الملف النووي الإيراني واحتمالات المواجهة

0 194

تصاعدت خلال هذا الأسبوع الحرب الكلامية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ضد إيران، وتركزت حول ملفها النووي. وشارك في هذه الحملة مسؤولون أمريكيون وأجهزة إعلام ومراكز ومحللون عسكريون ومعاهد علمية واستشارية.

 

وقد جاءت جملة هذه التصريحات على خلفية إعلان رئيس الجمهورية الإيرانية محمود أحمدي نجاد رسميا انضمام بلاده إلى نادي الدول التي تمتلك تكنولوجيا نووية، حيث ذكر في كلمة ألقاها بمدينة مشهد أن طهران نجحت في تخصيب اليورانيوم واستكمال دورة الوقود النووي لأغراض سلمية. ومع أنه ذكر أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، فإنه أكد عزم بلاده على الوصول إلى تخصيب اليورانيوم بكميات صناعية. وكان نائب الرئيس ورئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية قد استبق كلمة نجاد وأعلن أن إيران أصبحت ثامن دولة في العالم تمتلك تقنية تخصيب اليورانيوم منخفض المستوى.

 

إثر الإعلان الإيراني، وصف الرئيس الأمريكي، جورج بوش سياسات حكومة طهران الحالية بأنها تشكل تهديدا خطيرا على الأمن العالمي. من جانبه اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورميك أن قيام إيران بعمليات التخصيب خطوة باتجاه تحدي المجتمع الدولي. قائلا إن الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بامتلاك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج أسلحة نووية.

 

وحذر معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي من تنامي قوة إيران العسكرية، مشيرا إلى أن صوراً التقطتها الأقمار الصناعية حديثا تشير إلى أن إيران وسعت موقعا لتحويل اليورانيوم في أصفهان، وعززت الدفاعات في محطة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض للتصدي لأي هجوم عسكري محتمل. وكانت مجلة “ذي نيويوركر” ذكرت الأسبوع الماضي أن الإدارة الأمريكية تفكر في توجيه ضربات عسكرية لإيران باستخدام قنابل نووية تكتيكية.

 

من جانب آخر، قال ريتشارد كلارك وستيفنز سايمون المكلفان بتنسيق مكافحة الإرهاب تحت إدارتي كلينتون وبوش، لصحيفة “نيويورك تايمز” إن شن هجوم على إيران سيؤدي إلى خلق أزمة نفطية في المنطقة، حيث ستعمد إيران، ردا على الهجوم عليها، إلى مهاجمة منشآت النفط في المنطقة وقد يؤدي ذلك إلى تجاوز سعر برميل النفط عتبة 80 دولارا. وأضافا أن “إيران قد تلجأ عبر أنصارها إلى شن هجمات على أهداف أمريكية في العالم أجمع.

 

وفي هذا الإطار نقلت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أن طهران دربت عشرات آلاف الانتحاريين لضرب أهداف بريطانية وأمريكية في حال تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم. وقالت الصحيفة إن المجموعات الانتحارية تضم 40 ألف رجل شاركوا في مارس الماضي باستعراض عسكري. ونقلت الصحيفة عن المسؤول في الحرس الثوري الإيراني حسن عباسي قوله “إنه تم تحديد 29 هدفاً محتملا.

 

بموازاة ذلك، حذر أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي بشقيه الجمهوري والديموقراطي من أن الوقت لم يحن بعد للتفكير في عمل عسكري ضد إيران أو حتى لفرض عقوبات عليها. وقال رئيس هيئة العلاقات الخارجية بالكونجرس السيناتور الجمهوري ريشاد لوغار في برنامج “هذا الأسبوع” للـABC، إن هناك ضرورة للتحادث مع إيران لأنها “جزء من خريطة الطاقة في العالم”. كما دعا السيناتور الديموقراطي كريستوفر في لقاء مع برنامج “فوكس نيوز صنداي” واشنطن إلى محادثات مباشرة مع إيران.

 

وكعادته دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى تغليب منطق التفاوض على الخيار عسكري في أزمة الملف النووي الإيراني.

 

أما في إيران فقد صرح وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي أمس بأن استمرار أعمال العنف في العراق يعني أن الولايات المتحدة “ليست في موقع” يؤهلها لمواجهة طهران بشأن برنامجها النووي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن متقي قوله إننا “نحاول إيجاد حل دبلوماسي للمشكلة، وعلى الولايات المتحدة أن تدرك أنها ليست في موقع يتيح لها إثارة أزمة جديدة في المنطقة.

 

ومن جهته قلل رئيس تشخيص مصلحة النظام في إيران، السيد هاشمي رفسنجاني في ختام زيارته لدمشق من احتمالات تعرض بلاده لضربة أمريكية وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة ضد أي دولة، مؤكدا عدم صدور أي قرار من مجلس الأمن بالإجماع ضد طهران. وقال رفسنجاني في مؤتمر صحفي عقده مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إنه “إذا قامت أمريكا بأي ضربة عسكرية ضد إيران فلن يكون في صالحها أو في صالح المنطقة كلها، في حين دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الدول المستقلة إلى محاربة الإمبريالية العالمية، في إشارة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.

 

وفي العاصمة البريطانية لندن، ذكرت مصادر صحفية أن لندن ستعقد اجتماعا سريا مع مسؤولي قواتها الجوية لبحث احتمال توجيه ضربات جوية ضد إيران، في وقت لايزال فيه الجدل يحتدم بشأن ملف طهران النووي.

