مخاض الولادة الجديدة..
لتعذرني وزيرة الخارجية الأمريكية، السيدة كونداليزا رايس في استعارة تعبيرها… مخاض الولادة الجديدة… لكن ليس لشرق أوسط جديد، بل لمخاض عربي سطره شعب لبنان.. كل لبنان بدمائه الزكية، وتضحياته الجسام. كان الدرس العظيم الذي قدمته جبال لبنان ووديانها وسهولها، وأيضا مدنها: صيدا وصور ومرجعيون وضاحية بيروت الجنوبية ، أن بإمكان الصهاينة هدم بيوتنا وتدمير جسورنا، وارتكاب المجازر بحقنا.. بإمكانهم أن ينسفوا مدرجات ومباني مطار بيروت ويقصفوا المصافي ومحطات الكهرباء والمستشفيات والمساجد والملاجيء، وسيارات الإسعاف، لكنهم لن يستطيعوا أبدا كسر إرادة الحياة والمقاومة والصمود فينا..
كانت المقاومة أسطورية في بسالتها وأدائها… وكان الصمود قد جلب خيبات متتابعة لمشروع العدوان، وأكد اكتشاف لبنان لأهم القوانين القطعية التي شكل حضورها سر قوته في هذه المعركة. إن وحدة شعب لبنان بمختلف طوائفه هي الجسر الفولاذي الذي تتحطم على صخرته محاولات النيل من حريته وسيادته واستقلاله.
وبالنسبة لنا نحن العرب، كانت نتائج هذه الحرب انتقالا سياسيا ونفسيا، من حال إلى حال.. ومن ثقافة الهزيمة والضياع والتسليم، وعقدة العجز، إلى وضع آخر تؤكد بوصلته أن بإمكاننا أن نتصدى لمشاريع الغطرسة والهيمنة والنيل من الكرامة، وأن نحارب ونصمد، وأن نلحق بالكيان الغاصب ضربات موجعة.
وأهم من ذلك بكثير أن نتائج هذه الحرب قد جعلت ذاكرتنا تستعيد وعيها المفقود حول طبيعة المشروع الصهيوني ومكوناته. وطرحت أسئلة مركزية حول مستقبل الحرب والسلام مع هذا العدو. هل يمكن بعد الوحشية والهمجية، الأقرب إلى مستوى قانون الغاب التي مارسها الجيش الصهيوني في مواجهة الشعب اللبناني، قبول الثقافة السياسية التي روجت منذ اتفاقية كامب ديفيد الأولى للتعايش مع الكيان الغاصب؟ وهل يمكن بعد تحيز الإدارة الأمريكية الفاضح لإسرائيل والذي تبدى منذ اليوم الأول للعدوان واستمر حتى يومنا هذا، اعتبار هذه الإدارة وسيطا نزيها، في صراعنا مع العدو من أجل التوصل إلى حل عادل ومشرف يضمن لنا استرداد حقوقنا المشروعة، والقبول بمشروعها المعروف بخارطة الطريق؟.
وهل ستبقى راسخة في يقيننا صورة العدو الذي لا يقهر، وهل سيستمر الحديث عن استحالة الحرب والإنتصار على الكيان المصطنع، بعد ان تحولت دبابات المركافا، تاج أسلحة مؤسسة الحرب الإسرائيلية أمام العالم بأسره إلى شظايا تتناثر بكثافة في مواقع المعارك أمام ضربات المقاومين اللبنانيين الأبطال؟
وماذا عن الدعائم الآيديولوجية للحركة الصهيونية، والتي روج لها لأكثر قرن مضى، ممثلة في شعب الله المختار، ونزعة العنصرية والتفوق، فإذا به يتكشف كغيره من البشر، قابل لاكتساب الأرض وتحقيق النصر، حين نكون في غفلة من أمرنا، وحين نغيب التاريخ ولا نستحضر مقومات الصمود والمواجهة، وقابل للهزيمة حين تكون القراءة صحيحة، وحين نعد للمجابهة مستلزماتها. وحين نتذكر أيضا، دون استعلاء أو غطرسة أننا خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. وهل ثمة مكان الآن، للحديث عن شعب عانى من الإضطهاد على مر العصور، وأن الحل الإنساني لمشكلته، هو وضع حد لحالة الشتات والمنفى الدائم التي عاشها، وإن كان ذلك على حساب شعب فلسطين. لقد تكشف للعالم بأسره خطل الحديث عن الهولوكست وعقد الإضطهاد، بعد أن أظهر الصهاينة قدرات خارقة بارتكاب المجازر في قانا وعدد آخر من القرى والبلدات اللبنانية، بزت في بشاعتها ما ارتكبه نظراؤهم النازيون من جرائم أثناء الحرب العالمية الثانية.
وطرحت هذه الحرب أسئلة كثيرة حول مشروعية النظام العربي الرسمي، وأسباب عجزه في مواجهة العربدة الصهيونية. كما كشفت عن خلل في المؤسسات السياسية المدنية العربية التي دشنت خلال النصف قرن المنصرم، حيث اتضح أنها مصابة بالعجز والشلل وقلة الحيلة، بما يستدعي إعادة النظر في بنيتها وتوجهاتها وبرامج عملها وأساليب ممارساتها.
ومن جهة أخرى، أكدت المجابهة حيادية التكنولوجيا. فقد استطاع مقاتلو المقاومة الوطنية اللبنانية أن يوائموا بين منهجهم الفكري، واستخدامهم المتميز للتكنولوجيا وللتنظيم الحديث. كما أثبتوا قدرتهم على التعامل مع المنجزات العلمية لعصرهم الكوني ومتطلباته. والأهم من ذلك بكثير، أنها أثبتت قدرة الإسلام السياسي على الإستمرارية مستقبلا كجزء فاعل ومؤثر في النسيج السياسي العربي. لقد كان الأداء المتميز لحركة المقاومة الإسلامية في لبنان في مواجهة العدوان الصهيوني تتويجا لانتصارات أخرى دشنتها بعض الحركات الإسلامية في الجزائر وتركيا وفلسطين ومصر، كاشفة عن إمكانية تعايش الإسلام السياسي الحديث مع مفاهيم عصرية، كالديمقراطية والتقانة والحداثة، وإمكانية تحقيق مصالحة دائمة مع ثوابت الوحدة القومية.
