صهاينة أم يهود؟

0 176

قبل أسبوعين بثت قناة الجزيرة برنامجا تحت عنوان:”عرب يهود أصوات غير مسموعة”، تناول أوضاع اليهود العرب داخل أراضي فلسطين عام 1948. ركز البرنامج على أوضاع اليهود في البلدان العربية قبل تهجيرهم إلى فلسطين، بعد النكبة. وقد شارك في البرنامج الباحث الأكاديمي والشخصية الفلسطينية البارزة، عضو الكنيست الإسرائيلي الدكتور عزمي بشارة. وقد طرح البرنامج الكثير من القضايا والمعلومات الهامة، مما كان في النية مناقشته عند الإجابة على السؤال الذي طرح قبل عدة أسابيع: هل من سبيل لإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني؟.

 

حوى البرنامج المذكور معلومات قيمة عن أوضاع اليهود العرب قبل وبعد هجرتهم إلى فلسطين، لا تسمح لنا المساحة المتاحة هنا عرضها. والخلاصة التي يصل لها متابع هذا البرنامج “الوثيقة” من خلال اللقاءات والمتابعات والمناقشات التي وردت فيه هي تعذر القضاء على الذاكرة الإنسانية. لقد كان سهلا على الصهاينة الانتصار عسكريا، في الحروب التي خاضوها ضد العرب، وانتزاع الأرض، وفرض الهيمنة، أما فرض الأفكار على الآخرين، ومسخ الهوية فلهما شأن آخر.. إذ ليس بمقدور أية قوة غاشمة أن تغير عقائد الناس وهوياتهم بالقسر والقهر.

 

فبعد ثمانية وخمسين عاما على النكبة، وفرض الكيان الصهيوني المصطنع، لا يزال كثير من اليهود العرب يصرون على انتمائهم العربي، ويرفضون العقيدة الصهيونية. يتصل المشارك الأول بالبرنامج، مشيرا، دون ذكر اسمه، إلى أنه يهودي عربي… ويتبعه آخر معرفا نفسه بسعيد، وأنه يهودي عراقي.. أنا يهودي عراقي.. أنا عربي… وتتوالى الاتصالات.. إيال بزاوي يقول أنا يهودي من مصر.. أنا يهودي عربي، وشمعون بلاص يقول أنا كاتب وأديب يهودي عراقي وأنا يهودي عربي.. سمير نقاش يشير إلى أنه كاتب ومؤرخ يهودي عراقي.. نحن يهود عرب عراقيون. لقد حاولوا نزع جذورنا العراقية، لكن تلك الجذور رفضت أن تُزرع في إسرائيل. فأنا طبعا عراقي في الصميم وفي الفطرة وفي كل أحاسيسي ومشاعري ولغتي وعاداتي وتقاليدي.

 

لقد أدرك الصهاينة بعد قيام كيانهم أنهم بحاجة إلى قوة بشرية كبيرة. ومع أن مشروعهم، كما أشرنا في الحديث السابق، كان استيطانيا أوروبيا خالصا لكن صانعيه أدركوا لاحقا جملة من الأسباب التي تستدعي تهجير اليهود العرب والشرقيين إلى فلسطين المحتلة. كان السبب الأول هو عدم وجود كثافة سكانية كافية لديهم، لإدارة قضايا الحرب وخلق توازن مع التوسع السكاني الفلسطيني، في فلسطين، والمخيمات الفلسطينية في المناطق المجاورة. والسبب الآخر، هو أن الأوروبيين، باعتبارهم العمود الفقري للمشروع، والطبقة الأرستقراطية الحاكمة، كانوا بحاجة إلى أيد عاملة تتسم بالرخص من جهة، وبالانتماء لعقيدة الدولة من جهة أخرى. وقد أضافت هجرة اليهود العرب إلى فلسطين للصهاينة ذريعة أخرى يتعللون بها في معرض دفاعهم عن اغتصابهم الأرض العربية، بالقول بأن ما حدث في فلسطين كان نزوحا سكانيا متبادلا. بمعنى أن الفلسطينيين طردوا من فلسطين، وبمقابل ذلك طرد اليهود العرب من الأقطار العربية، مشبهين ذلك بما حدث لباكستان والهند، حيث نزح السكان الهندوس من باكستان إلى الهند، ونزح مسلمون بالمقابل من الهند إلى باكستان. وهكذا عمل الصهاينة، بعد احتلال فلسطين مباشرة، على تشجيع أبواب الهجرة اليهودية المشرقية إلى فلسطين، بل وسعوا في بعض الأحيان إلى استخدام وسائل الوعد والوعيد والإكراه، وبخاصة في مصر والعراق واليمن، لإرغام اليهود على مغادرة أوطانهم والتوجه إلى الكيان الوليد، “إسرائيل”.

