حتى لا تكون شهادة زور

0 166

بعد أيام قليلة، وفقا لتصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد عمرو موسى سوف يلتئم انعقاد مؤتمر القمة العربي في منتجع شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية. وكان موعد انعقاد القمة قد تأجل بسبب وفاة الملك فهد بن عبد العزيز، وحالة الحداد التي أعلنتها الحكومات العربية إثر ذلك. ومن خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، وما رشح من حوارات بين وزراء الخارجية العرب خلال مرحلة التحضير لانعقاد هذه القمة يمكن القول إن القادة العرب سوف يركزون في اجتماعاتهم على تناول ثلاثة محاور رئيسية هي قضية الإرهاب، والنتائج المترتبة على الإنسحاب الإسرائيلي من غزة، والإنفلات الأمني المستفحل بالعراق.

 

ورغم ما يبدو من اختلاف بالمسميات والعناوين وتعدد في المحاور، التي سيتناولها القادة العرب في اجتماعهم القادم، فإنها في الحقيقة متصلة ومترابطة ببعضها البعض. ويجمعها ناظم واحد، هو أنها جميعا محاور مركزية في السياسة الأمريكية في المنطقة، وتمارس مختلف الضغوط على القادة العرب من أجل تبني سياسات محددة بعينها تجاه هذه المحاور الثلاثة. إن جملة هذه الضغوط، تضع الأمة العربية، وهي تعيش في أخطر مفارق الطرق في تاريخها بين خيارين: إما التمسك بالثوابت الوطنية والقومية وشرعة القانون الدولي وميثاق هيئة الأمم المتحدة، أو الخضوع لسياسات الهيمنة والتفرد، والتسليم بالإبتزاز الأمريكي والصهيوني.

 

ففيما يتعلق بالمحور الأول، الذي هو قضية الإرهاب، فإن الإدارة الأمريكية تحاول فرض تعريف مرتبك وفضفاض، وقابل للإتساع أو الإنكماش بحسب درجة اقتراب الطرف المقابل أو ابتعاده من السياسة الأمريكية، المؤيده في الغالب للمشروع الصهيوني، والمعادية لأماني الأمة العربية في التحرر والإنعتاق. ويتضمن على هذا الأساس، تعريف الإرهاب المقاومون الفلسطينيون الذين يعارضون سياسة التهويد والإستيلاء على الأراضي بالقوة وهدم البيوت وبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة. كما يشمل هذا التعريف نضالات حركة المقاومة العراقية ضد الإحتلال الامريكي، التي تؤكد مواثيق الأمم المتحدة وشرعة الأمم على حقها في العمل من أجل تحرير أرضها بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك حمل السلاح.

 

إن الإدارة الأمريكية وحلفائها في العدوان على العراق، يتناسون أن مجلس الأمن الدولي، بحسب ميثاق الأمم المتحدة، هو الجهة الوحيدة المخولة باستخدام وسائل الضغط والتدخل عسكريا تجاه الدول التي تتمرد على ميثاقه. وفي حالة العدوان الأمريكي على العراق، لم يكن هناك تمردا ضد الشرعية الدولية. وقد رفض مجلس الأمن الدولي الذرائع والحجج الأمريكية، كما وقف ضد العدوان، ونشبت أزمة سياسية حادة بين إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش وحليفه طوني بلير مع كل من فرنسا وروسيا والصين وألمانيا، وعدد آخر من دول العالم بسبب مواقفها المبدئية المعارضة للحرب. وثبت لاحقا بطلان كل الدعاوى والذرائع التي استندت عليها قوى العدوان في شرعنة الإحتلال وإلباسه الغطاء القانوني.

