لماذا تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد؟
أثارت التصريحات التي أطلقها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، والتي شكك فيها بوجود الهولوكوست، وطالب فيها بإزالة إسرائيل واقترح استضافتها على الأراضي الألمانية والنمساوية لغطا كبيرا داخل الكيان الصهيوني وفي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
فقد دعت الحكومة الإسرائيلية العالم إلى التحرك ضد إيران، واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز موقف أحمدي نجاد إثباتا لعنصرية النظام الإيراني ومناهضته للسامية. ومن جهته، شبه وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم تلك تصريحات بأنها ناقوس خطر ينبغي أن يدفع العالم إلى إدراك طبيعة الجهة التي يتعامل معها. واستدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني وقدمت احتجاجا ضد تشكيك الرئيس الإيراني في المحرقة النازية لليهود واقتراحه نقل إسرائيل إلى أوروبا. ودعا بول شبيجل رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على إيران وطردها من الأمم المتحدة. وفي واشنطن قال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض إن هذه التصريحات تعزز بشكل أكبر المخاوف من النظام في إيران وهو سبب يوضح بشكل أكبر أهمية عدم تمكين هذا النظام من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية. وفي نيويورك، صدر بيان عن الأمم المتحدة قال إن عنان صدم لدى سماعه هذه التصريحات من رئيس إيران. وذكر عنان أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت الشهر الماضي على قرار يحظر نفي حصول محرقة اليهود وخصص يوم 27 يناير يوما خاصا لتكريم ذكرى ضحايا النازية. وقالت بنيتا فالدنر، في بيان صدر ببروكسل باسم المفوضية الأوروبية إن تصريحات الرئيس الإيراني غير مقبولة وعلى القيادة الإيرانية والشعب الإيراني أن يفهما أن مثل هذه التصريحات يمكن أن تثير القلق حول دور إيران ونياتها في المنطقة.
يسلط هذا الحديث الضوء على الأسباب التي أدت إلى صدور التصريحات الإيرانية في هذا الوقت بالذات، وربطها بالمتغيرات السياسية في المنطقة، وعلاقتها بالصراع الدائر والمحتدم الآن بين القوات الأمريكية والمقاومة العراقية، من جهة، والتغيرات الدراماتيكية التي تجري على قدم وساق في خارطة التحالفات المحلية العراقية للقوى المؤيدة للاحتلال الأمريكي من جهة أخرى، وأيضا الصراع المتقابل بين الإستراتيجيتين الأمريكية والإيرانية للهيمنة على الأوضاع في العراق. كما تناقش المقالة ردود الأفعال الصهيونية والأوروبية والدوافع التي أوحت بها.
وابتداء نشير إلى أنه رغم ما يبدو على السطح من تنافر حاد بين سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وبين سياسات النظام الإيراني في المنطقة، فإن القراءة المعمقة للأوضاع تؤكد بما لا يقبل الشك أن العلاقة بين الطرفين اتسمت بالبراجماتية والتفاهم المشترك الذي بلغ في مراحل عدة حد التنسيق الكامل. وكان ذلك واضحا أثناء الحرب العراقية- الإيرانية. وقد وضح للعالم أجمع في القضية التي عرفت بإيران كونترا، والتي كشفت عن تعاون تسليحي بين إسرائيل وإيران، وضلوع عدد من الجنرالات الأمريكيين في تلك الفضيحة، على رأسهم أوليفر نورث. وفي السنوات الأخيرة، بلغ التنسيق بين الأمريكيين والإيرانيين حد التكامل، والتطابق في استراتيجية الاحتلال لكل من أفغانستان والعراق. وقد أشاد نائب الرئيس الإيراني السابق، محمد علي أبطحي بذلك التنسيق بقوله: “لولا الموقف الإيراني وإيران لما سقط نظام طالبان ونظام صدام حسين، ولولا الموقف الإيراني والجهود الإيرانية لما نجح مؤتمر روما الخاص بالقضية الأفغانية”. وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، كولن باول قد شكر إيران “على رؤوس الأشهاد”!!.
إذن فما الذي دفع بالرئيس الإيراني لاختيار هذه اللحظة لإطلاق تصريحاته النارية بحق “محرقة اليهود” ومطالبة الألمان والنمساويين باستضافة إسرائيل في أراضيهم بدلا عن فلسطين؟.