 

وفي هذا الاتجاه، مورست عمليات اغتيالات ونهب، وإلقاء قنابل يدوية على المعابد اليهودية لترهيب اليهود وإجبارهم على الهجرة. ومن المفارقات أن عددا من الذين رفضوا الخضوع للابتزاز الصهيوني قد هجروا من أوطانهم بالقوة من قبل الوكالة اليهودية، مكبلين بالقيود إلى فلسطين، وحين وصلوا إلى فلسطين أضربوا عن الطعام، استنكارا للممارسات الصهيونية بحقهم، وأوضحوا رغبتهم في العودة إلى أوطانهم. وبعضهم، استقروا بالأرض المحتلة لفترة قصيرة، وانتهزوا أول فرصة للهروب من جحيم الاستيطان الصهيوني وهاجروا بعيدا، إلى خارج الوطن العربي.

 

ولا جدال في أن حالة احتقان الشارع، في تلك الأقطار العربية خاصة بعد مجازر دير ياسين وبئر السبع قد ساهمت في تسعير المشاعر العدائية ضد اليهود، مما جعل الحياة تبدو صعبة بالنسبة لكثير من اليهود العرب. وقد أدى الضغط الصهيوني وحالة الاحتقان لدى العرب، وخشية اليهود من حملات إبادة بحقهم إلى نزوحهم عن بلدانهم.

 

لكن الذي لا شك فيه أنه على الرغم من نجاح الصهاينة في الضغط على اليهود للنزوح عن أوطانهم العربية، فإن عددا كبيرا لا يستهان به منهم، لم يرضخ للإغراءات الصهيونية بالهجرة إلى فلسطين، وفضلوا بدلا عن ذلك، الهجرة والاستقرار في بلدان أخرى بأوروبا وأمريكا اللاتينية. فعلى سبيل المثال، هاجر عدد كبير من اليهود المصريين إلى الأرجنتين، وأقاموا جالية كبيرة فيها. وواصلوا تعليم أبنائهم اللغة العربية. واستمروا في الاحتفاظ بالفلكلور الشرقي وتناول الأطعمة المصرية، وسماع أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وأسمهان.. وكذا الحال، بالنسبة لليهود العراقيين واليمنيين، فكثير منهم استقروا في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، بلوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك وباريس ولندن.. ولا يزالون يعيشون في تلك البلدان حتى يومنا هذا.

 

أما من هاجر من اليهود العرب إلى فلسطين، فقد سعت الحركة الصهيونية لاحتوائهم، مباشرة بعد وصولهم، من خلال تأهيلهم للاستقرار والتكيف مع واقعهم الاجتماعي الجديد، الأوروبي السمات، عن طريق غسل أدمغتهم، وقتل ذاكرتهم الجمعية، وإحلال انتماء آخر جديد مصطنع، وقومية جديدة تبعدهم، عن كل ما هو عربي وشرقي في حياتهم وثقافتهم وتراثهم، وبالتالي تجعلهم يتنكرون لإنجازاتهم وإبداعاتهم الفكرية والتاريخية والأدبية التي صنعوها في حقب تاريخية ممتدة، بحكم انتمائهم للثقافة العربية. وكانت الخطوة الثانية، هي وضعهم في الخندق المعادي للثقافة والفكر العربيين، وبالتالي لمواجهة المشروع العربي الحضاري، والمشاركة في الحروب العدوانية المتكررة على الأمة العربية.

 

لكن تحقيق ذلك لم يكن دائما بالأمر الممكن، لم يكن المستوطنون الأوروبيون من اليهود، يعرفون الشيء الكثير عن نمط التدين عند اليهود العرب، وكانوا يتوقعون سهولة اندماجهم بالثقافة الأوروبية الوافدة، لكن اليهود العرب كانوا عصيين على الاندماج. فقد حافظوا في تدينهم وممارسة طقوسهم على طابع فلكوري شعبي. وساهم التباين الكبير بين العقلية الشرقية المحافظة التي أتوا بها والطابع الغربي للمستوطنين الأوروبيين، في توسيع شقة المسافة بين ثقافاتهم.