ومن جهة أخرى، دحضت هذه المواجهة كثيرا من النظريات والتصورات عن دور المركز. لقد ساد الإعتقاد لفترة طويلة أن أي مواجهة حقيقية للكيان الصهيوني تستدعي حضورا مصريا فيها، نظرا للكثافة السكان في هذا البلد، وضخامة جيشه وكفاءة آلته الحربية. وكان الرئيس المصري الراحل، أنور السادات يكرر في خطاباته أثناء سعيه الحثيث لتوقيع معاهدة صلح مع “إسرائيل” أن مصر هي مصدر قرارات الحرب، وأنها أيضا مصدر قرارات السلام. وكان الحديث يجري، حتى بداية المواجهة الأخيره مع الصهاينة، عن مراكز للنهوض العربي، وعن أطراف مهمتها في أحسن الأحوال تقديم المساندة للجهد الرئيسي الذي تضطلع به بلدان المركز. فإذا بهذه الحرب تقلب المعادلة رأسا على عقب، فتتصدى جموع المسحوقين والمظلومين في الأطراف، بالجنوب اللبناني، لقيادة مشروع المواجهة مع الكيان الغاصب. وعلى غير العادة، لم تكن النتيجة هذه المرة هزيمة عربية، بل أداء قتالي متميز، وقدرة على دحر قوى ومشاريع العدوان.
إن هذا التطور الجديد، إذا ما تم وضعه في إطاره التاريخي، يفتح أبواب الأمل لدى الأمة، ويعزز ثقتها بأن انتصار الأمة ليس مرهونا بخندق واحد، وأنه حيث توجد المقاومة توجد الأمة. وأن تخلي مركز ما من المراكز العربية، حتى وإن كان في عمق أكبر قطر عربي، عن دوره في مشروع النهضة لن يكون مدعاة لليأس والتراجع والإنكفاء.
وإذا كانت الحروب تتقرر نتائجها بالسياسة، فإن أمام الحكومة اللبنانية، فرصة كبيرة لانتزاع انتصار سياسي، بعد أن أكدت المقاومة الوطنية ثباتها في الميدان، وتمتعت بالتفاف شعبي عربي وإسلامي واسع. إن فواتير الدم التي سالت غزيرة في سبيل الدفاع عن لبنان، والتي دحرت عسكريا، بجدارة واقتدار، مشروع الغزو، ينبغي أن تحول دون تقديم أدنى تنازل للعدو، مهما كانت الضغوط التي تمارس في مجلس الأمن والأروقة الدولية الأخرى. لقد قام الكيان الصهيوني بتدمير منهجي واستهدف كل ما هو متحرك وغير متحرك في لبنان، لكنه لم يتمكن من كسر إرادة القتال. إن هذا الثبات، في صدامات السلاح، ينبغي أن يعبر عنه، ويجير في التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التفريط في الحقوق، وتقديم التنازلات السياسية.
ينبغي أن يكون الثبات الأسطوري في الميدان أحد عوامل التحريض، وأن يعكس نفسه في صدامات أعمق مع المشاريع الإمبريالية الصهيونية، وأن يغير الطبيعة المستقبلية للصراع، بعد أن تكشف خطل ما رسخ في لا وعينا من أوهام حول القوة الإسرائيلية, حيث ثبت بالدليل القاطع أن الكيان الصهيوني ليس محصنا عن الهزيمة، وأنه يمكن أن تلحق بآلته العسكرية، التي توصف بأنها لا تقهر، هزائم مذلة ومتتالية، بما يعزز الثقة في النفس. لا بد من رفع سقف المطالب السياسية العربية، إنطلاقا من واقع الحال.
ومن المؤكد أن النتائج السوقية في ميدان المواجهة الأخيره سوف تغري أطرافا عربية أخرى على تحدي العربدة والغطرسة الصهيونية، وضربها بصورة أعمق وأكبر، كما سيشجع قطاعات متزايدة من الرأي العام العربي على الضغط والتحرك والإستعداد لمواجهات أخرى مع مشاريع الهيمنة الإستعمارية التي تلوح بوادرها في الأفق.
لقد وصف المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الصهيوني السابق، إسحق رابين في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بعددها الصادر في 7 أغسطس ما جرى على أرض لبنان بأنه صراع حضارات، وأنه “حرب حقيقية، وليس عملية عسكرية واسعة، إنه حرب بكل معنى الكلمة، حرب بين ثقافات، وأي فشل فيها سوف يوقظ أشباح من مرابضها في كل العالم الإسلامي الأصولي”. وها قد انتهت الحرب وصدر، رغم كل الضغوط الأمريكية والصهيونية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بوقف إطلاق النار، وقد أثبتت “الأشباح” حتى اليوم الأخير من الحرب أنها قادرة على الدفاع عن عرينها، وأن تلحق أفدح الخسائر بشذاذ الآفاق. ولن يغير من واقع هذا الحال، أو يؤثر على نتائجه استمرار بعض المثقفين العرب بالتمسك بعدم التمييز بين المعتدي والضحية، وتجاهلهم لأنات الجرحى وعذابات المهجرين، ومشاهد التدمير والمجازر في بنت جبيل والدوير والغزية وصريفا ومروحين وعيتا الشعب وأنصار وصور والضاحية والشياح والبقاع. في أجواء الثبات لا يبقى مكان لمقولات المعتاشين على صناعة “الحوار مع الغرب”، الغارقين في أوهام السلام. لقد فشل حتى الآن، من خلال الصمود المعمد بدماء الأطفال والمدنيين العزل، مشروع تركيع المقاومة ونزع سلاحها، وستتعطل إلى حين، وربما إلى غير رجعة خطة أولمرت، لإعلان الحدود النهائية للكيان المغتصب، وسيبقى مخاض الولادة لشرق أوسط جديد، مؤجلا حتى إشعار آخر، ليحل محله فجر جديد ومستقبل واعد، ومخاض ولادة عربي جديد.
