل السياسة الأمريكية في العراق، وهل هي مرشحة للانتقال إلى حالة جديدة، وما هي مواصفات هذه الحالة. وكيف سيكون مستقبل العراق، ومدى تأثير ذلك على المصالح القومية العربية، وبخاصة ما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي.

 

تناولنا في حديثنا السابق عرضا موجزا لسياسة الحزبين في أهم محطات الصراع العربي في مواجهة المشروع الصهيوني. وقد توصلنا إلى أن سياسة الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديموقراطي لم تختلف في جوهرها عن قضايانا، باستثناءات نادرة جدا، وأنها كانت باستمرار متماهية مع المشروع الصهيوني، وبالضد من مصالح أمتنا، وأن الخلافات بينهما تكتيكية نابعة من البرامج الحزبية لكليهما، ومن اعتبارات طبقية خاصة. لكن ذلك لا يعني أبدا الاستخفاف بتلك الفوارق، وأنه لا بد من استثمارها في خدمة قضايانا العربية.

 

ما هي تلك الفوارق، وبخاصة فيما يتعلق بمصالحنا القومية العربية؟ وما هو تأثيرها على مستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة بعد حصد الديموقراطيين لأغلبية المقاعد في الكونجرس الأمريكي، واحتمالات فوزهم في مجلس الشيوخ؟ تلك أسئلة مهمة سنحاول تغطيتها في هذا الحديث.

 

في البداية ينبغي التأكيد على أن الخلافات بين الحزبين في سياستهما الخارجية، هي امتداد للخلاف في أجندتيهما الداخلية. ولفهم طبيعة الخلاف بين الأجندتين، نعيد التذكير بما أشرنا إليه في مقالات سابقة، أن الحزب الجمهوري يمثل الكارتلات الاقتصادية الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية: شركات النفط، واتحادات البنوك والصناعات الثقيلة، كمصانع الحديد وصناعة السيارات والفعاليات الاقتصادية الكبيرة الأخرى. وأن الحزب الديموقراطي يمثل مصالح الطبقة المتوسطة، التي تشكل شريحة اجتماعية أوسع، وإن لم تكن أغنى ثروة ومالا. ذلك يعني أن الكارتلات الكبرى تهتم بتقليص الإنفاق الحكومي على القضايا الاجتماعية، من تأمين وضمان اجتماعي إلى صحة وتعليم وخدمات أخرى. لأن زيادة الإنفاق الحكومي تعني زيادة في الضرائب سيترتب على الكارتلات الاقتصادية الكبرى دفعها للخزينة. ومن هنا يرفع الجمهوريون شعار محاربة البيروقراطية، التي ترتبط عادة بزيادة الخدمات للمواطنين عامة.

 

إن زيادة الإنفاق الحكومي ينتج عنها في العادة زيادة في التضخم، وهي أيضا تعني زيادة في الرواتب وارتفاعاً للأجور، وزيادة كبيرة في الضرائب، وكل ذلك يعني في نتيجته ارتفاع قيمة السلع المنتجة في الولايات المتحدة، بما يؤدي إلى ضعف قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية. ولذلك يتبنى الجمهوريون في العادة شعار تقليص النظام البيروقراطي، وتخفيض الضرائب، والحد من تقديم الخدمات الاجتماعية. ويطرحون شعارات قومية، كتعزيز القوة العسكرية الضاربة للبلاد، بحيث تبقى القوة الضاربة الأولى في العالم. ويقينا أن من شأن تطبيق هذا الشعار، استمرار تشغيل مصانع الأسلحة بالقوة القصوى، لكي تلبي متطلبات الأمن الدفاعي وفقا للأجندة الجمهورية. ومن جهة أخرى، يرفض الجمهوريون المشاركة بفعالية في مؤسسات حماية البيئة، لأن ذلك يعني وضع ضوابط عملية ومتطلبات ومواصفات على المصانع الضخمة، التي تملكها الكارتلات الرأسمالية، كما تضع ضوابط على أجهزة المواصلات تؤدي إلى إلحاق خسائر كبيرة بالطبقة الرأسمالية التي تقف خلف نجاح الجمهوريين.