 

لا بد إذن أن يكون للعرب تعريفهم الخاص لمفهوم الإرهاب. وهو مفهوم ينبغي أن يأخذ بعين الإعتبار الحقوق والمصالح العربية وأبجديات الأمن القومي العربي، وسيادة الأمن والإستقرار في ربوع أمتنا. ومن هنا فإن التمييز ينبغي أن يكون واضحا بين إرهاب يهدف إلى ترويع أمن المواطنين والعبث بسلامة الوطن، وتهديد الناس في معاشهم وأسباب قوتهم، ومهاجمة الأماكن العامة.. وما شابه ذلك، وبين مقاومة وطنية تتوجه مباشرة إلى المحتل والقوى التي تردفه. إضافة إلى ذلك، فإن هناك إرهابا أعنف وأعتى يجب أن يأخذه القادة العرب بعين الإعتبار عند تعاملهم مع ظاهرة الإرهاب، ذلك الذي يشمل هدم البيوت وقصف الأحياء بالطائرات والدبابات واصطياد المجاهدين بالمروحيات، والذي أصبح سياسة معتادة في غزة ومدن الضفة الغربية، ومحافظة الأنبار، وبعقوبة وسامراء وتكريت.

 

إن الذي تتوقعه الإدارة الأمريكية من مؤتمر القمة العربي، وتضغط قويا باتجاه تحقيقه هو أن تكون إدانة الإرهاب انتقائية، ومتجانسة مع التعريف الأمريكي له المنسجم مع مصالحه ومع المصالح الصهيونية. ولا تقتصر مطالب الإدارة الأمريكية من القادة العرب على اتخاذ موقف إيجابي مساند للإنسحاب الإسرائيلي من غزة، وهو انسحاب أجبر الكيان الصهيوني على تنفيذه الآن، بفعل الضربات القوية والفاعلة للمقاومة الفلسطينية، وقد سعى لتحقيقه منذ فترة طويلة. بل إنها تطلب من القادة العرب أن يكون لهم دور أمني فعلي يساهم في كبح جماح الشعب الفلسطيني، بإرسال قوات عربية للقطاع تكون حاجزا بين الفلسطينيين والصهاينة، وتقوم بدور الشرطي في منع الفلسطينيين من مواصلة مقاومتهم للإحتلال واسترداد بقية أرضهم. ويتم ذلك تحت ذرائع تبدو نبيلة، كالحفاظ على الأمن ومساعدة السلطة الفلسطيني، وهي ذرائع واهية لن تجد آذانا فلسطينية أو عربية صاغية على أية حال.

 

ولا تتوقف مطالب الإدارة الأمريكية عند هذا الحد. فهناك موضوع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وقد أصبح واضحا أن عددا من عناصر السلطة الفلسطينية قد وقعوا على وثيقة أعلنوا فيها موافقتهم على التخلي عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. وبرروا ذلك بالواقعية والموضوعية في التعامل مع الصراع، والرغبة في إنهاء حالة الحرب إلى الأبد، التوصل إلى سلام دائم مع الصهاينة. ومهما تكن المبررات فإن الذي لا شك فيه هو أن أحدا من الفلسطينيين في الشتات لم يفوضهم بالتخلي عن حقه في العودة، وهو أيضا حق غير قابل للنقض أو التفريط أو التنازل عنه. إن الإدارة الأمريكية تضغط على القادة العرب أن يتخلوا هم أيضا عن حق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، بعد ضمان موافقة السلطة الفلسطينية على ذلك. وسوف يقال لنا إن القادة العرب لا يمكنهم، في هذه الحالة، أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم. وأنه لا يمكنهم التمسك بهذا الحق حين يتخلى أصحاب الأمر عن المطالبة به. وهو كلام غير منطقي لأن الغالبية من الشعب الفلسطيني ما زالو يقيمون في الشتات. والتفويض الذي منحوه لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية هو تفويض واضح وجلي. إنه يتمثل في النضال والعمل من أجل استرداد الحقوق، وبضمنها حق العودة، لا المساومة عليها أو التخلي عنها. وأي جهة فلسطينية تتخلى عن حق العودة، فإنها بذلك تتخلى عن التفويض الممنوح لها بموجبه، بوحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني.