yousifsite2020@gmail.com
د. يوسف مكي
تاريخ الماده:- 2006-08-16
2020-06–0 8-:04
علي الكاش من اليونان
د.يوسف مكي المحترم
أكيد ان سندريلا الدبلوماسية الأمريكية كاندي سوف تعذرك كل العذر عن الأستعارة اللفظية التي أقتبستها منها، وخاصة أنها تعاني في الوقت الحالي من دوار شديد جراء الصفعة القوية التي وجهتها المقاومة اللبنانية البطلة الى خدها الأسمر الشاحب،مما جعلها تؤمن بأن الأرض كروية ودوارة!
ولا اظن كذلك أن المسؤولين في ادراتها العفنةأو المسؤولين في الكيان الصهيوني سيفيقون بسرعةمن جرعة السم الزعاف الذي أجرعهم حزب الله أياها؟ والتي من آثارهاالمباشرة الأحساس بحرارةالوهن والضعف وعدم القدرة على ضبط التصريحات واكتشاف الأخطاء وتساقط عرق أسطورة السوبرمان الأسرائيلي وخفقان في تبرير الأخفاق العسكري
وآلآم مبرحة على الصعيد الوطني، مع جفاف في الفم الأعلامي، وأنقباضات داخلية عسكرية وفقدان وعي كلما أرتسمت صورة حزب الله البطل في الذهن .
أما المخاض الذي تفضلت به فمن ألمؤكد أنه مخاض عسير فمشروع الشرق الأوسط الجديد تساقطت أوراقه بفعل العاصفة الملحمية الكبرى في لبنان، ومن المتوقع بعد أن قويت المعنويات وأتفع معدل الوعي الوطني والقومي ستتساقط اوراق أخرى، وسيبقى الجائزة الكبرى لمن يسقط ورقة العورة الأخيرة سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق وثقتنا كبيرة بالشعب العربي والعون من الله .
2020-06–0 8-:06
صباح زيارة الموسوي من العراق
انتصار المقاومة اللبنانية الاسطورية التأريخي : هزيمة للمشروع الصهيوني..هزيمة للنظام العربي المتأكل .. هزيمة للتيارين القومي المهزوم واليساري المأزوم ..هزيمة لمشروع الدولة الطائفية في العراق
صباح زيارة الموسوي
sabah_ziearahalmosawi2000@yahoo.co.uk
ظل النظام العربي الرسمي يتاجر في قضية الشعب الفلسطيني , مستخدما اياها كمأزر حمام لستر عورته الدكتاتورية القمعية , مواصلا قمعه للجماهير الشعبية وزج المناضلين في السجون , ونهب ثروات الشعب , معرضا العرب الى الهزيمة تلو الهزيمة على مدى نصف قرن كامل
ظل التيار القومي العربي يتاجر بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية , فارضا نظاما دكتاتوريا , تارة بأسم الحزب القائد , وتارة اخر بأسم الزعيم القائد , حتى تحولت انظمته الحاكمة الى ممالك جمهورية عائلية , وتحولت فروعه في البلدان العربية الى دكاكين مرتزقة تابعة لهذا النظام القومجي او ذاك ,حتى سلم العراق بكل ثقله الاستراتيجي والـتأريخي والحضاري على طبق من ذهب للامبريالية الصهيونية العالمية
ظل المشروع الصهيوني يتقدم الى امام مستندا الى عمالة الانظمة العربية للقوى الاستعمارية والامبريالية العالمية , فحقق النصر تلو النصر على الحكام العرب , محتلا الاراضي موسعا دائرة المشروع الصهويني بأتجاه تحقيق حلم دولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الى الفرات , معرقلا اي تقدم للجماهير الشعبية العربية باتجاه التغيير الديمقراطي , فكانت حروبه العداونية بمثابة نزهة للجيش الذي لا يقهر , مما ولد اليأس وروح الهزيمة حتى توهم اصحاب هذا المشروع الامبريالي الصهوني واتباعهم من الحكام العرب بأن الامر قد استتب لهم نهائيا
الصهيوني
ظل اليسار العربي المأزوم ينظر للمدرسة السوفييتية حتى انهارت. كما ظل اليسار العربي يناقش السؤال المكرور المكروه , هل تعيش حتى حركة التحرر العربي ازمة ام لا؟ حتى طالته هذه الازمة وتحولت احزابه الى احزاب النخبة بعد ان فقدت صلاتها بالجماهير الكادحة نتيجة لتبعيتها المطلقة للقوى البرجوازية العربية , التي اطلقت عليها تسمية الانظمة التقدمية العربية , فتحالفت معها ذيليا على حساب الكفاح الجماهيري , فتحول رموز هذا اليسار الى اصوات ذليلية تابعة تنظر لافكار لا حياو فيها كفكرة طريق التطظر اللاراسمالي , والوصول سوية مع الاحزاب البرجوازية الصغيرة الى الاشتراكية حتة سقط بعضها في احضان المشروع الامبريالي الصهوني مباشرة وعلى المكشوف , لقد وصل اليسار العربي الى طريق مسدود بتبنييه افكار انهزامية حتى فقد بوصلته الثورية وبالتالي صلته بالجماهير الكادحة