 

في السياسة الخارجية، تعبر الأجندتان عن نفسيهما، في حماس الجمهوريين لشن الحروب، كونها وسيلة لاستمرار ماكينة التصنيع العسكرية، بينما يفضل الديموقراطيون سياسة الاحتواء.. والاحتواء المزدوج، لأن نهج الاحتواء يحقق برنامجهم السياسي بكلفة أقل.

 

ولعل المقارنة بين كتاب هنري كيسنجر، مستشار الرئيس الأمريكي الجمهوري، ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته فيما بعد عن نظرية القوة، وكتاب القوة والمبادئ لزيغينو بريجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي الديموقراطي لشؤون الأمن القومي، جيمي كارتر، توضح الفروق بين النهجين. فالأول، كيسنجر ينادي في نظريته عن القوة بشن حرب شعواء لا تبقي ولا تذر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ليس عند مواجهة أي تهديد لمصالحها في أي بقعة من العالم فحسب، بل ويطالب بشن تلك الحروب، حتى دون تهديد، وبدون أن تكون هناك مخاطر، لمجرد إثبات أن بلاده تملك قوة عسكرية لا تضاهى. ولا يهم من أجل تجسيد ذلك كم سيكون عدد الضحايا، وحجوم الخسائر. إن على العالم بأسره، وبخاصة أولئك الذين يقفون بالضد من السياسات الأمريكية ألا يعللوا أنفسهم، حتى بمجرد التفكير بالتجاسر على المصالح الأمريكية. في حين يتكلم الآخر، بريجنسكي عن علاقات دولية تقود فيها الولايات المتحدة الأمريكية العالم ولا تهيمن عليه. إن الصراعات بين الأمم ينبغي أن تحسم بالمفاوضات، وإن الضغوط التي تمارس ينبغي أن تكون بالدرجة الأولى سياسية واقتصادية، والحل العسكري هو الخيار الأخير، من وجهة نظر بريجنسكي. في كتابه الجديد، “الاختيار: هيمنة عالمية أم قيادة عالمية”، والذي صدر حديثا ، حاول زيغينو تحديد موقع الولايات المتحدة في هذا العالم المعولَم، والقضايا التي تجابه السياسة الخارجية الأمريكية. لقد اقترح سلسلة أطروحات خلاصية بدت موضوعية ومتسامية وحكيمة عقلانية، بالمقارنة مع تلك التي يطرحها الصقور في اليمين المحافظ الجديد. وقد سجل بريجنسكي في هذا الكتاب براعة واضحة في صياغة المسائل بصياغات مبسطة، وأعاد تلخيص أطروحاته السابقة، التي بشر بها في كتابه “القوة والمباديء” مؤكدا خطل السياسة الأمريكية الحالية. إن هذه السياسة تحمل تبعات خطيرة وعواقب وخيمة، كونها اختارت على الصعيد العالمي، بعد الحرب الباردة، وبشكل خاص بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، أن تركز على استراتيجية وحيدة وفريدة، هي القوة العسكرية، من أجل تأمين الاستقرار العالمي. والنتيجة أن هذه السياسة تهدد الآن الاستقرار الدولي، وتضع بقاعا عديدة من العالم في أوضاع غير إنسانية. إن إدارة جورج بوش، من وجهة نظر بريجنسكي قد اختارت الهيمنة على العالم بدلا من قيادته، وإن ذلك قد جر ويلات خطيرة على السلام العالمي، وعلى أمن الأمريكيين بشكل خاص.

 

وليس صدفة على أية حال، أن توقع جميع اتفاقيات السلام العربية مع الكيان الصهيوني في عهد رؤساء ديموقراطيين، حيث وقعت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني برعاية الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، ووقعت اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، واتفاقية وادي عربة بين الأردن و”الإسرائيليين” في عهد الرئيس الأمريكي الديموقراطي أيضا،بيل كلينتون، بينما تحتدم الصراعات العسكرية مع الكيان الصهيوني بتحريض جمهوري، كما في حرب 1973، وحرب لبنان عام 1982 و2006.