أشرنا في حديث سابق إلى أن الساحة العراقية أصبحت الآن مركز صراع بين الأمريكان والإيرانيين. ونوهنا إلى رغبة الأمريكيين في الخروج السريع من العراق، تفاديا للوقوع في فيتنام جديدة بدأت تتكشف ملامحها، وإلى أن الإيرانيين يحاولون الإمساك بخناقهم هناك، ووضعهم أسرى في المستنقع العراقي، لأن ذلك يخدم استراتيجيتهم المحلية، ويخفف الضغوط عليهم، فيما يتعلق بالملف النووي.
في هذا الصدد، يبدو أن كلا الطرفين يحاول أن يستخدم كافة الأوراق المتاحة لديه بمهارة.فالإدارة الأمريكية تستخدم جملة من الأوراق الرئيسية في مواجهتها مع إيران، بضمنها العزل السياسي لحلفائها بالعراق من خلال كشف جرائمهم، كما حصل عند الحديث عن دور عناصر فيلق بدر في تعذيب السجناء في عدد من مقرات وزارة الداخلية، وبالأخص في مركز الجادرية. وتضغط الإدارة الأمريكية أيضا على إيران، من خلال التهديد بإعادة الاعتبار لعناصر بارزة تعاونت أو شاركت في الحكم مع النظام السياسي الذي كان قائما حتى سقوط بغداد، وأيضا من خلال إعطاء دور أكبر للزعماء التقليديين من الطائفة السنية. كما تلوح الإدارة الأمريكية أيضا، بتصعيد المواجهة مع إيران داخل أروقة الأمم المتحدة باستخدام الملف النووي الإيراني.
الأوراق الإيرانية في هذا الصراع، رغم محدوديتها، لا تبدو ضعيفة. فإيران تمسك بخناق الجيش الأمريكي في العراق. ويقوم حلفاؤها بالترويج المستمر لمخاطر الانسحاب الأمريكي المبكر من بلاد الرافدين، مشيرين إلى أن ذلك سيلحق خطرا كبيرا بالمصالح الأمريكية. ومن جهة أخرى فإن الميليشيات الحليفة لإيران لن تتردد في الانصياع لأوامر رؤسائها، وفي هذا الاتجاه قامت ببعض العمليات الاستعراضية المحدودة، لغايات تكتيكية، في مؤشر واضح أنها لن تتردد في المستقبل عن أداء أدوار مماثلة، لصالح إيران إذا ما احتدم الصراع بينها وبين الإدارة الأمريكية.
وفي هذا الاتجاه، تجيء تصريحات أحمدي نجاد لتشكل ورقة ضغط أخرى. فهي من جهة تقول للولايات المتحدة إن إيران لن تتردد عن العودة إلى خط الإمام الراحل الخميني، إذا ما وجدت أن ذلك سيشكل طوقا للنجاة بالنسبة لها. فمن خلال التشدد ضد الصهاينة ستستطيع تحشيد المسلمين في العالم بأسره، الذين لا يختلفون مطلقا على عدالة القضية الفلسطينية وحق شعبها في العودة إلى دياره وقيام دولته المستقلة فوق ترابه الوطني، وتعول إيران على التحشيد ضد الإسرائيليين وضد الشيطان الأكبر، وإعادة البوصلة إلى مكانها الأصل، الذي بدأت به الثورة الإسلامية الإيرانية.
وتحمل هذه التصريحات أيضا إشارات واضحة للصهاينة والأوروبيين أيضا، مستنكرة مواقفهم المتجانسة مع السياسات الأمريكية ضد إيران في العراق وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني. فهي تقول لهم بشكل مباشر، إن وقوفكم مع الضغوط الأمريكية ضد إيران لن يقابل بالصمت من قبل حكومتها. إنها محاولة يائسة لتحييد الأطراف الأخرى الضالعة في تأييد الضغوط الأمريكية على إيران. وسوف تتغير هذه اللغة عندما تتغير السياسات.