ظل اصحاب المشروع الطائفي في العراق يراهن على الشيطان الاكير لاقامة دولته الشيعية المزعومة منبطحا تحت اقدام بسطال المحتال الامريكي باسم مظلومية ال البيت حتى وصل الامر بزعيمه الى ان يتحول الى نادل الى بريمير الصهيوني متوسلا اياها في العمل السريع على تقسيم العراق واقامة امارته الشيعية عل طريقة امارة طلبان الافغانية
ظل كل هؤلاء يسير في طريق تحقيق احلامه التوسعية , الدكتاتورية , الطائفية
ظل التيار القومي العربي يراهن على مأزر الحمام حتى مات
ظل اليسار العربي يتخبط في ازمته حتى شاخ وشل
حتى ظهرت حركة شعبية…. جبارة في طاقتها
حتى ظهرت حركة شعبية…. مؤمنة بقدرها
حتى ظهرت حركة شعبية…. الجماهير هي شريان حياتها
حتى ظهرت حركة شعبية…. التحرر من الاحتلال الصهيوني غايتها
حتى ظهرت حركة شعبية…. نفضت غبار الهزيمة عن كاهل اكتاف الشباب العربي
حتى ظهرت حركة شعبية…. وطنية المنهج والتفكير تمقت تحويل الثائر الحسين وثورته العظيمة الى ماركة طائفية مسجلة باسم امراء الطوائف
حتى ظهرت حركة شعبية…. تحترم الحرية الفردية في اسلو ب الحياة والدين والمعتقد
حتى ظهرت حركة شعبية تؤمن بأن المعركة مع العدو الصهيوني , هي ليست معركة شعارات فارغة ,او متاجرة بقضية الشعب الفلسطيني البطل , او جولة واحدة , بل هي معركة مشروع تحرري في مواجهة مشروع احتلالي صهيوني , معركة النفس الطويل والتعبئة الشعبية الحقيقية على مختلف الجبهات السياسية والاعلامية والاقتصادية والعسكرية
انها معركة الجماهير ضد بيت العنكبوت كما وصف “اسرائيل” بحق سماحة السيد حسن نصر الله قائد المقاومة اللبنانية الاسطورية
بيت العنكبوت الذي تهاوى في اول مواجهة له مع الجماهير الشعبية حين تقاتله وجها لوجه دون ان يحتمي بالحكام العرب الخونة , حين يقاتل المقاوم اللبناني لامؤمن بقضيته في مواجهة الصهيوني اللقيط القادم من اطراف الدنيا ليغتصب ارض شعب اخر مقابل حياة سياحية انهتها صواريخ المقاومة اللبنانية البطلة مرة واحد والى الابد
فانهار بيت العنكبوت , وسقط مأزر الحكام العرب , فتكشفت عورتهم امام شعوبهم, وانهزم المشروع الطائفي في العراق , ومات التيار القومي العربي المهزوم , ودفن اليسار المشلول … فاصبحت الطريق سالكة امام حركة جماهيرية مقاومة ستغير مجرى الاحداث في المنطقة بعد نصف قرن من الخنوع والهزيمة باتجاه التحرر والتقدم
صباح زيارة الموسوي
________________________________________
http://www.rezgar.com/
2020-06–0 8-:06
ماجــــد من الســــعودية
يقول غاندي “الغضب ريح تهب على العقل فتطفئ سراجة” واعتقد ان العاطفة وريحها إن لم تطفئ السراج، فبدون شك ستضعف وتبهت نور ذلك السراج . . . نحن انتصرنا عاطفياً، اما عند التفكير والتحليل، فإن هذه الحرب أودت بحياة اكثر من الف لبناني، وهجّرت اكثر من مليون، ودمرت اكثر من خمسة عشر الف مسكن، ناهيك عن دخول القوات الدولية، وانسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني . . . فأين النصر ؟ ؟ ؟
2000-00–0 0-:00
محمد علي الحلبي من سوريا- دمشق
الأخ العزيز الدكتور يوسف مكي
تحياتي وطيب أمنياتي , وكلمة وفاء أقولها كنت خير قارئ للأحداث , وكنت كعهدي بك من خلال ما قرأت لك أو سمعته منك مبدعا في سطور ” مخاض الولادة الجديدة ” , فلقد جمعت بين أعداء العروبة وحددتهم وبين أماني الأمة العربية واحتضانها لوليدها الجديد المقاومة , هكذا عرفتك ويا لروعة ما عرفت مؤمنا بأمته عاملا بسلاح الكلمة لأمانيها وثقتي كبيرة بأنك باق على إيمانك وعهدي بك ,لا أغالي إن قرنت أصالة النخل في صحارينا بك , فعطاؤك خير , وجهدك باق خيره
أرفق دراسة بعنوان ” أوهام السلام ” آمل نشرها .
