بانوراما الاغتيالات: استراتيجية للفتنة والتفتيت و”الفوضى الخلاقة”

0 248

شهدت الأيام القليلة الماضية أحداثا دموية مروعة في ساحات العراق ولبنان وفلسطين، لعل أبرزها المجزرة التي حدثت في مدينة الصدر، والتي حصدت أرواح المئات، واغتيال وزير الصناعة اللبناني، الزعيم الماروني الشاب بيار الجميل، وأيضا محاولة اغتيال أبو علي شاهين القيادي البارز في حركة فتح. القاسم المشترك الذي يربط بين هذه الحوادث هو أنها جميعا تأتي في إطار تسعير الاحتراب الداخلي، وتفتيت الجبهات الوطنية، وأيضا في كون جميع هذه الحوادث، كما تبدو على السطح، تأتي في إطار سجالات ومماحكات بين قوى محلية، لكنها في حقيقتها امتداد لاستراتيجيات دولية تهدف إلى الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد، تمهيدا لبلقنة المنطقة بأسرها.

 

سيهتم هذا الحديث بتسليط بعض الضوء، بقدر ما تتيحه المساحة، على هذه الحوادث، مؤكدين أن المستفيد الوحيد منها لا يمكن أن يكون إلا في خانة أعداء الأمة، والمتربصين بأمنها واستقرارها.

 

ففي العراق، يبدو المشهد اليومي سيرياليا وقرمزيا، محزنا وكئيبا. ولم يعد شيئا ملفتا للانتباه أن تتصدر نشرات الأخبار اليومية أخبار القتل العمد في صفوف المدنيين من هذه الطائفة أو تلك. أصبحت أخبار حصد المئات من أرواح البشر من الأمور المعتادة. والعالم الذي يستفز لدى سماع نبأ سقوط طائرة أو حادث سير مروع في مكان آخر، لا تستثيره المجازر اليومية التي ترتكب بحق الشعب العراقي. والقراصنة الأمريكيون الذين جاؤوا إلى عاصمة العباسيين، غاصبين محتلين، ووجدوا أنفسهم غارقين في مصيدة لا فكاك منها، باتوا مهتمين بحصر أعداد قتلاهم وجرحاهم، وفي إيجاد حل “مشرف” للخروج من المأزق الذي أقحموا أنفسهم به، حتى وإن كان ثمن ذلك تفتيت العراق وتقسيمه، كما اقترح تقرير وزير الخارجية الأمريكي السابق، جيمس بيكر الذي قدم للكونجرس الأمريكي. ومن أجل تحقيق ذلك تركوا الحبل على الغارب للميليشيات الطائفية التي جاءت على ظهور دباباتهم، ولفرق الموت التابعة لتلك الميليشيات، لتعيث قتلا وتدميرا في بلاد الرافدين.

 

ورغم كل ما يقال، عن مشاريع وحوارات وطنية برعاية جامعة الدول العربية، بين مختلف التيارات السياسية العراقية، فإن ما يجري من قتل على الهوية، وتسعير طائفي بغيض، لا ينبىء بتغير في الأحوال، خاصة أن تلك الحوارات قد استثني منها المقاومة العراقية، التي هي الطرف الحقيقي الفاعل في المعادلة السياسية، في مواجهة الاحتلال الأمريكي.

 

في لبنان تبدو الصورة أقل حدة، وإن كانت المؤشرات تؤكد أن الأيام القادمة سوف تكون حبلى بأعاصير سياسية مدمرة. فهذا البلد الجميل، الذي عانى خلال الربع قرن المنصرم، من احتراب داخلي، وفقدان للاستقرار، والذي لم يسترد بعد عافيته، يتعرض منذ سنتين، لحوادث اغتيالات متتالية، بدأت بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، ثم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، ثم جورج حاوي السياسي اللبناني المعروف، والصحفي جبران تويني، وأخيرا وزير الصناعة اللبناني سليل أسرة الجميل العريقة، بيار الجميل.

 

الواضح خلال الحوادث التي جرت في السنتين الماضيتين أن الضحايا جلهم من فريق 14 مارس الذي يمسك بالسلطة الوزارية، والذي يقف في الخط المناوئ لسوريا. ويرتبط بعلاقة وثيقة بالإدارة الأمريكية. ويبدو توقيت معظم الاغتيالات مرتبطاً باستحقاقات وصراعات حادة بين الطرفين المتنافسين على اكتساب الشارع اللبناني. والمؤكد أن الحدث الأخير قد ثبت المشهد السياسي، لصالح أجندة تيار 14 مارس، على الأقل دوليا. لكن ذلك لا يلغي طرح جملة من التساؤلات حول الظروف التي أخذ فيها الحدث مكانه.