 

إن الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة على أن تجعل من عقد مؤتمر القمة العربي شهادة زور، تتعدى الموقف المتفرج لتصل حد الإغراق بالمشاركة الفعلية في تنفيذ مخططاتها. فالتسليم بالتخلي عن حق العودة يستتبعه توطين للفلسطينيين في البلدان العربية، والتوطين يحتاج إلى تمويل، والتمويل يعني أن يستنفذ جزء من مدخرات الخزينة العربية في تحقيق مشاريع هي، بالأساس، ضد الأماني والتطلعات والحقوق العربية. إن المطلوب أمريكيا هو إسالة الدم العربي على أرض فلسطين ليس في مواجهة الصهاينة طبعا، ولكن من أجل منع المقاومين الفلسطينيين من تحرير أرضهم.

 

وبالمثل أيضا، وأمام الضربات المتتالية التي تتعرض لها قوات الغزو الأمريكي للعراق وارتفاع الأصوات في الكونجرس والصحافة وتصاعد الحركات الإجتماعية المناوئة للحرب، فإن الإدارة الأمريكية تخطط لتقليص تواجدها العسكري بالعراق. ولكنها تعلم حد اليقين، بأن القوى الأمنية والعسكرية التي صنعتها غير قادرة على القيام بأي دور في الإضطلاع بتنفيذ مشروع الهيمنة الأمريكي. ولذلك فإنها تسعى إلى الضغط على بعض البلدان العربية لإرسال جيوشها، لتساندها في مهمتها ولتحل محلها حين لا يكون هناك مناص من ذلك. وليس من شك في أن هذه القوات لن يكون باستطاعتها أن تقوم بدور عجزت القوات الأمريكية، بقوتها وخبراتها المهولة عن القيام به. وأن النتيجة هي أن الدم العربي سوف يسيل من أجل الدفاع عن استراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية وأهدافها. وأن بحرا من الحقد والكراهية سوف يعم بين العرب أنفسهم. إن الحراب العربية بدلا من أن توجه لأعداء العرب والمسلمين فإنها ستوجه لصدور أبناء الجلدة الواحدة والدين الواحد.

 

إن الأمريكيين يعللون النفس بإمكانية استمرارية حفاظهم على العراق، وأن يوقفوا نزيف الدم بأبنائهم في آن واحد. يطمحون أن ينتقلوا بعيدا عن المدن والقرى ومكامن الأخطار، إلى قواعد عسكرية نائية، تتخذ مواقع لها في الصحاري العراقية. ويطمحون أيضا في الإستيلاء على ثروات العراق ونفطه، وتوجيه سياساته بما يتناسب مع المخططات الصهيونية ومشروع الشرق الأوسط الكبير، دون أن يتحملوا أعباء الخسائر الفادحة من الجنود والمعدات. ودون أن تكون سياساتهم مركز استهداف للهجوم والنقد من المجتمع الدولي، وأيضا من عناصر وقوى الضغط في الداخل. ويأملون في أن تضطلع الجيوش العربية بتنفيذ الأدوار القذرة لاحتواء المقاومة وتسهيل عملية الإحتلال، نيابة عنهم.

 

إن المواطن العربي يتوقع من قادته أن يغلبوا المشاعر القومية والوطنية، والمصالح العليا للعرب على مختلف الضغوط التي تمارس عليهم في السر والعلن من قبل اليانكي الأمريكي. وأن تخرج القمة العربية بقرارات مصيرية تتناسب وحجم التحديات التي تواجهها الأمة العربية في هذه المرحلة من تاريخها.

 

إن تجانس قرارات القمة العربية مع الأماني والمشاعر والحقوق القومية هو وحده السبيل لكي لا نجعل من القمة ذاتها شهادة زور لصالح مشاريع الغطرسة والطغيان.

 

yousifsite2020@gmail.com

 

 

د. يوسف مكي

تاريخ الماده:- 2005-08-10

 

 

2020-05–0 8-:02

furat من sweden

الاحتلال والاستقلال و المرتدون الجدد (2)

 

باقر ابراهيم

 

دور الموساد الاسرائيلي

 

ان أدوار الموساد الاسرائيلي، ليس في شمال العراق فقط، بل في كل مناطقه، لم تعد خفية على أحد. ويوّجه الناس في الشارع، أصابع الاتهام لعناصره ووكلائه، فور حدوث عملياتهم التخريبية. فقد تحول التسرب الصهيوني في العراق، الى تدفق منذ الساعات الأولى لعمليات الاختراق في خطة إحتلاله.