سوف تستمر لعبة القط والفأر لمرحلة قادمة ربما لن تطول، لأنها مرتبطة بالصراع الدائر على الأرض بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكي. وقد بدا واضحا أن موازين القوة بين الطرفين أخذت تختل لصالح المقاومة العراقية. وقد خرج مؤخرا الحديث عن انسحاب أمريكي من العراق، عام 2006، عن نطاق الأروقة الضيقة إلى المناقشة العلنية في الكونجرس الأمريكي وأجهزة التلفاز والصحافة المحلية. كما أطلق سراح عدد من المسؤولين الكبار في الحكومة العراقية السابقة وحزب البعث، وصار من المألوف الحديث عن اتصالات سرية تجري بين أطراف من المقاومة العراقية وجيش الاحتلال. إن مصادر أمريكية عدة تؤكد أن الانسحاب الأمريكي من العراق سوف يبدأ بشكل تدرجي مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، وسوف يرحل الأمريكيون عن العراق قبل نهاية عام 2006. وخلال هذه الفترة ستسيل مياه كثيرة، وستتغير تحالفات، ستلقي بظلالها حتما على الصراع الخفي الدائر الآن بين إيران وحلفائها وبين الأمريكيين، وستحكم تلك التطورات سلبا أو إيجابا علاقة إيران بالإدارة الأمريكية.
لماذا وقف الصهاينة والأوروبيون موقفا حادا من تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول المحرقة، واستضافة إسرائيل في أراضي ألمانيا والنمسا، ذلك ما ستجري مناقشته في الحديث القادم بإذن الله.
yousifsite2020@gmail.com
د. يوسف مكي
تاريخ الماده:- 2005-12-21
2020-05–1 2-:05
عامر الهشلمون من uk
نجاد يطلق تصريحات نارية ضد الصهاينة ويجلد العرب!
المهندس عامر الهشلمون
خرج علينا هذه الأيام حاكم إيران ليعيد علي أسماعنا الأسطوانة القديمة التي رددها علينا غيره من الحكام وعلي مدار أكثر من نصف قرن، معلنين فيها عبر خطاباتهم النارية وشعاراتهم الرنانة حربهم علي إسرائيل وشعب إسرائيل.
في بادئ الأمر أعلنوا رفضهم القاطع حتي لفكرة قيام دولة للصهاينة، وبعد الضغوطات عليهم من أسيادهم البريطانيين إذا بهم يعلنون تأييدهم التام لقيام هذه الدولة.
وها هو البطل المبجل حاكم إيران صاحب التصريحات القوية، يذكرنا بمسرحيات قديمة زعم فيها بعض الزعماء العرب والمسلمون حرصهم علي تحرير فلسطين، وهم يعملون ضدها، لكن مسرحيته كانت أقصر من الذين سبقوه. فقد أنهي المشهد الأول منها بسرعة وتراجع عن عزمه مسح دولة إسرائيل عن الخارطة إلي موافقته علي نقلها إلي أوروبا كما صرح في مؤتمر القمة الإسلامي الأخير، ولا ندري إلي أين سيصل بها في المشاهد القادمة ولا أظن أنه سيزيد علي غيره من الحكام وسينتهي به المطاف إلي الارتماء في أحضان الأمريكان ودولة الصهاينة.
ودون الخوض الطويل في فضائح إيران وغيرها ورجوعا إلي رفسنجاني حيث صرح وبكل بجاحة قائلا: “لولا مساعدة إيران لما استطاعت قدم أمريكا أن تطأ أرض العراق وأفغانستان” ولهذا فحكومة إيران كانت سكينا بيد الأمريكان ضد المسلمين في العراق وغيره، فبعد أن كانت الشيطان الأكبر صارت الحليف الأمثل، وأمريكا هي روح إسرائيل فكيف لمن أراد مسحها من الخريطة أن يكون حليفا لروحها؟
أما في الحرب المعلنة علي الإرهاب “الإسلام” فإن إيران كانت من السبّاقين، في هذا المجال، لتسلّم المسلمين بالجملة لأميركا من أجل نيل رضاها. وكلنا يذكر ذلك الشاب الأردني وسام عبد الرحمن احمد “أبو عبيدة” حيث ذكر ما تعرض له من تعذيب وإهانات هو ورفاقه الاثنا عشر في غوانتنامو، وكان الذي سلمهم للمخابرات الأمريكية في أفغانستان هم الإيرانيون. وأختم بالقصة المعبرة التي تعلمناها في الصغر، قصة الصياد الذي أراد ذبح الحمامتين، فسالت دموعه لغبار دخل في عينيه، فقالت إحداهما للأخري “يظهر أن الصياد قد أشفق علي حالنا فبكي”، فقالت لها الأخري وكان الصياد يحمل سكينا كبيرة بيده “أنظري إلي يديه ولا تنظري إلي عينيه”.