 

ومن جهة أخرى، فإن الممارسات العنصرية للإشكنازيين، قد وسعت من نظام الفصل العنصري الذي مورس منذ البداية بحق الفلسطينيين الذين صمدوا أمام الإرهاب الإسرائيلي وتمسكوا بالبقاء في أرضهم، ليشمل اليهود العرب “السفارديين”، بما يعزز مستقبلا من إمكانية قيام تحالف بين العرب الفلسطينيين وبين اليهود العرب، في مواجهة الممارسات العنصرية الأوروبية.

 

ورغم أنه من المبكر القول بشكل جازم، إن صمود الثقافة العربية لدى اليهود المشرقيين، والممارسات العنصرية من قبل الطبقة الحاكمة قد أديا إلى خلق مواقف معادية لدى اليهود العرب للسياسات الإسرائيلية التوسعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأيضا فيما يتعلق بالممارسات العدائية الإسرائيلية تجاه البلدان العربية المجاورة فإن هناك مؤشرات تؤكد على تنامي الوعي لدى قطاع كبير من اليهود العرب بعدم عدالة المواقف الصهيونية، وتعارضها مع المواقف الأخلاقية للديانة اليهودية، وخروقاتها الفاضحة للقانون الدولي.

 

فخلال الغزو الصهيوني للبنان، واحتلال الجيش الإسرائيلي لمدينة بيروت، رفض جنديان إسرائيليان من أصل مغربي القتال ضد اللبنانيين، وتبعا لذلك تعرضا لعقوبة السجن مدة ستة أشهر. وحين أطلق سراحهما قاما بجولة شملت أوروبا وأمريكا الشمالية، فضحا فيها الممارسات الإرهابية الإسرائيلية, وبضمن تبريراتهما التي سيقت كسبب لرفض المشاركة في قتال اللبنانيين، كانت الإشارة إلى انتمائهما العربي، وبأنه لم يكن بإمكانهما قتال جيران مسالمين تربطهما بهم علاقة الثقافة واللغة والجوار. وليس ببعيد عنا تشكيل جمعيات دعم ومساندة للشعب العراقي، من قبل اليهود العراقيين في فلسطين، أثناء فترة الحصار الذي فرضته الإدارة الأمريكية على العراق، منذ بداية التسعينيات حتى احتلاله في نيسان/ أبريل عام 2003. وتشير وثائق حركة السلام الإسرائيلية الآن إلى أن غالبية أعضائها هم من اليهود الشرقييين، بما يدعم فرضيتنا بإمكانية خلق حقائق جديدة، فيما يتعلق باتجاهات ولاء اليهود العرب.

 

بقي علينا أن نوضح علاقة ذلك بإمكانية انبثاق مشروع لهزيمة المشروع الصهيوني، وذلك ما سوف تكون لنا وقفة معه في الحديث القادم بإذن الله.

 

yousifsite2020@gmail.com

 

 

 

 

د. يوسف مكي

تاريخ الماده:- 2006-06-28

 

 

2020-06–0 6-:03

جليلي من حيفا

اخي المحرر، مع الاحترام لقناة الجزيرة، ليس كل ما يملع ذهباُ. وقعت الجزيرة واوقعتكم في اخطاء فاضحة في فهم المقروء.

على الرغم مما قيل وكل ماقد يقال من الكلام الجميل المنمق، ففي التلخيص النهائي للمعادلة، يشكل الشرقيون، تماما كما الغربيون، استثمارا ماديا وبشريا للمشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين. ولا حاجة هنا للارقام، الشرقيين اكثر من الاشكناز في اسرائيل اذا ما لم نحتسب الهجرة الروسية الاخيرة من ضمنها،والتي تشكل حوالي 20 % من المجموع السكاني.ان كل شرقي،او يهودي عربي، كما يحلو للبعض ان يسميه، موجود او متواجد هنا في فلسطين، حتما وقطعا يحتل موقع او حيز او مكان لفلسطيني لاجىءاو نازح الخ من الخانات التي تضع اسرائيل فيها الفلسطيني.