 

فقد أخذ الحدث مكانه بعد أيام قليلة من تحذيرات وجهها السيد سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية إلى وزراء الحكومة بضرورة أخذ الحيطة والحذر من محاولات اغتيال قد تطال أحدهم لجعل الحكومة تفقد النصاب وتسقط تلقائيا. وكان الأمر الآخر اللافت للانتباه هو أن الحدث وقع بعد يومين من موعد البت في قرار المحكمة الدولية المتعلقة باغتيال السيد رفيق الحريري، وفي التوقيت الذي اغتيل فيه جبران تويني العام الماضي.

 

والأهم من ذلك كله أن الحدث قد جاء متزامنا مع احتقان سياسي، عبر عنه إعلان المعارضة عن نيتها بالاحتكام للشارع وإعلان الحكومة الرد باحتكام معاكس للشارع أيضا، بما يعني أن أبواب الحوار بين الأطراف المتنافسة أصبحت مستعصية ومسدودة.

 

كان هناك أمل لدى بعض المراقبين السياسيين والمهتمين بالشأن اللبناني، أن تؤدي احتفالات الاستقلال، التي حدث اغتيال الجميل في عشيتها إلى لقاء الرؤساء الثلاثة لحود والسنيورة وبري، وأن يؤدي ذلك إلى حلحلة بعض التعقيدات، بما يمكن من التوصل إلى صيغة مقبولة من الجميع للخروج من المأزق الذي آلت إليه الأوضاع في لبنان. لكن حادث الاغتيال جاء ليسد منافذ اللقاء وبالتالي الحوار، وليمنع بالتالي إمكانية التوصل إلى حل للأزمة.

 

إن القراءة الموضوعية للحدث تشير إلى أن الاغتيال كان خسارة لكل اللبنانيين، ولكل الأطراف على السواء. فتجمع 14 مارس خسر باغتيال الوزير الشاب، قطبا لامعا، وناشطا بارزا من أنشط شخصياته، في حين تعطلت مشاريع الطرف الآخر المنافس، الممثل في حزب التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشيل عون، وحزب الله. لقد فوجئت المعارضة باغتيال الوزير بيار الجميل في الوقت الذي فرغت فيه من الإعداد لتحركات شعبية سلمية كان مفترضا فيها أن تشمل جميع المناطق اللبنانية، فكان أن اضطرت إلى تجميد حركتها مراعاة لمشاعر أهل الفقيد وتأثراً بالحزن الذي عم البلاد.

 

المنطقي إذاً، أن يكون الاغتيال جزءاً من تخطيط خارجي، يستهدف جميع اللبنانيين، باستهدافه أمنهم واستقرارهم. والمستفيد الأكبر من تحقيق عملية الاغتيال الإرهابية لن يكون غير الكيان الصهيوني، والقوى المعادية للبنان. لقد هزم هذا الكيان في الحرب الأخيرة على لبنان. وكانت وحدة اللبنانيين، مواطنين ومؤسسات، وصمودهم، والتفافهم حول المقاومة الوطنية هي التي فوتت على العدو فرصة تحقيق مكاسب على الأرض جراء عدوانه. والآن حان وقت الانتقام لتلك الهزيمة. وليس هناك من انتقام أقوى من زرع بذور الفتنة والتحريض على الاحتراب الداخلي، وهو ما يبذل الصهاينة قصارى جهدهم من أجل فرضه على لبنان.

 

وفي فلسطين، تجري أيضا محاولة تسعير الصراعات الداخلية، ويحتدم الجدل حول مسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي تعتقد أطراف مهمة في رئاسة السلطة أنها ستشكل مخرجا فعليا لرفع الحصار الاقتصادي المفروض على الأراضي الفلسطينية. وتأتي محاولة اغتيال أبو علي شاهين القيادي البارز في حركة فتح، في سياق حملة تسعير الاحتراب الداخلي.

 

هذه الحوارات، التي تجري على الساحة الفلسطينية، لا تختلف في جوهرها عن الحوارات التي تجري في العراق ولبنان. فجميعها تبدو على السطح حوارات داخلية، لكنها في حقيقتها حوارات ما بين أقطاب إقليمية ودولية، ولا ترتبط بالمصالح الوطنية العليا، قدر ارتباطها بأجندة الإدارة الأمريكية، والصهيونية. إنها جزء من أجندة كبرى تستهدف تطويع وتركيع قوى الممانعة، التي ترفض الاحتلال، وتتصدى له. إن هدفها الرئيس هو قهر إرادة الممانعة في العراق ولبنان وفلسطين، وتعبيد الطريق نحو تعميم الاعتراف بمشروعية اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين.

 

ليس مقبولا أبدا أن تخضع فصائل العمل الفلسطيني استراتيجياتها لأجندة الكيان الصهيوني. فحق الشعب الفلسطيني، في تحرير أرضه وتقرير مصيره واختيار ممثليه وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني، بما في ذلك القدس الشريف، ينبغي ألا يكون موضع مساومة أو ابتزاز. فقد كفلت ذلك قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.