 

وقالت صحيفة “صنداي تلغراف” نقلا عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية البريطانية إن ذلك الاجتماع سيسمح بدراسة نتائج ضربات من هذا النوع لتدمير قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية. وأضاف المسؤول للصحيفة أن ضربات جوية بقيادة أمريكية ستكون “حتمية” في حال رفضت إيران الامتثال لطلب مجلس الأمن الدولي وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم خلال فترة شهر.

 

وفي هذا السياق طالب رئيس مجلس الأمن القومي في إسرائيل غيورا إيلاند المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عملية ضد إيران. وقال إن أمام المجتمع الدولي ما يكفي من الوقت للرد على البرنامج النووي الإيراني الذي أعتبر أنه لا يهدد إسرائيل وحدها.

 

وفي المقابل حذر قائد قوات حرس الثورة في إيران اللواء يحيى رحيم صفوي الولايات المتحدة من ارتكاب ما سماه خطأها الإستراتيجي الثاني في حال فكرت في الهجوم على بلاده، وقال إن قواته على استعداد للتصدي لأي تهديد خارجي محتمل. وقال صفوي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن الأمريكيين يعلمون أن قواتهم في المنطقة هشة وغير محصنة، مشددا على أن أمن إيران هو أمن كل المنطقة وفرض ‌أي حالة انعدام للأمن عليها يؤدي إلى انعدام الأمن للجميع وخاصة للقوات الأمريكية. وقال إن إيران ليست أفغانستان وليست العراق، ونصح الأمريكيين بألا يورطوا أنفسهم في مستنقع آخر قبل أن يخرجوا من مستنقع العراق.

 

هل ستقدم الولايات المتحدة على مجابهة عسكرية مع إيران؟ وهل بالفعل هناك إمكانية للإقدام على ارتكاب حماقة جديدة في المنطقة، التي مازالت تعاني من تداعيات احتلالها على المشهد العراقي؟ يقينا أن الإدارة الأمريكية الآن في ورطة بالعراق، بفعل تصاعد عمليات المقاومة العراقية، وقدرتها على إفشال المشاريع الأمريكية، وقد ذكرنا ذلك بشيء من التفصيل في الحديث الماضي. لكن هل يعني ذلك أن تستسلم الإدارة الأمريكية لهذا الواقع؟ وهل سوف تقبل قوى الضغط الصهيونية داخل أمريكا، بذريعة الفشل الأمريكي في العراق، كمبرر لعدم مواجهة المخاطر النووية الإيرانية على توازنها الإستراتيجي؟ وهل ستوافق إسرائيل، الحليفة المدللة للإدارات الأمريكية المختلفة، على تبريرات العجز الأمريكية، وهي التي تمتد، من وجهة نظرها، منطقة أمنها الإستراتيجي إلى باكستان شرقا، والمحيط الأطلسي غربا، وتركيا شمالا، وأوغندة جنوبا؟ وإذا كان الأمر هو غير ذلك فما هي البدائل المتاحة أمام صانع القرار الأمريكي لمواجهة إيران؟ وما تأثيرات تنفيذ تلك البدائل على المنطقة عموما، ومنطقة الخليج بشكل خاص.

 

تلك أسئلة هامة وملحة، ينبغي التعرض لها عند مناقشتنا لاحتمالات المواجهة بين أمريكا وإيران، وسوف تكون محور مناقشتنا في الحديث القادم بإذن الله.

 

yousifsite2020@gmail.com

 

 

 

 

د. يوسف مكي

تاريخ الماده:- 2006-04-19

 


2020-06–0 5-:01

ابو نايف من السعودية

من الضروري أن تكون هناك دولة إسلامية تستطيع إيقاف أميركا عند حدها.. وخصوصا في الشرق الأوسط.. لقد حاولت العراق فعل ذلك.. ولكن كما تعود العالم العربي،فالدول العربية كانت تتفرج على الاحداث في العراق حتى يومنا هذا.. والان إيران تحاول ان تخلصنا من الهيمنة الأميركية.. والعالم الإسلامي ما زال يتفرج..!! ويجب أن نعلم أن سقوط طهران في يد الأمريكان..سيفتح شهية واشنطن للمزيد.

 

2020-06–0 5-:02

ماجدعواد من فلسطين _ عورتا _ نابلس

نستغرب بشده على الاحداث التي وقعت امس والتي اسفرت عن نزف الدم الفلسطيني الفلسطيني ، لهذا اذ نطالب بوقف نزيف هذا الدم الذي سال على ارض غزة ، ونطالب ايضاًوبشكل فوري وسريع لتشكيل قيادة فلسطينية وطنية موحدة من كافة التنظيمات لحل كافة القضايا الخاصة بالشؤون الفلسطينية ، ومن اجل محاصرة السموم التي يبثها الاحتلال وعملائه من خلال جهاز الشين بيت بين القيادة الفلسطينية من جهة وبين ابناء شعبنا من جهة ثانية ، لهذا اذ نؤكد ونطالب من كافة القيادات الفلسطينية بعدم بث الامور التي يتم النقاش بها وخاصة التي لم يتم الاتفاق عليها سواءاً بالمحطات الفضائية او داخل تنظيم هذا وذاك ، وان تكون القيادة على قدر المسؤولية التي منحها لهم شعبهم ، وان يتطلعوا لما هو اهم وهو امور شعبهم وقضيتهم.

اتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني نابلس عورتا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

14 − اثنا عشر =


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

د.يوسف مكي