لن توقفنا المصاعب
وقد شاءت الظروف أن يتزامن انطلاق التجديد مع استعار الهجمة الإمبريالية الأمريكية بحق العراق، التي ادت باحتلاله بعد عدة شهور. وتزامن الإنطلاق أيضا بتصعيد حملة الإرهاب الصهيونية بحق أهلنا في فلسطين. وهكذا فرض على الموقع منذ أيامه الأولى أن ينشغل إلى حد كبير بتداعيات اللحظة، باعتبار التصدي القومي لمشاريع الهيمنة والغطرسة والإستعمار هو المقدمة الضرورية لبناء أي مشروع نهضوي. وكانت نتيجة ذلك أن أصبح التجديد العربي أحد المواقع الرئيسية للمقاومة الوطنية في العراق وفلسطين. وبالقدر الذي نندفع فيه بهذا الإتجاه، بالقدر الذي يتعاظم فيه إحساسنا بثقل المسؤولية.. وفي كل مراحل عملنا كان عوننا وزادنا الذي لا ينتضب هو التشجيع المستمر الذي نلقاه من أحبتنا وأصدقائنا، كتابا ومثقفين وقراء ومهتمين بالشأن القومي والوطني.
خلال الأربع سنوات التي مضت واجهتنا مشاكل وصعوبات عديدة، كنا دائما نستلهم من صمود أهلنا في العراق وفلسطين ولبنان، ومن مقاومتهم الباسلة دروسا بليغة في العزيمة والثبات. وكان انقطاعنا عن قرائنا لا يتجاوز الأيام القليلة. لكننا في هذه المرة، صممنا أن يبرز الموقع بشكل جديد، وأن نعيد بناءه ليشكل نقلة نوعية في عالم الشبكات العنكبوتية العربية. وكان علينا أن ننتظر ريثما يصبح العمل مكتملا، لكننا آثرنا أن نعود إلى قرائنا الذين هم بالنسبة لنا جسر العبور إلى أي مشروع نهضوي عربي حقيقي. وعذرنا في ذلك هو أننا نتطلع إلى النهوض بمشروع التجديد في الوطن العربي، والتجديد في أبسط أبجدياته هو حركة دائبة، تأبي السكون.
سيجد قراءنا كثيرا من القصور، في مجالات عدة، لعل أهمها أن الحصيلة الفكرية للموقع خلال الأربع سنوات المنصرمة لا تتوفر حاليا في الأرشيف. ونعد بحلها بأسرع وقت ممكن. وهناك مشاكل أخرى بعضها أصبح ضمن ما هو مدرك بالنسبة لنا، وسوف نعمل على إيجاد حلول لها، وبعضها الآخر، يعتمد على نقدكم واقتراحاتكم ومساهماتكم، بما يعزز من عمل الموقع، ويدفع به باتجاه أداء رسالته الحضارية التي نؤمن بها جميعا.
مرحبا بكم مرة أخرى في التجديد العربي، وعهدا على الإستمرار في رسالتنا رغم كل المصاعب.
اضف تعليق
اسمك بريدك الالكتروني
تعليقك:
تسلسل المقال
هذا المقال هو 2 من 3 جزء. بقية المقالات في الأسفل:
1. عندما يصبح صدام قرباناً
2. لن توقفنا المصاعب
3. فِرَاخُ النُّسُور
تعليقات
* تعليق #1 (ارسل بواسطة عبد المجيد راشد)
الحبيب / د. يوسف مكى
نعزيك و الأمة كلها فى شهيدها المغدور صدام حسين
و عزائنا أن المقاومة مستمرة و الى دحر المحتل و عملاءه
و عزائنا أيضا فى استمرار موقعنا منارة من منارات الفكر القومى العربى ، و مشروع النهضة الحضارية العربية الاسلامية، و تجديده
و الذى يمثل موقعنا المحترم واحد من الأعمدة الرئيسية للتجديد العربى
* تعليق #2 (ارسل بواسطة علي الكاش)
اهلا بكم مجددا فقد كانت نتاجات ومساهمات الموقع تعادل نتاجات عشرات الاعوام وكانت جهودكم الكبيرة المقرونة باصراركم على النجاح والارادة القوية لمواجهة التحديات الجسيمة على كل الاصعد، عامل اساسي لنجاحكم ، نسأل الله عز وجل ان يمدكم بالعون والتوفيق لاتمام مشروعكم الحضاري الكبير ومن الله التوفيق.