ثم يا اخي المحرر، منذ ما يقارب ثلاث سنوات اقر الكنيست الاسرائيلي قانون امتلاك البيت {العقار} الذي يستأجره اليهودي من الشركات الاسكانية الحكومية، والقانون جاء خصيصاليخدم وليدعم اليهود الشرقيين وبخاصةالجيل الثاني منهم، علما ان الدولة احالت الى هذه الشركات الاسكانية ادارة “املاك الغائبين”، اي الفلسطينيين من لاجئي حيفا وعكا واللد والرملة وغيرها،مثلا. للامانة لم اسمع ولا حتى همسة من كل هذه الاسماء التي رايتها مطلة علينا من علياء شاشة الجزيرة. في حين صرح يهودي شرقي واحد ووحيد، وكان التصريح النشاز الوحيد في اوركيسترا الشرقيين، بضرورة اعادة النظر في هذا القانون. بحيث يستفيد منه الفلسطينيون مواطنو الدولة،باعتباره من رصيد الدولة، منوها الى الحاجة بضرورة اعادة النظر في اقتسام “الثروة القومية الاسرائيلية”.

ان المشروع الصهيوني، كذلك ومن بين اهدافه الكثيرة، يحمل في ثناياة اضخم مشروع اقتصادي استثماري تم تنفيذة في القرن العشرين، وفق تقديري. هل لك ان تتخيل ما تساويه عقارات بحجم فلسطين وبموقع فلسطين و..و.. الخ. “ويهود العرب” كما يحلو لبعض فرسان العولمة وصفهم، ليسوا سوى شركاء في هذا المشروع بمن فيهم سعيد العراقي، فهل له ان يفيدنا اين تقع املاكه وعن اي جد ورثها؟! اما عن ما يصف هو نفسه به “عربي يهودي” فلا حاجة للاطالة، في بلادنا مثل يقول: عند الشِّدة كل مين يلبس قبعو ويلحق ربعو. وهذا ما كان في المفارق الاساسية في تاريخ هذا الشرق؟!

اقول هذا وهذا قليل من كثير لتوضيح ما اعترى ليس حاسة البصر، بل وكافة الحواس بما فيها البصيرة عند معظم العرب، من المحيط الى الخليج. ولا غرو وصلنا الى هنا!

 

2020-06–0 6-:04

علي الكاش من اليونان

الأستاذ يوسف مكي المحترم

تحية عطرة

أن الأدمان على قراءة مقالاتك لها فوائد جمة من اهمها انها ترجع ذاكرتنا الى الكثير من المواضيع التي نسمعها كل يوم لكنها تمر علينا مر الكرام بهدوء دون ان نعطيها الأهتمام المفروض، فتشحذ مقالاتك ذهننا ليجمع المعلومات ويصبها في تعليقات نتمنى ان تعزز ما تكتبه والحقيقية ان الموضوع الذي تتحدث فيه عن الربط بين اليهودية والصهيونية وإسرائيل أمر مهم جداً وهو قد يكون ملتبساً عند الكثرين الذي يخلطون بين هذه المفاهيم الثلاثة عن إدراك أو بدونه، واتمنى ان ينعم علينا قلمك الرصين بمقال لاحق عن العلاقة بين الماسونية والصهيونية، وفقك الله ووفق الأقلام الحرة جمعاء في خدمة الصالح العام .

كما أشرت سيدي فأن الصهيونية هي حركة يهودية بدأت تتخذ ملامحها الحقيقية في نهاية القرن التاسع عشر بالرغم من جذورها الدينية والتأريخية القديمة، وكان أول ظهور رسمي لها في مؤتمر بازل عام 1897 في سويسرا، وقد تمخض عن الأجتماع المذكور ولادة ما يسمى بالحركة الصهيونية العالمية، وجاء في المؤتمر قرار نص على إيجاد وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام، وقد جاء مع القرار آلية تنفيذه من خلال التحرك على الدول الكبرى لكسب تأييدها لمشروع القرار الآنف الذكر.