 

من خلال هذا العرض السريع لموقف مستشارين للأمن القومي الأمريكي أحدهما جمهوري والآخر ديموقراطي، وأيضا من خلال متابعة السياسة الأمريكية تجاه التسويات السياسية التي جرت في المنطقة، وبخاصة مسيرة “السلام” مع الكيان الصهيوني، يمكننا أن نتنبأ بمستقبل الموقف الأمريكي بعد وصول الديموقراطيين.

 

فقد اتضح أن هناك ميلا واضحا لدى الديموقراطيين لاستثمار الضغوط الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية من أجل تحقيق أهدافهم وسياساتهم. إن سياسة الجزرة والعصا تدار في الغالب بكفاءة من قبلهم، في حين يعتمد الجمهوريون استخدام سياسة العصا بمفردها.

 

في الصراع على العراق، بدا الديموقراطيون غير سعداء بالنتائج التي آلت إليها الأوضاع هناك، خاصة أن النعاش أصبحت تصل بشكل يومي إلى الوطن الأم حاملة أعدادا متزايدة من الجثامين، وأعداداً كبيرة من الجرحى بشكل تصاعدي، ينبئ بالمزيد من تفاقم الأوضاع والانهيار الشامل. إن كثيرا من الديموقراطيين يطرحون الخروج دون قيد أو شرط من المستنقع العراقي، ويشبهون الحرب هناك بحرب فيتنام. ويرون أن لا بديل عن العملية السياسية الهادفة لحفظ ماء الوجه، عوضا عن الخروج مهزومين. في حين يطالب آخرون منهم، بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية، والقبول بترتيبات أمنية واتصالات مع المقاومة العراقية. ومن غير المستبعد أن تحمل الأيام القادمة مفاجآت غير سارة للأمريكيين.

 

تلك هي القراءة الأولية للفرق بين سياسة الحزبين، الجمهوري والديموقراطي وهي قراءة مرشحة لأن تبدو أكثر وضوحا في الأيام القادمة.. هذا الوضوح يحكم حركة إيقاعه مستوى الأداء للفعل العراقي المقاوم الرافض للاحتلال، وهو أداء كما تبرزه المؤشرات والقراءات ينبئ بفشل حتمي وسريع للوجود العسكري الأمريكي في العراق، وبنهاية لا مراء فيها للاحتلال.

 

cdabcd

 

yousifsite2020@gmail.com

 

 

د. يوسف مكي

تاريخ الماده:- 2006-11-22



 

2020-06–1 1-:05

علي الكاش من اليونان

الاستاذ يوسف مكي المحترم

لقد استعرضت الكثير من المواقف الخاصة بالحزبيين الامريكيين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري وتناولت عدداُ من النقاط المهمة في السياسة الامريكية على الصعيدين الخارجي والداخلي والخلافات بينهما اتجاه بعض المسائل الرئسيسة في خطوطها العامة.

، ولاشك ان ورقة العراق اصبحت ورقة ضغط قوية لهاآثارها وتأثيرهاالحيوي على صعيد الانتخابات والتوجهات ذات الطبيعة الاستراتيجية، كما ان لجنة بيكر وتوصياتها بشأن الخروج من المستنقع العراقي ستساعد في كشف الملامح المستقبلية للسياسة الامريكية في العراق والعالم العربي بشكل عام، ولكن الامر المؤكد ان الثوابت الاستراتيجيةالامريكية تجاه المصالح العليا مثل التدخل في منطقة الشرق الاوسط وحمايةاسرائيل والمصالح النفطيةومحاربة التطرف الاسلامي تحت خيمة الارهاب الدولي وانشاء قواعد عسكرية والهيمنة على مقدراتنا سوف لا تتغير كثيراُ

الا في حالة وجود نهضوي واتجاهات تقدمية ترفض الهيمنة الامريكية وتجعلها تعيد النظر في توجهاتها القادمة كما يحصل في العراق حالياُ بفعل المجاهدين الابطال الذين اسقطوا الحزب الجمهوري بالضربة القاضية، نتفق معك بان الايام القادمة حبلى بكثير من المؤشرات والدلائل فيما يخص عالمنا العربي ؟

موضوع جميل وتحليل عميق نتمنى ان تجود علينا بمتابعته والقاء المزيد من الضوء عليه ودمت لقرائك .

