سلاما محسن خليل

324

سلاما للحبيب الغالي الدكتور محسن خليل، الوجه الصابر والصبوح الواثق أبدا بقدر أمته ومستقبلها، والذي واجه مرضه العضال، بتحدي المناضلين، مطلقا سرج حصانه في مواجهة لصوص دجلة، وسارقي البسمة من شفاه أطفالها.

لم أصدق أن للموت قدرة على انتزاعك منا، حتى وأنت تصارعه بعنفوانك وشجاعتك. فإيمانك القطعي بأن ليل العراق الطويل، سيعقبه شروق من نوع آخر… شروق يشرع أجنحته فوق عموم أرض السواد سيبقى قنديلا قدر المناضلين أن يستظوا به في رحلة التحرير والانعتاق. ولتقبر للأبد لحظات الانتقام والكيدية من التاريخ.

عرفتك أيها الحبيب، في لحظة من أحلك اللحظات التي مر بها عراقينا العظيم، ووجدتك، كما هي سيرتك دائما، طودا شامخا لا تلين له قناة. كذلك هو معدن الرجال الرجال. ووجدت كل الخصال والفضائل الحميدة، قد اختارتك لتكون عصارتها وخزانتها. كرم وإباء وشهامة وحلم وتواضع جم وأخلاق حميدة، وصفح واصطناع معاذير لتقصير الأصدقاء.

وكان قلمك سيفا مسلطا على الاحتلال والخونة العملاء، والمتجبرين، مدافعا عن وحدة العراق وعروبته وحريته واستقلاله.

سلام إلى روحك الطاهرة، مرفرفة فوق سماء العراق الأبي، تغمدك الله بالمغفرة والرحمة، وإلى أهلك ومحبيك ورفاق دربك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا له لراجعون.

د.يوسف مكي