2020-06–0 8-:01
ندى من سوريا
يالروعتك ….. وانا قارئة لك ومؤمنة انك نبض الشارع العربي وحلم ياليته يتحقق لكن تسعى الى المدينة العربية الفاضلة التى لم تعد موجودة الا فى احلام لاتسمن ولاتغنى …
نصر الله انتصر واحيا فى نفوسنا القوة فى امكانية هزيمة ودحر اسرائيل لكن ماهو الثمن ؟؟؟ يالهف نفسي ؟؟ هل فكرنا في النتائج ؟؟؟بل هل كان النصر يوازى الخسائر
الايام آتية والتاريخ خير شاهد فسجلوا …
2020-06–0 8-:01
علي الكاش من اليونان
الأستاذ يوسف مكي المحترم
مرت علينا قيل أيام قلائل فاجعة مدينة الكاظمية الثانية مقترنة بعدد كبير من القتلى والجرحى بعد أن وجه رجال الدين بخروج تظاهرات حاشدة كانت من نتائجها إنضمام المزيد من العراقيين الى قافلة الشهداء
وكان الله في عون العراقيين .. ارسل لجنابكم العالي هذه المقال عسى أن ينال رضاكم .. مع التقدير
رسل الموت والظلام
نستذكر جميعاً الموقف المؤلم الذي تعرض له عدد من زوار الأمام موسى الكاظم عليه السلام والذي أدى الى مقتل اكثر من ألف عراقي وجرح أضعافهم بعد ان تسربت أشاعات بين الزائرين عن وجود أرهابيين قرب الضريح ينوون القيام بعمليات أنتحارية، وقد أصيب الناس بالهلع والذعر مما ادى الى هروبهم بشكل جماعي وتزاحمهم على جسر الأئمة فقتل الكثير منهم سحقاً تحت أقدام الهاربين، كما أنهار جزءاً منه الجسر ووقع عدد من الزائرين في نهر دجلة ولقى العديد منهم حتفه غرقاً، وقام عدد من ابناء منطقة الأعظمية النشامى بأنقاذ اخوانهم من ابناء الطائفي الشيعية، وقد أستشهد احد المنقذين بعد ان قدم حياته فداءًا مقابل أرواح ستة من ابناء الطائفة الشيعية، ولم تمضى فترة طويلة حتى قامت الميليشيات الشيعية بمساعدة قوات الشرطة ومغاويرها برد الجميل الى منطقة الأعظمية وشهيدها البطل بهجوم أستهدف ضريح الأمام ألأعظم وعدد من أقارب الشهيد وأبناء منطقته، وكانت معركة مؤلمة أدت الى مقتل وجرح عدد من المواطنين، ولو لا تدخل الجيش في اللحظات الأخيرة، لكانت مجزرة وطنية حقيقية، على أثرها قرر أبناء منطقة الأعظمية عدم السماح لقوات الشرطة الفوضوية ومغاويرها غير البررة بالدخول الى مدينتهم نتيجة الموقف المخزي الذي قاموا به، وحاولت الحكومة العراقية ان تبرر فشل أجراءاتها ألامنية بتجيير الحادث للتكفيريين والأرهابيين، رغم أنه لم يثبت حدوث تفجيرات سببت الحادثة !
العام الماضي، وذكرر عدد من علماء الدين الحريصين على دماء شعبهم، وعدد ورجال السياسة بأنه رغم أهمية ولادة الأمام الكاظم (رض) لكن الموقف الأمني لا يساعد على مثل هذه التجمعات الكبيرة، ولكن يبدو أن صوت المرجعيات الكبيرة طغى على أسماع ابناء الطائفة، فقد حفزت المراجع أبناء الطائفة الشيعية في توجيه لا عقلاني ولا وطني للخروج بتظاهرات كبيرة بهه المناسبة، رغم ادراكهم لخطورة الموقف، وكانت المأساة المفجعة، ولكت المراجع العظمى تسللوا بأقدامهم وبخفة السحرة الى كهوفهم المعتادة، دون تعليق أو تحميل أنفسهم بجزء من مسؤولية ما حدث، غير مكترثين بحجم التضحيات الكبيرة، بل أنهم أعتبروا أن من يموت بهذه المناسبة سيكون بصحبة ألأمام وأحد ركاب سفينة النجاة، التي أبتكرها العلامة الفارسي المجلسي، وركابها فقط من محبي آل البيت ؟ لقد كان موقفاً غريباً ولا مبالاة واضحة في أرواح الناس .
أثرها قامت الحكومة العراقية بجمع التبرعات من الدول الأجنبية والعربية وبعض المنظمات الأنسانية والمؤسسات الداخلية والخارجية لصالح ذوي الشهداء والجرحى، في خطوة جديدة، رغم انها كانت تنتقد النظام السابق عن أتباعه أسلوب التبرعات، مع ان الحكومة السابقة حددت التبرعات لأعادة بناء عدد من الأبنية والمؤسسات الحكومية التي تضررت بفعل العدوان ألامريكي على العراق، وجمعت حكومة الجعفري مبالغ كبيرة لكنها لم توزع سوى القليل منها والبقية تبخرت بطريقة شبحية وتساقطت في جيوب الزمر التي تعيش على بقايا القاذورات كالطفيليات، مما جعل العديد من الأسر المتضررة الشكوى والتذمر من هذا التصرف اللامسؤول !
كنا نعتقد أن المأساة التي جرت سوف لا تتكرر لعدة أسباب،: اولهما أن الحكومة من ضمن مسؤوليتها حماية مواطنيها ستمنع مثل هذه التظاهرات بسبب الأوضاع الأمنية المتصاعدة، حيث تزايدت أعمال العنف بشكل اكبر مما كانت عليه لنفس الفترة خلال العام الماضي، إضافة الى فشل الخطة ألأمنية الأولى والتي سمتها الحكومة العراقية ” الى الأمام” وكان من الأصح تسميتها ” الى الوراء” بنتائجها السلبية وكانت حصيلتها (3604) قتيل خلال شهر تموز الماضي، وبدء العمل في الخطة ألأمنية الثانية ” كماشة الأرهاب” ، إضافة الى نشر عدد من القوات الأمريكية والعراقية في مناطق بغداد، تحسباً لأعمال عنف متوقعة، وكنا نتوقع من المالكي أن لا يعثر بنفس الحجرة التي عثر بها سلفه الجعفري، فالأمام علي (رض) يقول “أن الغبي من يعثر بحجرة واحدة مرتين “، وهناك قول آخر مفاده ” المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين ” رغم أن الكثير يصفون المالكي والجعفري بأنهما وجهان لعملة أيرانية واحدة، وهذا ما ثبت لا حقاً .
والسبب الثاني أنه من المحتم أن يقوم وعاظ السلاطين هذه المرة بدورهم التأريخي في حفظ دماء المسلمين، مستفيدين من الدرس القاسي الذي حصل في مناسبة العام الماضي، وكانوا يتحملون وزر الجزء الكبير من المسؤولية، وكنا نتوقع أن يقوم وعاظ السلاطين بحكم موقعهم المؤثر في أبناء الطائفة، وكذلك في الحكومة وهذا ما تم تنصيصه في الدستور، بالضغط على المسؤولين العراقيين للقيام بدورهم في منع مثل هذه التظاهرات، أو على الأقل فرض منع التجول خلال هذه المناسبة فالموقف متأزم وأن أي أعمال عنف يمكن أن تشعل فتيل نار الطائفية، ولا سيما أن كل التقارير والتصريحات ألامريكية والعراقية تؤكد تفاقم هذا الوضع وظهور بوادر الحرب الطائفية، رغم أنكارها من قبل المالكي وزبانيته فقط .