وأنا أقول لا تسمعوا لقوله ولكن أنظروا إلي عمله!.
2020-05–1 2-:01
أبو فاطمة من العراق
أولاً أريد أن أعرف شيئاً محدداً وهو إلى متى نظل نضع أصابعنا على آذاننا ونمنع أنفسنا من سماع الحقيقة التي إخترقت عنان السماء وانتشرت في الكون ألا وهي أن كل الدول العربية لا تستطيع أن تفعل عشر ما فعلته هذه الجمهورية الإسلامية التي وقفت بوجه أعتى طاغوت ومتكبر في العالم وهو الشيطان الأكبر وابنتها المدللة إسرائيل بالتبني ، كم أتمنى من العرب أن يقولوا الحقيقة المرة والتي يتجرعونها يومياً مجبرين فأسالكم بالله الذي تدعون أنكم تعبدونه من الذي أخرج إيران من فم أمريكا وإسرائيل والدول الغربية والتي كانت تعيث في أرض إيران الفساد بواسطة عميلهم الفاسد البهلوي أليس هو السيد الخميني ومن الذي أسس المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان ودعموهم بالعدة والعدد أليس إيران وها هو حزب الله تهابه اليوم دول العالم أجمع ومن الذي دعم المقاومة الفلسطينية ضد اليهود الأنجاس مادياً ومعنوياً أليس إيران وفي المقابل من الذي وقف ضد الجمهورية الإسلامية في حربها المفروضة عليها من قبل طاغية العصر صدام وبأمرٍ من أمريكا أليس هي الدول العربية ما عدا سوريا في حينها ومن الذي أعطى الأموال لصدام وقالوا له منا المال ومنك الرجال أليس هي الدول العربية ومن الذي وقف متفرجا وهو يرى مذابح الشعب الفلسطيني من قبل اليهود الحاقدين أليس هم الدول العربية من الذي ومن الذي سهّل للقوات الأمريكية غزوها للعراق أليس هم أنفسهم ومن الذي يحاول جاهداً إخفاء علاقته الوطيدة مع اليهود الحاقدين وتوسلهم حتى وصلت الحالة إلى مسح أحذيتهم للإبقاء على وجودهم مسلطين على رقاب شعوبهم أليس هم فإلى متى نبقى (نغشم) أنفسنا ولا نقول الحقيقة التي فاحت رائحتها يوماً بعد يوم حتى أصبح من الصعب كتمانها فيكفي لإيران الفخر بأن كانت هي السبب في طرد اليهود الأنجاس ومن لف لفهم من إيران ودعمهم لحزب الله علانيةً حتى تم طرد اليهود من جنوب لبنان فاتقوا الله الذي ترجعون فيسألكم عما قلتم وفعلتم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين 0
2020-05–1 2-:01
حبيب الحبيب من leb
كمان تسميها مقاومة داخل العراق ، حقا انك بعثي حتى النخاع، شكثر استلمت من مبالغ
2020-06–0 4-:03
فؤاد محمد السايس من اليمن
نتقبل وجهة نظر السيد احمدي نجاد وهي حقيقة لابد من فهمها ان ما يعرف بالكيان الصيهوني وما يمارسه من اعمال تتعدي نطاق الاراضي المحتله لتصل الي العراق وايران والسعي وراء اضعاف كل حلقات القوي المتواجده حتي ينعم باحتلاله للاراضي العربية لذلك وان كان هناك اختلاف مع المواقف الايرانية لجهة احساسنا بالحق العربي في العراق الا ان الساعة تقتضي ان نقف مع ايران حتي لا يتفرد بنا العدو الغاشم وما ذكره الرئيس الايراني لجهة مسئولية ابناء المنطقة من المحرقة الغير مؤكد وقائعها نقول ان من اقترف الذنب يجب ان يتحمل وزر ذلك واقامة دولة لهم في الاسكا خير تغفير عن الذنب المغترف من قبلهم