وتعرف الصهيونية بأنها ” الحركة القومية التحررية للشعب اليهودي” أما إسرئيل فهي ” دولة الشعب اليهودي في العالم “

وقد أعتمدت هذه الحركة على المتراكم الهائل من الأيدلوجيات الأوربية والجذور الدينية لليهود إضافة الى النزعات القومية المتشددة في العالم، وأهم مميزات الأيدلوجية الصهيونية هو ان الشعب اليهودي شعب كبير ومشتت في أصقاع العالم وانه بحاجة الى وطن يلم هذه الأشتات، وان الشعب اليهودي من أنقى شعوب العالم فأنهم شعب الله المختار واصولهم السامية ترجع الى العبرانية القديمة، وان اليهود ينفردون عن شعوب العالم من أنهم يعانون من عداء شعوب العالم لهم من خلال العداء للسامية، وان وضعهم لايتناسب مع حجمهم الديني والتأريخي، وان هذا الدين والتراث قابل للضياع والأضمحلال وبالفعل فقد الكثير منه بسبب هذا التشتت وهو مهدد مالم تتخذ خطوات سريعة وجدية لأنتشاله، مما يتطلب تظافر الجهود للحفاظ على المتبقي القليل منه، لذا يقول الحاخام ايلي سويا ” الصهيونية قيمة دينية وليست علمانية” ويذكر المفكر اليهودي اريية درعي ” الصهاينة الحقيقيون هم الذين يحافظون على شرائع التوراة ” وان هذا ألامر يستلزم الدولة القومية التي من خلالها فقط يمكن لليهود المحافظة على دينهم وتراثهم العالمي، و نظراً لما تناولته الكتب المقدسة عن اليهود ومواطنهم الأولى في فلسطين، ولتأريخهم القديم في هذا الجزء من العالم فانها المكان المناسب لجمع شمل يهود العالم وتأسيس وطن قومي، وان فلسطين الحالية هي ليست فلسطين التي أشارت اليها الكتب المقدسة من الناحية الجغرافية فحدودها تمتد من الفرات الى النيل وان الخطين الأزرقين في العلم اليهودي يمثلان نهري النيل والفرات .

بلا شك ان الدول الأوربية عملت جاهدة وهي تحمل النوايا الأستعمارية في العالم العربي، على إيجاد قاعدة أمينة للحفاظ على مصالحها الأستراتيجية في هذه المنطقة الحيوية من خلال إقامة دولة صهيونية في فلسطين ترعى هذه المصالح وتؤمن الحماية لها وتكون بمثابة رادع قوي يستخدم ضد الدول العربية عند الحاجة، كما انه في الوقت الذي كان فيه الغرب يدرس موضوع توطين اليهود في أوربا، وجد في فلسطين الفرصة المناسبة لأبعاد اليهود عن أوربا، وكذلك للتخلص من هجرة يهود أوربا الشرقية اليها، بالأضافة الى العامل الديني الذي تبنته الكنيسة الغربية لأبعاد شبح اليهود عن العالم المسيحي ولاسيما ان اليهود كانوا مقرفين من ناحية سلوكهم وصفاتهم من وجهة نظر المسيحيين، ومن الأجدى دفعهم الى الجوار المسلم، والأمر الآخر ان اليهود كانوا يشكلون أقليات كبيرة في بعض الدول العربية وخاصة المغرب والعراق وهذا سيسهل هجرتهم الى فلسطين،وتسخير وسائل الأعلام للتأثير على الرأي العام اليهودي بأشاعة ان إسرائيل هي الملاذ الحيد لهم من الأضطهاد .

منذ بداية الحركة الصهيونية ظهرت تيارات متباينة فيها وقسم منها استمر حتى الوقت الحاضر، ورغم هذه التباينات لكنها متفقة جميعاً حول ضمان بقاء إسرائيل ودعمها وضمان أمنها، ومن ابرز هذه التيارات الاشتراكي الذي يمثله حزب العمل وتيار الوسط الذي يمثله حزب حيروت إضافة الى التيار المتطرف الذي يمثله حزب شاس والتيار الليبرالي الذي يمثله الليكود والتيارات الدينية .