وقد صاحبت الزيارة تصريحات غريبة من رجال الدين والسياسة، لتأزيم الوضع السياسي وتأجيج أعمال العنف، فقد خرج علينا ظهر الدين القبنجي القيادي الأيراني المهووس في المجلس ألأعلى للثورة الأسلامية بسمفونية خيانية ناشزة، بقوله أن أولويات المرحلة القادمة بتصفية البعثيين في العراق وبعد أن يتم ذلك يتم وضع سقف سياسي لخروج قوات الأحتلال، وهذا نص ما جاء في كلمته ” نحن الأكثرية العراقية – الشيعة- لدينا اولويات أخرى أولها تصفية العراق من البعثيين وبعد ذلك نتجه للاحتلال” مضيفاً “نحن نرى وجوب تحديد سقف سياسي وليس سقفاً زمنياً لخروج قوات ألأحتلال” في مفارقة غريبة متحرقاً الى التخريب والتضليل ؟ معبراً في ذلك عن الأستهتار الكبيربالقييم والمباديء الوطنية، في الوقت الذي تدعي الحكومة بأنها تنوي إعادة البعثيين الى دوائر الدولة، بعد ان جنى عليهم قانون أجتثاث البعث ؟ وقد ضرب ظهر الدين القبنجي توجهات المالكي عرض الحائط، فقد حذر المالكي العلماء والخطباء من أستخدام منابرهم لأثارة الطائفية، مشدداً على تعرضهم للملاحقة القانونية طبقاً لقانون مكافحة الأرهاب، في حال مخالفة ذلك ؟ وطلب المالكي تكريس مفاهيم الوحدة الوطنية، والأبتعاد عما يثير الخلافات والنزاعات الطائفية، ولا نعرف هل سيطبق المالكي قانون مكافحة الأرهاب بحق شقيقه في الولاء الأيراني القبنجي، ويوقفه من إداء مقامات العمالة والبغضاء؟ بلا شك أنه سيغض النظر !! ولكنه سيتلزم بصرامة قانونه تجاه علماء وخطباء السنة ؟
حذرت بعض القوى الوطنية والمنظمات من مغبة هذه الزيارة لكن صوتها كان لا يسمع بسبب ضجيج المراجع العظام، فقد طالب مازن مكية الأمين العام لمنظمة أنصار الدعوة في العراق الحكومة الى مراجعة أدائها بمناسبة مرور عام على الفاجعة، منوهاً بضرورة الكشف عن ملابسات الحادثة السابقة، حيث لا يزال الغموض يكتنف اسبابها، ولم تكشفها اللجنة الوزارية التي شكلتها حكومة الجعفري في حينها، أو نتائج التحقيقات الأولية، مضيفاً بأن معدلات القتل بلغت أضعاف ما كانت عليه قبل عام فشهداء واقعة الجسر لحقتها قوافل فاقتها عدداً وغمرتها بالدماء .
في مثل هذه ال/روف العصيبة أطل علينا كالبدر في تمامه الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل آية الله السيستاني في خطبة يوم الجمعة بنزق واضح وخطبة رنانة داعياً أبناء الطائفة الشيعية الى مسيرات حاشدة بمناسبة ذكرى حادثة جسر الأئمة وولادة الأمام موسى الكاظم، وهذه المرة حاشدة وباصرار كبير لتعريضهم الى الموت، ودفعهم للركوب في قافلة شهداء العنف الطائفي ! وهو يعلم علم اليقين أن مجرد أشاعة يمكن أن تؤدي الى نفس الموقف الذي حصل العام الماضي، ومن الصعب تفسيركلام الكربلائي ومعرفة دوافعه، ولكن مهما كانت الأسباب والدوافع فأنها لا يمكن ان تدخل في حساب مصلحة أبناء الطائفة، والنتيجة أكدت ذلك ؟
أما من ناحية الحكومة وأجهزتها الأمنية، فقد دعت وزارة الداخلية الزوار للتعاون مع اجهزتها المتهرئة بالأخبار عن المشبوهين، والأبلاغ عن أية حالة تثير شكوك أي شخص يحاول اثارة فتنة طائفية، أو يسعى لأثارة بلبلة ، موفرة بذلك فرصة طيبة، يمكن ان يستثمرها اي ضعيف نفس للوشاية بمن يكن له البغضاء والعداء، وأكد رئيس القوات المسؤول عن الأوضاع الأمنية في المنطقة، بأن الخطة الأمنية أنجزت لمواجهة يوم الزيارة، وأن أجراءات أحترازية أتخذت لتأمين حركة حوالي مليون زائر، ويبدو أن مكتب رئيس الوزراء كان له حدس أكثر من بقية الوزارات والأجهزة الأمنية، فقد كان يتوقع كما يبدو أطباق أرهابية طائرة ستحط في منطقة الكاظمية ، أو ربما هبوط تكفيريين من كواكب أخرى تحارب محبي آل البيت، فقد حذر من ” العناصر المشبوهة والأجسام الغريبة ” !! أما الوزير الطائفي جواد البولاني، فقد خرج متفقداً قواته الأمنية للطمأنة على سير الخطة الأمنية لمدينة الكاظمية، ولم ينسى في طريق عودته أن يحتسي الشاي مع آية الله حسين الصدر ليطمأنه بأن الأمور تجري كما رسم لها، مبشراً بأستلهام دروس الفاجعة السابقة وشاطباً على حدسه الأمني أي زلل أو خلل يمكن أن يحدث خلال هذه الزيارة !