* تعليق #3 (ارسل بواسطة محمد الإحسايني)
أهلاً بالتجديد العربي. عاد والعود أحمد. متمنياتي لكم بمناسبة العيدين: الأضحى ورأس السنة الميلادية.
محمد الإحسايني
* تعليق #4 (ارسل بواسطة ندى)
التجديد العربي تجسيد ومتنفس للحلم العربي وباق إن شاء وحمدا لله على عودتكم
وعزاؤنا ومن قلوبنا يادكتور يوسف بشهادة الزعيم الخالد الذي كان شريفا صامدا جبارا حتى في لحظة الإجرام المريرة التي أدمت كل القلوب الشريفة
عقدة حبل التفت حول رقبته تمنى كل حر أبي أن تلف وقريبا على رقبة بوش إن شاء الله
دمت ودام التجديد منبرا لكل الأحرار
* تعليق #5 (ارسل بواسطة لقرعاوي)
مشاريع النهضة القومية والإجتماعية ، خاصة في ظروف التقاطع الإعتراضي والعدواني معها محليا ودوليا، وتناقضاتها الداخلية الموروثة ، يحتم أن تكون تلك المشاريع ذات طابع ثوري ملتزم يكافيء ، بل يتجاوز حدة الإستهداف المحلي والخارجي . وحتى المشاريع النهضوية ذات الطراز التقليدي المتحفظ ، أي الصالوني ، التي لا تريد أن تضع حدودا صارمة للإلتزام ، لا يجوز أن تكون مفتوحة على كل التوجهات الفكرية المعادية دون أن تترك لولاءات الإلتزام حق الرد عليهابالحدة المستوجبة موضوعيا، فقط لأسباب جنتلمانية وبروتوكولية . ألنهضة هي الحركة الأمامية وأول التزاماتها العملية هي مواجهة أعدائها الفكريين والسياسيين والإعلاميين على الساحة وحماية جماهيرها من دسائسهم . فالقضية بالأساس هي دعم توجهات الوعي الأمامي وليس عرضه في حدود اللياقة السياسية ، فهذا قد يكون مقبولا في مجال المنتديات الأدبية والنزهات الفكرية المترفة التي تتناولها .
ألساحة النهضوية القومية أصبحت مستباحة أمام مشاريع “نهضوية” رسمية تمولها الأنظمة العربية لملء الفراغات أمام الوعي وتدارك أخطار الفراغ ، وإحكام قبضتها على الساحة . ولا عبرة إطلاقا في وجود كوادر ملتزمة ونزيهة وواعية في الموقع الإعلامي ما دامت السيطرة ليست لهم . وهم مجبرون في كثير من الأحيان على تجاهل قناعاتهم مسايرة لسياسة الموقع الرسمية .
لو كان هناك موقع نضهوي عربي ملتزم واحد ، لأدرك أن أولى مهامه هو التصدي للعمل السياسي والإعلامي والوعيوي التخريبي الذي تمارسه قناة الجزيرة، بشكل خاص ،والتي أصبحت تسيطر على يومية التلقي في كل بيت عربي . هذا الغول الإعلامي الأمريكي الصهيوني يمثل كل أخطار وأهداف المشروع المعادي للنهضة القومية ، ويسير خطوة بخطوة مع تدرجات هذا المشروع مدججا بكل آليات الفعل ووسائله المادية والبشرية . وبدلا من أن تتصدى له المواقع الإعلامية “القومية” نراها تمنع التصدي له حتى من جانب الآخرين . والأمر مفهوم تماما . فالمشترك بين آل سعود وآل ثاني هو الجوهري ، والهامشي فقط هو موضع الخلاف ، والجزيرة تخدم الجوهري والمشترك وتترك الهامشي في مكانه . والجوهري هو قمع المشروع القومي النهضوي وحصره في دائرة العبث واللاجدوى .