 

2020-06–1 1-:02

صباح زيارة الموسوي من العراق

بلا رتوش – الارهابي الدولي بوش في عمان : محاولة لفك أسر جيشه الاسير لدى اسود الرافدين

 

صباح زيارة الموسوي

sabah_ziearahalmosawi2000@yahoo.co.uk

 

لقد استخفت عصابة بوش الصهيونية الارهابية بالشعب العراقي وتأريخه الحضاري والكفاحي حين أقدمت على احتلال العراق

واذا بهذا الشعب المجيد يثور كالبركان في وجه المحتل البربري, محولا وجوده على ارض الرافدين الى جحيم جهنم في الدنيا قبل الاخرة

 

لقد لقد توهمت عصابة بوش الصهيونية الارهابية, بأن مطلب الشعب العراقي المعمد بدماء شهداء الحرية للخلاص من الفاشية الارهابية , سيكون ثمنه قبول شعبنا اغلال العبودية الاستعمارية

وأذا بهذا الشعب المظلوم يأبى استبدال فاشية محلية بفاشية دولية

 

لقد أستهانت عصابة بوش الصهيونية الارهابية بالجيش العراقي البطل ودوره الوطنيي التحرري , وبضباطه الوطنيين , حين قررت بجرة قلم اسرائيلية حل هذا الجيش ذي التأريخ الوطني المديد , جيش ثورة 14 تموز 1958 الخالدة

وأذا بهذا الجيش البطل يزلزل الارض تحت اقدام الغزاة البرابرة , ويجعل من قرارهم الارعن هذا, سلاسل تكبل جندهم على ارض الرافدين

 

لقد خدعت عصابة بوش الصهيونية الارهابية , حين صور لها عملاؤها من الطائفيين والعنصريين وخونة الشيوعية , بأن ركوب هذه العصابة عربة احتلال تجرها هذه الجحوش , ستكون قادرة على السير بامان في شوارع بلاد الرافدين وسط اكاليل الزهور الترحيبية

وأذا بهذه الجحوش تهرب تاركة العربة وسط جحيم النار العراقية , تهرب كالفئران من غضب الشعب العراقي الى جحرها المسمى , المنطقة الخضراء

 

هاهو الارهابي الدولي بوش في عمان بوجهه المهزوم , بعد ان سقطت جميع اقنعته المزيفة

قناع البحث عن اسلحة الدمار الشامل

قناع التصدي للارهاب الدولي

قناع اقامة الديمقراطية

 

فجاء بوجهه الاصلي , المعروف للشعوب , وجه المحتل البربري , فقد اعترف نائبه في زعامة هذه العصابة الصهيونية الارهابية الدولية ديك شيت للشعب الامريكي , بأن ينسوا جميعا الاقنعة المزيفة ” فقد ذهبنا من اجل النفط في العراق.. ومن اجل النفط فقط ضحينا بأولادكم” في تمهيد لاعتراف بوش بهزيمته وايجاد طريقا لهروب جنده

 

أن بوش الصهيوني في عمان ليستجدي المقاومة الوطنية العراقية فك أسر جيشه البربري

 

ان بوش الصهيوني في عمان سيرمي بجحوشه من الطائفيين والعنصريين وخونة الشيوعية تحت أقدام رجال المقاومة الوطنية العراقية , ضمن صفقة فك اسر جنوده وهربه من ارض العراق الطاهرة

 

أن بوش الصهيوني في عمان ليتوسل مرتجفا أسود الرافدين السماح , والانسحاب الذليل المغلف بقطرة ماء تحفظ ما تبقى من ” هيبة ” أعتى امبراطورية شريرة عرفها التأريخ الحديث

 

أن بوش في عمان ليعترف امام الدنيا كلها , تخليه عن حلم استعادة بابلون الصهيوني , هذا الحلم – الوهم , الذي حوله الشعب العراقي بأسود الرافدين , اسود بابلون الابطال , الى كابوس سيلاحق عصابة بوش الصهيونية الارهابية الى مابعد بوش ومابعد بعد بوش حتى يوم القيامة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ثمانية + تسعة عشر =


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

د.يوسف مكي