الجميع يترقب ما سيحدث والتوقعات السلبية أضعاف الأيجابية، أن كانت هناك أيجابيات، وفعلاً جاءت الأخبار لتحدثنا بأن حصيلة ضحايا الهجمات المسلحة على مواكب الزائرين بلغت (320) ما بين قتيل وجريح وأن أصابة معظم الجرحى حرجة ؟ أما المشكلة التي رادفت ذلك الوضع المأساوي فأن هناك عجز كبير في الدم والوقود لأخلاء الجرحى ومعالجتهم ؟ وأنتقد وزير الصحة تعاطي وزارتي الداخلية والدفاع مع الحادث، مفيداً بأن أستجابتهما كانت ” بطيئة ولم تتحرك قواتهما بسرعة ” !!!
لقد كانت توجيهات المرجعية أفضل وقود لعجلة هذه الحادثة، وأن الأسلوب الذي أتبعته يثير الدهشة والحيرة، ممزوجاً بالألم والأسى ! فمن يتحمل مسؤولية هذه الدماء البريئة ؟ وهل حقن دماء المسلمين من مهام المرجعية أم نقيضها ؟ وهل وجه السيد السيستاني حقاً بخروج تظاهرات حاشدة كما قال ممثله ؟
أما حكومة المالكي، فنسألها بدورنا من المسؤول عن فشل الخطتين الأمنيتين ؟ وكيف فشلت خطة البولاني الحكيمة لفرض الأمن خلال الزيارة ؟ ولماذا ؟ ومن سيتحمل مسؤولية دماء الأبرياء من شهداء وجرحى ؟ وهل ستتم مساءلة البولاني عن فشل خطته الأمنية ؟ أفتونا يرحمكم الله، فأن أصبتم لكم سيئة واحدة وأن أخطأتم لكم سيئتان ؟
2020-06–0 8-:03
فؤاد محمد السايس من اليمن السعيد
سعادة الاستاذ الفاضل الدكتور يوسف عبدالله مكي رئيس تحرير – التجديد العربي الموقر
تحية من الاعماق وروح عربية صادقه تحملها ويترجمها منبرك تجتمع الكلمات من اتجاهات عديدة ولكن في مجملها تعكس حالة الفرحة ونشوة الانتصار الذي تحقق علي ارض العروبة فلك التحية مرات عديدة ولمنبرك الديمومة .
ما حدث في لبنان اجبر الصهاينة علي الاعتراف بأن نصرا مؤزرا قد تحقق بفضل المقاومة الاسلامية, ولن يهدأ بال الامة الشريفة في هذا الوطن العربي الكبير حتي تزول اثار الهزيمة السياسية (كامب ديفيد – وادي عربة – اوسلو) ويبزغ فجر يوم جديد يحمل في طياته علامات النصر المؤيدة والمؤكدة.
اذ كان الطرف الصيهوني قد دشن الحرب بشعار معركة “الحياة او الموت” كما قال شمعون بيريز و شعار معركة الحضارات, فقد كان الفضل لحزب الله وقائد المقاومة الاسلامية السيد حسن نصر الله ترجمة هذا الشعار بما يتناسب وحجم المعركة وشعارها والموضوعات التي تحمله, فقد حقق لنا الثبات والصمود والنصر.
وترجمة فعلية عكست خيبة امل العدو وطموحاته لما كانت ستؤول اليه هذه المعركة وتعطي نتائج كان الطرف الثاني في امس الحاجة الي نصر مؤكد علي امتنا, حتي يتحقق للدولة العبرية مأربها الشيطانية وتعلن انتصارها الابدي ويبدأ عهدا جديدا من الذل والمهانة والاستكبار. نعم هي معركة الحضارات .. إن النصر آل لهم فأنهم سوف يبطشون ويتجبرون الي ما لا نهاية, وان هذه الامة سوف يؤول مألها الي ما هو واقع حال الهنود الحمر, نهاية (( ساحقه ماحقه)) كما كان يحلوا القول لمعلق التنس المصري المرحوم عادل.
ولكن شعب الجبارين يأبي ان تكون نهاية الحضارة العربية الاسلامية علي أيدي السفاحين النازيين الجدد. إن هذه الحضارة لن تندثر ابدا, وسوف يكون مآل من يريد طمس هذه الحضارة والتنكيل بهذه الامة نهاية مزرية, وسوف ينال أبطالنا منهم ويتم “سحقهم ومحقهم” تماما كما حدث لدباباتهم وفخر صناعتهم.
إن مشروع المقاومة ضد الاستعلاء والاستكبار قد بدأ ولن ينتهي إلا بزوال هذا المشروع, فلن يجدي العويل والبكاء والاصوات والنداءات التي نسمعها عبر صحف العدو اليومية , فقد تحقق لحزب الله النصر وهزيمة بني صيهون تم تدوينها في سجل التاريخ عام 2000 ويؤكد حزب الله من جديد تأكيد نصره المبين .
عقب هزيمة العدو توعد باراك بأن عودتهم للجنوب مؤكدة وان الحساب لن يتم طي قيده, فإذا بنا وبناءا علي توصية اكاديمية صيهونية ((جامعة بيجن للسلام بالنقب)) تأتي بتوصية مؤده تحقيق انتصار دبلوماسي لمحو اثار الهزيمة والتركيز علي تواجد سوريا والعمل علي اخراج قواتها من لبنان عبر الصديق الفرنسي, الذي تولي المهمة بجدارة واستطاع ان يخرج لنا بالقرار رقم 1559 ليحقق مأرب الصهاينة, ويقدم من جديد خدماته الجليلة الغير منقطعة منذ ان قام بتزويدهم بالمفاعل النووي والاسلحة عقب تأسيس دولة الكفر حتي القرار 1559 الذي يؤمن ديمومة الكيان علي ارض العرب الي نهاية هذا العالم علي أيديهم وبذات السلاح النووي الذي يراد منه حماية امنهم.