منذ الأعوام 1948 ولعاية 1966 مارس الأسرائيليون ابشع الطرق لتشريد الفلسطنيين من خلال مصادرة اراضيهم وحرمانهم من التملك الجديد أو البناء والتشييد وحرموا من التوسع العمراني، ونتيجة للمارسات العنصرية التي قامت بها إسرائيل من طرد للفلسطينيين من ارضهم ومصادرة املكهم بالقوة ووسائل العنف التي اتبعتها تجاههم فقد حدا الأمر بالأمم المتحدة الى إصدار القرار برقم (3379) عام 1975 والذي ادان هذه الأعمال معتبراً الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، ومن المؤسف أن يستقبل القرن الجديد إلغاء هذا القرار بسبب ضعف العرب من جهة وقوة التأثير الأمريكي واللوبي الأسرائيلي من جهة أخرى، وتنصب التيارات الأسرائلية في ثلاثة إتجاهات أولهما تيار يدعو الى إقامة دولتين احدهما للاسرائيليين والأخرى للفلسطينيين، والتيار الثاني يعارض التقسيم ويرغب بأقامة دولة أسرائيلية واحدة تضم الشعبين، والتيار الثالث يطالب بدولة يهودية كاملة وأستئصال الفلسطينيين منها عبر نفيهم وطردهم .

ومن الصعب الحديث عن هذا الموضوع دون الأشارة الى الهولوكوست وهي كلمة يونانية تعني حرق القربان بالكامل، وترجمت الى العربية بأسم المحرقة، واصبح المفهوم رمز لليهود وإسطورة للأضطهاد الذي تعرضوا اليه حسب زعمهم، ويقول الكاتب نورمان فنكلستين ان الهولوكوست ” حيلة من أجل نزع الشرعية عن كل نقد لليهود والمنظمات اليهودية، وهي صناعة الغرض منها أبتزاز الأموال من أوربا” وبالفعل فقد قام عدد من الكتاب بدحض نظيرة الهولوكوست التي مثلت المرجع الأول لبناء دولة إسرائيل، ومنهم روجية غارودي، وقد تعرضوا جميعاً الى الهجومات الأسرئيلية بسبب مواقفهم هذه، فقد أكدوا أن الأمر مبالغ فيه من حيث عدد الضحايا وان القتلى من الغجر وبقية الأقليات فاقت أعداد ضحايا الهولوكست، وكان الغرض من التهويل هو الحصول على العطف الدولي، وابتزاز أوربا للحصول على المساعدات .

 

 

 

 

2000-00–0 0-:00

من

هذا الطرح المسموم الذي بادرت إليه قناة الجزيرة كان من المفروض أن يستنفر خطبا ليبرالية موجهة سلفا ، وأن يفتح أيضا الباب أمام العقول القاصرة ذات التوجهات الليبرالية البلهاء ، التي تخدم مشروع تحويل الوعي إلى هوامش السياق الفعلي مجانا . وقد حصل . لقد قدمت قناة الجزيرة هلوسة تطبيعية كعادتها وبوصفها جزءا من إعلام المشروع التصفوي ، لتشغل فراغات الوعي العربي والفلسطيني بتوجهات قبول الآخر . ولا أظن أن هناك الآن مشروعا ميدانيا معاديا يوازي في أهميته التخريبية الدور الذي تلعبه هذه القناة المشئومة . إنها تشكل دعما إعلاميا موازيا للعدوان على العرب بكل أشكاله تحت ستار من التمويه المحنك والشعارات التضييعية مثل ” الرأي والرأي الآخر ” الذي لا يعدو أن يكون اقتراحا بالتفريط والمساواة بين المعتدي والمعتدى عليه . لا أريد الإسترسال في الحديث عن تلك القناة ، ولكنها تظل أخطر مشروع لاستيطان الوعي وتخريبه من الداخل على الساحة العربية المنكوبة . أما وكلاؤها بين الليبراليين العرب الموجهين والبلهاء فيجب أن نستنجد عليهم بالله . ألله يوقف حالك وحال عزمي بشارة وبلاش ينشروا التعليق !

 

2000-00–0 0-:00

حسيب من الجليل

المعلومة القائلة بأن معظم أعضاء حركة السلام الآن في إسرائيل هم من

الشرقيين جديدة بالنسبة لي وهي في خانة شك كبير، أضف إلى ذلك أن أكثر

شرائح المجتمع الإسرائيلي كراهية وعداواة للعرب هم اليهود الشرقيون، اليهود

العرب كما يحلو للبعض تسميتهم، ولا بد من بحث قضية هذه التسمية، من

المعارضون ومن الموافقون في العصر الحاضر داخل إسرائيل وخارجها. ثم يجب

التنويه برئيس الحاخامين اليهود الشرقيين، عوڤاديا يوسيف، وتصريحاته ضد

العرب وتشبيهه إياهم بالأفاعي الخ.

ح. شحادة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إحدى عشر + خمسة عشر =


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

د.يوسف مكي