لن توقفنا المصاعب
حين بدأنا تجربتنا الواعدة قبل ما يقرب من عامين من الآن، تجربة المشاركة في وضع اللبنات الأولى لتجديد الفكر العربي، وبالتالي تجديد مشروع النهضة العربية، كنا على علم بالصعوبات التي ستواجهنا. وكنا على علم أن المشروع بحد ذاته هو تحد لإصرارنا ولتصمينا على العمل، في أن يكون لنا مكان، كبشر أحرار بين الأمم. وجاءت النتائج منذ الأيام الأولى مشجعة.. وكانت استجابة النخب الفكرية والثقافية والمهتمين بالأدب والثقافة والتاريخ والفنون من أبناء هذه الأمة زادنا ورصيدنا. وفي هذه الرحلة اكتشفنا، من خلال الاستجابة، والتفاعل الواعي والسريع مع هذه التجربة من قبل الكتاب والقراء على السواء، كم هي حاجة أمتنا لهذا المنبر. ومع الأيام تطورت نظرتنا له وتعززت ثقتنا في أنفسنا وفي أمتنا، ولم نعد ننظر للتجديد باعتباره مجرد منبر حر، بل تعدت نظرتنا ذلك.. وبدأنا نتعامل معه على أنه مشروع قائم بذاته، وأن مساهمته في تعزيز مقاومات الأمة وصمودها لن يقل أبدا عن دور المناضلين والمقاومين الذين يتقدمون بأجسادهم ومهجهم ليصنعوا فجرا جديدا لهذه الأمة، أو ليست الكلمة قوة محركة؟.
وواجهتنا صعوبات ومتاعب لذيذة وكثيرة عبر هذه المسيرة، وكان ما يثقل علينا في كل مرة نتعثر فيها، ليس أننا انقطعنا لبعض الأيام عن التواصل مع قرائنا وكتابنا فحسب، ولكن خشيتنا من أن يتسرب بعض من الخوف والشك لدى الذين منحونا ثقتهم وتقديرهم بأن هذه التجربة ربما تتوقف قبل أن يحين موعد الحصاد. وهكذا عملنا هنا في أسرة التجديد العربي ليل نهار كي نعيد التجديد إلى الواجهة، ولكي يواصل مسيرته، منبرا عربيا حرا، يلتزم بالثوابت القومية والوطنية، وسيفا مسلطا على الجمود والتخلف والتجزئة.
فإلى الجميع عهدنا على مواصلة المسيرة، ولكل من اتصل وكتب وأبدى قلقه.. وإلى رصيدنا الثابت، زوار هذا المنبر والحريصين على متابعة مسيرته، كل مودتنا وتقديرنا، وتأكيدنا بأن التجديد العربي سيواصل طريقه بذات الروحية وذات النهج، ولن توقفنا الصعاب.
كلمة التجديد العربي
تاريخ الماده:- 2004-07-13