 

إضافة الى الاسهام الفعال في نهب وتدمير التراث العراقي الثمين، كان دور الشبكات والعناصر الصهيونية، مساندة قوات الاحتلال في إشاعة الفوضى والحرائق والتفجيرات في التجمعات السكنية والاسواق الشعبية، وحيثما يمكن نشر الرعب وكسر الارادة الشعبية الرافضة للاحتلال.

 

خلف كذبتين كبيرتين عن إعمار العراق، ونشر الديمقراطية فيه، تجري التغطية على حصيلة الحرب والاحتلال بعد الحصار الطويل عليه.

 

كانت الحصيلة، نسبة عالية لم يعرفها تأريخه من البطالة والتدهور في الوضع الصحي، وإنتشار الآوبئة وخراب وتشويه البيئة.

 

كما أهتم المحتلون وأعوانهم، وشبكات الموساد الاسرائيلي خصوصاً، بتنفيذ الخطط التي أعدّت لتصفية النهوض العلمي في العراق، وتدمير مؤسساته واغتيال العلماء والأساتذة.

 

رافق الدور السلبي لشبكات التخريب الصهيونية، جانب اقتصادي يرمي للاستغلال والنهب تحت واجهات عراقية أو عربية مزّيفة.

 

لا غرابة بالطبع، في ذلك التشابك الذي رأيناه بين الامبريالية الأمريكية وقلعة الصهيونية العالمية. ولا غرابة أيضاً، ان يتصدى الصهاينة لكل شعب ينشد الحرية والتقدم.

 

كن حقدهم على العراق، الذي يفوق المعتاد، مرّده الانتقام من مساندة شعبه لنضال شعب فلسطين الباسل من أجل استعادة وطنه المغتصب.

 

وحين يسعى الضالعون في ركاب الاحتلال، وفي مقدمتهم المرتدون الجدد، لفتح أبواب العراق أمام الصهاينة، وحين يسعون للتطبيع مع دولتهم، فلن يجنوا سوى رفض شعبي أوسع، سوى كراهية أكثر.

 

نحن رأينا، في جميع الفعاليات التدميرية والاغتيالات والسرقة وتشويش الافكار، وفي الدجل السياسي، اثناء احتلال العراق وبعده، ان المتواطئين مع الاحتلال، هم أنفسهم، دعاة التطبيع مع دولة العدوان الصهيوني، ومعهم المرتدون وأحزاب الردة.

 

كان التبشير بتطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني، يغطي عليه بكثير من الدهاء والعبارات المغلفة في السابق.

 

لكن الذين يستقوون بالاحتلال الأمريكي لبلدهم اليوم، وخاصة في جانب القيادة الكردية واصابتهم نشوة غامرة من الشعور بالنصر ومن الميل لآستعجال الأمور.

 

لذلك لم تأت مفاجئة تصريحات السيد مسعود البارزاني، رئيس أقليم كردستان، لجريدة ( الحياة ) يوم 7 / حزيران / 2005 وأعلن فيها : ” ان العلاقة بين الاكراد واسرائيل ليست جريمة. وان من الممكن فتح قنصلية اسرائيلية في أربيل عاصمة أقليم كردستان في حال فتح سفارة اسرائيلية في بغداد “.

 

لكن قرار بغداد، صار بيد القادة الاكراد ومن هم معهم، وقبل ذلك من هو فوقهم. ولا نظن هذا الانفلات في تحدي مشاعر الشعب العراقي، بمن فيهم أكراد العراق، سوى تراكمات جديدة لأثارة سخطه على المنحدر الذي يراد جره اليه، وربما لتحفيز وتسريع قدرته على وقف هذه المأساة وهذه المهزلة.

 

لعروبة العراق حصة مرموقة من العداوة

 

من اليسير أن نلاحظ ان كثرة من المرتدين، هم الذين يقودون حملة فك إرتباط العراق بانتمائه العربي، بعد إجتلاله.

 

والقليلون من الناس البسطاء، يعرفون أو يتذكرون ان أغلب هؤلاء كانوا تحت الرعاية الأخوية الفائقة للقيادات العربية، ومنها الفلسطينية والمصرية والسورية والليبية والجزائرية واليمنية وغيرها.