 

من المؤكد أن المواطنين الشرفاء، عراقيين ولبنانيين وفلسطينيين، المؤمنين بوحدة أوطانهم، وبحقهم في الحياة الآمنة والمستقبل الواعد هم أبعد ما يكونون عن أجندة الفتنة والتفتيت والاحتراب.

 

إن أصابع الاتهام تشير مباشرة إلى حملة المسدسات كاتمة الصوت، الداعين، سرا وعلنا، إلى الفوضى الخلاقة، وهي جهات لا يحتاج القارئ الحصيف إلى عناء كبير لتشخيصها.

 

yousifsite2020@gmail.com

 

 

 

 

د. يوسف مكي

تاريخ الماده:- 2006-11-29

 


2020-06–1 1-:03

علي الكاش من اليونان

من الؤكد استاذ يوسف ان استبعاد المقاومة الوطنية العراقية عن المفاوضات الجارية للحد من العنف والحرب الاهلية الغرض منه ابعادها عن الاضواء من قبل قوات الاحتلال وحكومة كرزاي العراق، ومن المؤكد ايضا ان الادارة الامريكية وربيبتها العراقية يدركان جيدا بان موقف المقاومة واضح وليس فيه غموض كما هو شأن الامريكان ومخططاتهم الشريرة؟ جدولة الانسحاب للقوات المرتزقة وحل الحكومةالطائفية واقامة حكومة انقاذ وطنية وحل مجلس النواب الكوميدي والغاء نظام المحاصصة الطائفية والغاء الدستور الممسوخ وقوانين المندوب السامي السئ الصيت بريمرمثل حل الجيش العراقي وقانون اجتثاث البعث وغيرها من اهم شروط المقاومة لذا جاء استبعادها من هذه المفاوضات التي تحمل بذور فنائها بين طياتها.

موضوع شيق بوركت

 

2020-06–1 2-:05

صباح زيارة الموسوي من العراق

مسيرة الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية: انتفاضة تأريخية للقضاء على النظام الطائفي الاستعماري ورموزه المتصهينة

صباح زيارة الموسوي

sabah_ziearahalmosawi2000@yahoo.co.uk

 

 

 

تنطلق اليوم في لبنان مسيرة تأريخية للشعب اللبناني البطل , هي بمثابة بداية الحصاد للانتصار الشعبي اللبناني على الدولة الصهيونية اللقيطة

 

لقد غير أنتصار المقاومة البطلة موازين القوى الداخلية لصالح المشروع الوطني اللبناني بالضد من النظام الطائفي الاستعماري , تغييرا جذريا

 

أن كفاح الشعب اللبناني المديد,المعمد بدماء مئات الالاف من الشهداء , من أجل اسقاط النظام الطائفي البغيض واقامة النظام الوطني الديمقراطي المستقل , يشق طريقه اليوم نحو النصر المحتم , بعد أن هدمت المقاومة الوطنية اللبنانية الجدار الصهيوني القذر , الذي استندت اليه

القوى الطائفية المتصهينة

 

أن رموز الوطنية اللبنانية المقاومة , المتصدية لمعركة اليوم التأريخية , الرئيس اللبناني البطل اميل لحود والقائد العسكري الشجاع الجنرال عون والزعيم الوطني كرامي وورئيس البرلمان اللبناني بري , وعدد من القيادات اليسارية الثورية مثل زاهر الخطيب , تستند جميعا الى زعامة المقاومة الوطنية اللبنانية المنتصرة , زعامة السيد حسن نصر الله التأريخية

 

ان صدى صوت رصاص رجال المقاومة الشهداء , يندمج اليوم بالصوت الفني الثوري , صوت جوليا بطرس , وحناجر الوطنية اللبنانية , في معزوفة النصر اللبنانية , فالشعب اللبناني سيرفع صوتا واحدا هادرا, نعم للبنان الوطني الحر المستقل , السقوط للنظام الطائفي الاستعماري

 

أن التأريخ سيسجل هذا النصر بنجوم الشهداء السابحة في هذا الكون , المحفزة للاجيال تلو الاجيال لخوض المعارك الوطنية التحررية , وستبتلع مزبلته هذا النظام الطائفي الاستعماري ورموزه المتصهينة من امثال جعجع وامين ووليد جنبلاط والمتطفل سعد الحريري وبوقهم المرتعد , المرتجف , السنيورة

 

ارض الارز اللبنانية , تلك الارض المطهرة من رجس المحتل بدماء خيرة ابناء لبنان , الارض التي مافي اجمل منها تحت السما , هي البركان الكامن في الاراضي العربية من الخليج الى المحيط , البركان المنفجر لا محال

 

31.11.06

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

5 + عشرة =


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

د.يوسف مكي