لذلك في قراءة سريعة فسوف نستخلص بأن العدو وجهه واحد ولن يتغيير بمرور الزمان وتغيير صناع القرار, فمن في القصر الاليزي الذي يحسب بأنه صديق للعرب – وقد كان الملالي ينعتونه (( بجاك عراق)) وكنا نعول علي نصرته للعراق بالكثير من المواقف الايجابية, ولكن لا حول ولا قول, نقول “هو” الذي يقوم بالضغط علي سوريا وتحميلها وزر من ارتكب الجريمة البشعة في لبنان ويحمي بذلك مرتكب الجريمة الفعليه . هذه هي لغة المصالح تدار من (( تحت الطاولة)), لغة المصالح ليس فيها من الخلق والمبادي والمثل البتا .
ونذكر لمن يسعي الان الي “الارتزاق السياسي” ويتقدم بمشاريع تسوية سلمية مع العدو, ويمضي مهرولا, نقول له ” لن يجد من هذا العنوان الكبير البراق الا حلم يتواري امام رياح التغيير القادمة الي المنطقة ويحمل مشروعها هؤلاء الرجال الرجال”. فالمرحلة هي مرحلة المقاومة التي سوف تؤدي في نهاية المطاف الي استرجاع الحقوق بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
لقد حمل سيد المقاومة مشروع المقاومة وفي ذات الوقت مشروع المفاوضات غير المباشر لاسترجاع الاسري, وكان له في مرات عديدة تحقيق مبتغاه. فالترجمة الفعلية لنتائج الحرب كما جاء في كلماتك يادكتور يوسف حفظك الله, هي من يستطيع ان يترجم الحقائق التي وقع عملي . فنتائج ميدان المعركة يتم تحويلها الي نتائج فعلية مثمرة تحقق لهذه الامة الفرحة وتمسح دمعة العين وحسرة فقد الابن والرفيق والاخ والولد والمال وصرح البناء. هذه الترجمة الحقيقية تأتي من خلال إغتنام فرصة النصر المؤزر وحصد ثماره علي طاولة المفاوضات من خلال الصبر والمثابرة والحنكة الدبلوماسية والقدرة علي اخذ واسترجاع الحق المغتصب , ولن يفيد ياسادة ياكرام في 14 ……. ان تعولوا من جديد علي المستكبر العالمي ان يمنحكم حق ضاع نتيجة المكايدة ومحاولة طمس هوية رفيق السلاح الذي ضحي بالكثير من اجل لبنان وعروبة لبنان.
ما يفيد في مثل هذه المرحلة هو التكاتف والتأخي ومناصرة رفيق السلاح والتعاضد معه والاخذ بالاسباب التي تحقق نتائجها علي ارض الواقع, والعمل من اجل لبنان الحاضر والمستقبل. في التقرير الاقتصادي للجزيرة هذا الصباح (23 اب 2006م تفيد المؤشرات إن اجمالي خسائر لبنان الاقتصاديه تجاوزت الخمسة عشر مليار دولار وان كل المساعي التي بذلت خلال العشرة اعوام الماضية ذهبت ادراج الرياح, وان لبنان بحاجة الي استثمارات تفوق العشرة مليارات دولار, استثمار يتم ضخه لاعادة بناء ما تم تدميره في هذه المنازلة والمواجهة مع العدو. اليس هذه الحقائق تكفي ان تترجم ان العدو الصيهوني هو العدو الحقيقي الا يكفي هذه المذبحة ان تدمغ هذا العدو بأنه تجاوز النازيه في عدوانه وعنجهيته وان الحقد يملء قلب وافئدة كل صيهوني يريد الدمار والتنكيل والقتل ومحو هوية لبنان وسطو مكانتها وموقعها السياسي والجغرافي.
فنقول للسادة في 14 ……. كفاكم هرولة وكفاكم حلم اليقظة الذي رأينا عناوين سطوره الاولي في الفترة التي امتدت من 12 تموز يوليو حتي 14 اب اغسطس 2006م علينا العودة الي الروح والفؤاد الي لبنان العظيم الي اخوتنا رفاق السلاح علينا العودة الي بهاء لبنان وعروبته الي من ابكي القلب دمعة بدت في العين شهد لها الجمع في منبر العطاء يوم الاجتماع الاغر لمجلس التجمع العروبي في ارض لبنان الخير يوم رأينا تكاتف الاخوة وعودة الروح الي الجسد الجريح كيف خرجت الدموع من العاطفة الجياشة عنوانها في سطور عريضه تشهد بأن لبنان انتمائه عروبي وتؤكد ان لبنان سيظل عربي الهوية والراية.
تحية اجلال وتقدير لكل عربي لبناني رفض الاستسلام ورفع راية العروبة وحارب وقارع وقاتل وسطر اعظم عنوان لمجد لبنان ولعروبة لبنان اما المشروع الكبير والمخاض الذي تحدثت عنه بتبجح كبير كوندي فنقول لها ((أكد لنا الاطباء في جبهة المقاومة الاسلامية بأن الحمل كان كاذب وان المولود المنتظر فارق الحياة بدون حياء – وشكر الله سعيكم ))
ونبارك لهذا الوطن الكبير هذا الحب اللا متناهي الذي يحمله فؤادك يادكتور يوسف وامثالك كثر في هذا الوطن ولطالما كان الامر كذلك فإن الامة سوف يمتد عمرها لاعوام عديدة وازمنة مديدة ولن ينقطع حبل المودة والتراحم مهما بلغ الامر وان صراع الحضارات يثبت فيه هؤلاء الشباب بأن النصر يعلو وان راية المبادي تنتصر وان هذه الامة العريضة سوف تعطي الدرس لكل محتل مغتصب بأنها مقبرة للغزاة وان رسالتها هي رسالة المحبة وهي (( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)) .
فؤاد محمد السايس – اليمن – كاتب في الصحف المحلي