إن مهمة المواقع “القومية” كما قلت هو ملء الفراغات الخطرة للوعي ببدائل وهمية ، واقتناص الكفاءات الفكرية الملتزمة ومحاصرة إمكاناتها في دائرة اللافعل واللاجدوى . وحبذا لو استطاع الموقع تجديد علااقاته وإملاء شروطه على الممول وتوسيع دائرة الحرية أمام العناصر النزيهة داخل الموقع ، لأن تجديد شكل الصفحات في الموقع ليس بذي أهمية حاسمة بالنسبة للقراء .
سأكون سعيدا جدا إذا استطعتم أن تتقبلوا ما قلت برحابة صدر . منطلقي الوحيد هو التعبير عن عما أعتقد، وعن حزني لما نحن وأنتم فيه من قلة الحيلة في هذا الوضع الذي نجبر فيه على تجاهل حتى دماءنا وهي تسيل . أعتذر لكم عن التطفل وأشكركم على إتاحة الفرصة أمامي عليه .
* تعليق #6 (ارسل بواسطة sara)
نا تعليقى موجه للاخ القرعاوى والله لم افهم منك تقريبا الاجمله واحده وهى موقفك من قناة الجزيره اما الباقى ولاتزعل من الصراحه كل الجمل دخلت فى بعضها وكنت الهث وماوصلت لنتيجه
هل يمكن ان تعيد الفكره بطريقه تصل الى فكر متوسطى الدخل ؟؟الفكرى ؟؟
مع شكرى لك وأطيب التحايا
* تعليق #7 (ارسل بواسطة تيسير آل حميدة)
أهلاً بكم أهلاً وبوصلةً ونبضاً ، أهلاً بكم تجديداً وأصالة ، أهلاً بكم شهداء على مذبح الزمن الصعب ، أهلاً بكم شمعة وقنديلاً ، أهلاً بكم دواة حبرٍ طاهرٍ أبي نظيف ، أهلاً بكم خطوةً مستنيرة متبصرة …!
أهلاً بكم حفنات تراب تأبى الإنحناء للعاصفة ، قوتها في تواضعها تجاه تراب الأوطان ، ولسان لا يلحن ، أهلاً بكم خبزاً من قمح الأوطان ، وهواءً من وديانها ، وقصيدة من ربابتها ، وعباءةً من نسجها …
أهلاً بكم أخوة أفاضل ، وأخوات لخولة والخنساء ، وألحاناً للمتنبي وإمرؤ القيس ، والسياب …!!
اهلاً بكم ضيوفاً أعزاء على عقولنا وقلوبنا …!!
أهلا بكم نبحر في ظل شراعٍ واحد …وفي بحر واحد
* تعليق #8 (ارسل بواسطة ألقرعاوي)
إلى سارة :
لايبدو من مضمون تعليقك أنك من ذوي الدخل الفكري المحدود . إن اهتمامك بالتحري وصراحتك وأداتك الناصعة في التعبير عن أفكارك توحي بأن دخلك الفكري أعلى من المتوسط . وإذا كنت لم تتدبري ما أردت قوله في تعليقي الأول فأعترف أنه تقصير مني سببه أن تعليقي هو استمرار لحوار سابق مع التجديد العربي . وخلاصة ما قصدت أن أقول أن كثيرا من المواقع الجادة تصر على أن لها سياسة مبدئية ثابتة في التعامل مع ما يصلها من نصوص ، ولكن يحدث أحيانا كثيرة ما يخالف هذا الموقف ، مما يثير التساؤل حول مدى حرية القرار التحريري داخل هذه المواقع . وعلى سبيل المثال كتبت مؤخرا تعليقا على مقال للمفكر مطاع صفدي تساءلت خلاله عن موقف النظام السوري مما يدور حولنا ، ولكن التعليق لم ينشر لدهشتي الشديدة ، رغم أنه لم يتضمن أية إساءة لأحد . هذا ما قصدت قوله إضافة إلى بعض التذكير بأهمية الإلتزام في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا . ولك احترامي وأعتذاري .