 

وهناك من كانوا تحت الرعايات الخاصة لأجهزة مخابرات تلك الدول. وكوّن بعض أولئك المرتدين، بفضل تلك الرعايات، تجارات رابحة، أو ممالك إعلامية، أو منشآت عقارية وأرصدة.

 

وهذا ما يشير الى الجوانب غير السياسية، وغير النزيهة، في ذلك الجحود الذي نشهده اليوم، بحق الواجب العربي، بعد حصول المرتدين على سادة جدد من الغرب، يقدمون عطاءً أكبر !

 

هؤلاء هم من يدينون اليوم، أي مجاهد عربي، يتطوّع لطرد المحتل من العراق، أو يرفع صوته مطالباً بتحريره، رغم ان الجميع يعرفون ان مهمة تحرير العراق، كانت بالأمس، وستظل اليوم، مهمة العراقيين بالدرجة الأولى، وأنهم الأقدر على النهوض بها أولاً وأخيراً.

 

انهم يخفون وقائع التاريخ القريب، حينما تطوع العراقيون، سواءً بمعرفة الدولة، أم بواسطة المؤسسات الشعبية، للقتال، دفاعاً عن شعب فلسطين ضد العدوان الصهيوني، حيث تشهد مقابر شهدائهم في أرض فلسطين على مأثرتهم الوطنية والقومية والانسانية.

 

ومما يجدر ذكره، انه يوجد بين العراقيين، في تلك المقابر، كثرة من الاكراد، ومن القوميات الآخرى. مما يؤكد إصالة الشعب العراقي، بعربه واكراده وأقلياته القومية، في التصدي لخطر الاستعمار والصهيونية وكيانها العدواني.

 

لقد تركّز قدر كبير من تهجمات المرتدين على الشعب الفلسطيني، وعلى موقف الفلسطينيين من الاحتلال.

 

من بين دوافع هذا الغيض التغطية على الوضع المأساوي الذي يعيشه ألوف الفلسطينيين اللاجيئين في العراق بعد إحتلاله، حيث صار الكثير منهم يكدّسون في مناطق ضيقة مزدحمة وفي ظروف معيشية صعبة للغاية. وقد أريد لهم أن يندمجوا بمأساة أخوانهم من الشعب العراقي الذي استضافهم ورعاهم بأخوة.

 

ومما صرنا نسمعه الآن أيضاً، ان بعض المرتدين، يخيفون شعوب البلدان العربية الغنية بمواردها الطبيعية، وبالبترول خاصةً، مما يسمونه ( طمع الفقراء العرب ) بثروات بلادنا ! فهم يدعون بان هؤلاء الأكثر فقراً، هم وحدهم يريدون الوحدة العربية !

 

انهم اذ يناصبون العداء للطموح العربي المشروع نحو الوحدة، فهم يبتغون أيضاً ان ينزعوا عن اسيادهم الاجانب، وخاصة الأمريكان، الاتهامات بالطمع بالثروات العربية ونهبها ليحّولها الى الفقراء العرب.

 

انهم، بتوجيه من أسيادهم الكبار، يشدّدون الضغط على الأنظمة العربية، وعلى الحكام العرب، لمنع أية معونة تقدم للنضال العراقي الشعبي المناهض للاحتلال، والهادف لتحرير وطنه.

 

غايتهم الأخيرة، انهم يطالبون تلك الأنظمة، ان تدخل تماماً في لعبة القبول بنتائج الاحتلال، رغم ان هذه الانظمة لم تقصّر في القمع القاسي لحركة التضامن مع شعب العراق، والتضييق عليها، حتى بأبسط أشكالها، كالتظاهر داخل الجوامع.

 

 

 

 

 

2020-05–0 8-:05

عبد الله المنصور من السعودية

كل ما يتوقعه المواطن العربي هو بعض التصريحات الرنانة و التصفيق

لا خيلر فيهم و لا خير فيما قد يخرجون به هم العدو فحذرهم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

4 × 5 =


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

د.يوسف مكي